صرح وزير الطاقة والمناجم الجزائري الرئيس الحالي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل أن هدف المنظمة يكمن في الوصول إلى مستوى أسعار يتراوح بين 70 و90 دولار للبرميل لأن ذلك يمثل سعر التكلفة لتطوير حقول جديدة خاصة في المياه العميقة والتي لا يمكن تطويرها بسعر يقل عن 70 دولار. وفي إشارة إلى احتمال خفض الإنتاج، قال خليل أن أي تخفيض أخر للإنتاج من قبل الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيتوقف على حجم الإجماع الذي يتم التوصل إليه خلال اجتماع المنظمة المقرر عقده في التاسع والعشرين من نوفمبر الحالي بالعاصمة المصرية ،والذي سيبلور جملة من التوصيات من المحتمل أن تعرض على مؤتمر المنظمة بمدينة وهران الجزائرية في السابع عشر من ديسمبر القادم. ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) توقع خليل أن تجتمع لدى المنظمة في اجتماع وهران المقبل المعلومات الضرورية التي تمكن من اتخاذ القرار الصائب، وحذر خليل من تكرار ما وصفه بظاهرة ما بعد عام 1998م وفقدان الثقة في الاستثمار في القطاع إذا لم يتم التوصل إلى هذا المستوى من الأسعار في غضون عامين. وجدد خليل الاعتقاد بضرورة أن تفي المنظمة بالتزاماتها السابقة بتخفيض حجم إنتاجها المتفق عليه قبل أن تتخذ قرارا آخر بذلك لكي تحافظ على مصداقيتها قائلا: " إذا لم نوف بالتزاماتنا الأولى المتخذة خلال اجتماع فيينا ونقرر تخفيضا آخر فإن المنظمة لن تكون ذات مصداقية". ووافقه الرأي وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي المهندس محمد العليم مؤكدا أن بلاده لن تتردد في خفض إنتاجها إذا تم الاتفاق على ذلك بين الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" في اجتماعها بالجزائر في ديسمبر المقبل. وفي تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) شدد العليم على ضرورة إعادة النظر لإعادة التوازن في السوق بإيجاد توازن حكيم بين الحاجة الفعلية للنفط والفائض الذي يملأ خزانات بعض الدول بأكثر من احتياجاتها الضرورية حتى لا يؤدي وجود فوائض نفطية زائدة مترافقة مع زيادة الإنتاج في اختلال توازن السوق البترولية وحدوث تخمة نفطية. ومن جانبها نقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن محمد علي خاطبي ممثل إيران لدى "أوبك" قوله انه "من الأفضل اتخاذ قرار بخفض آخر في الإنتاج يتراوح ما بين مليون ومليون ونصف مليون برميل يوميا, من اجل التوصل إلى توازن بين العرض والطلب". كما دعت اليمن الاجتماع الوزاري القادم لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلى اتخاذ قرارات جريئة لتخفيض إنتاجها من النفط وبما يعيد التوازن إلى الأسعار المتدهورة حاليا للنفط في السوق العالمية مما الحق أضرارا كبيرة بالدول الصغيرة المنتجة ومنها اليمن. وقال وزير النفط والمعادن اليمني أمير العيدروس لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) : "إننا نعلق آمالا على الاجتماع القادم ل"أوبك" الذي يشمل كبار المنتجين بان يخرج بقرار تخفيض إنتاج النفط الخام الذي ينتجه كبار المصدرين بما يتناسب وتراجع الطلب العالمي في ظل مؤشرات الكساد التي بدأت تظهر ملامحه في عدد من الدول وبما يحقق أسعارا واقعية عادلة ومنصفة ومعقولة ومقبولة للمنتج والمستهلك على حد سواء ويحافظ على سلعة أساسية بها ينمو أو ينكمش الاقتصاد العالمي". يذكر أن وزراء "أوبك" اتفقوا خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد في 24 أكتوبر الماضي في فيينا على خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا ليصل إلى 27.3 مليون برميل يوميا من أول نوفمبر الجاري في محاولة لمنع الأسعار من التراجع بدرجة أكبر.