حذرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية البنوك المركزية من عمليات خفض أسعار الفائدة في ظل تسارع وتيرة التضخم عالميا. وخفضت المنظمة من خلال تقريرها النصف سنوي للتقديرات المتعلقة بالنمو العالمي في ظل استمرار ضعف أداء الاقتصاد الأمريكي. وتوقعت في ذلك الصدد منظمة التنمية تراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي العام الحالي علي مستوي الدول الأعضاء ليكون في حدود 1.8 % والعام المقبل 1.7 % مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت ترجح إمكانية تسارع وتيرة النمو العالمي من 2.3 % إلي 2.4 %في عام 2009 . ووفقا للتوقعات الجديدة، فإن الاقتصاد العالمي مقبل بذلك علي تسجيل أقل معدل للنمو منذ عام 2002. وتوقعت المنظمة في تقريرها أن يكون معدل التضخم علي المستوي العالمي في حدود ال 3 % خلال العام الحالي ليكون بذلك الأعلي من نوعه منذ عام 2001 . وحذرت من أن ضغوط التضخم مازالت تمثل تهديداً قوياُ للاقتصاد العالمي . وأوصت المنظمة في تقريرها الذي أوردته شبكة بلومبيرج الإخبارية بضرورة إبقاء بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة عند 2 % لحين ظهور بوادر انتعاش للاقتصاد الأمريكى كما هو منتظر في منتصف عام 2009 علي أن تقدم علي إجراء رفع للفائدة إلي 4 % مع نهاية العام. ودعا التقرير أيضا إلي ضرورة إبقاء المركزى الأوربى الفائدة لديه عند 4 % بينما لابد لبنك اليابان أن يحافظ علي النمو الطفيف المحقق من خلال إبقاء سعر الفائدة لعام آخر عند 0.5 %. وأشار التقرير إلي أن الولاياتالمتحدة تقود حاليا موجة التباطؤ التي يشهدها أداء الاقتصاد العالمي خاصة وأن الاقتصاد الأمريكى يواجة تداعيات ركود قطاع الإسكان وتقلص حركة الائتمان وبصورة متزامنة مع ضغوط التضخم التي بدأت تضعف النشاط الاستهلاكى فى السوق الأمريكي بجانب زيادة فاتورة الإنتاج. وخفضت المنظمة في ذلك الصدد من معدل النمو المتوقع العام الحالي للاقتصاد الأمريكى ليكون فى حدود 1.2 % بدلا من 2 %. وكان ألان جرينسبان رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي السابق قد حذر في وقت سابق من أن الولاياتالمتحدة مازالت معرضة لمخاطر الركود رغم مؤشرات الاستقرار النسبي التي حظي بها الاقتصاد الأمريكي في الأسابيع الأخيرة . وأعرب جرينسبان في مقابلة مع صحيفة الفاينانشيال تايمز عن اعتقاده بأن هناك احتمال أكثر من 50% بحدوث ركود اقتصادي بالولاياتالمتحدة . غير أنه أشار إلي أن هذا الاحتمال تراجع بشكل طفيف وأن احتمالات ظهور حالة من الركود الاقتصادي الحادة قد تضاءلت بصورة ملحوظة . وتأتي تصريحات جرينسبان كرد على موجة التفاؤل المتزايدة بشأن مصير الاقتصاد الأمريكي عقب أزمة الرهن العقاري الأخيرة "فعلي مدي الأسابيع الستة الأخيرة قلل معظم الخبراء الاقتصاديين من احتمالات الركود الاقتصادي في الولاياتالمتحدة خاصة بعد صدور البيانات الأخيرة الخاصة بسوق العمل الأمريكي والتي جاءت بصورة أفضل مما كان متوقع. وقال جرينسبان خلال المقابلة أنه من السابق لأوانه التحقق مما إذا كان الاقتصاد الأمريكي قد اجتاز بالفعل أسوأ مراحل الأزمة المالية الأخيرة وأشار إلي أن ذلك يعتمد على التطورات التي سيشهدها سوق الإسكان الأمريكي .