خيب مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الامريكي" آمال المستثمرين في الدولار باسواق المال العالمية والمحلية وذلك بعد تجديده نهاية الاسبوع الماضي لتعهداته السابقة بالابقاء علي فائدة الورقة الخضراء عند مستوياتها الحالية القريبة من الصفر لفترة اخري طويلة . وكانت اسواق المال تتوقع تعافي الاقتصاد الامريكي بشكل اسرع من اقتصاديات الدول المتقدمة الاخري وبالتالي تحرك فائدة الدولار اسرع من نظيراتها علي العملات الاخري وعلي راسها اليورو والاسترليني الا ان اشارات المركزي الامريكي احبطت تلك التوقعات وخيبت امال المستثمرين في الورقة الخضراء . وكان البنك المركزي الامريكي قد كشفالاسبوع الماضي عن انه سيبدأ في ضخ عائدات سندات رهون عقارية يحل أجلها في ديون حكومية أطول أجلا في مسعي لدعم الانتعاش الاقتصادي الهش. كما ابقي البنك سعر الفائدة القياسي علي الدولار مستقرا في نطاق صفر الي 0.25% مجددا التزامه السابق بابقائها منخفضة لفترة ممتدة. وقال محللون ان قرار اعادة استثمار عائدات سندات الرهون العقارية وهي جهود لابقاء تكلفة الاقتراض التي تحددها السوق منخفضة يشكل تحولا كبيرا في السياسة من جانب بنك مركزي كان قبل بضعة اشهر فقط يتحدث عن استراتيجية للخروج من اجراءات تحفيز استثنئاية استحدثت خلال الازمة العالمية. ورغم أن كثيرا من المحللين والمستثمرين توقعوا أن يعلن البنك أنه سيعيد استثمار عائدات الرهون العقارية فإن الغالبية توقعوا أنه سيشتري مزيدا من سندات الرهون العقارية وليس سندات حكومية. وفي بيان صدر في نهاية اجتماع استمر يومين طرح مسئولون بمجلس الاحتياط توقعات أكثر قتامة للاقتصاد قائلين ان الانتعاش في الانتاج والتوظيف تباطأ في الأشهر الاخيرة وكان المجلس قد قال في اجتماعه السابق الذي عقده في يونيو الماضي ان الانتعاش يتقدم. وكان قد سبق اجتماع المركزي الامريكي تقرير أعدته جهات مقربة منه رفع منسوب القلق الاقتصادي في الولاياتالمتحدة حيث اشير فيه إلي احتمال توجه الاقتصاد من جديد نحو ركود سيكون الثاني خلال عامين. واكد التقرير الذي عمل عليه باحثون من المصرف الاحتياطي فرع سان فرانسيسكو وأكاديميون في جامعة ديفيس بكاليفورنيا مستندين علي احصائيات رسمية إلي أن فرص عودة الركود ترتفع من جديد. وقال البروفسور ترافيس بيرجي، أستاذ الاقتصاد بجامعة ديفيس، إن فرص العودة للركود خلال الأشهر المقبلة، كبيرة، وهي قد تنمو أكثر إذا ما جري تجاهل قضية أسعار الفائدة الحالية، التي تقترب من صفر في المائة. واضاف بيرغي إن الرسم البياني لمنحي أسعار الفائدة علي الإقراض مقارنة بمنحي أسعار الفائدة علي السندات يظهر اتجاه الاقتصاد نحو النمو، ولكن هذه المعطيات غير دقيقة اليوم، باعتبار أن سعر الفائدة علي الإقراض يقارب الصفر، ولا يمكن بالتالي إجراء المزيد من التخفيض عليه. واضاف انه نظرا لهذه الوقائع، يمكن القول إن الاقتصاد الأمريكي قد يعود للركود مجددا خلال فترة لا تتجاوز العامين. وأقر بيرجي أن علم الاقتصاد لا يتيح في الظروف الحالية القيام بتوقعات دقيقة لفترات زمنية طويلة، كما أشار إلي أن السياسات المطبقة اليوم في واشنطن سيكون لها الأثر الأكبر في تأكيد أو دحض هذه التوقعات خلال الأشهر المقبلة. ويعتقد خبراء أن إدارة المركزي الامريكي غير قادرة علي القيام بالكثير لمواجهة ما يجري، باستثناء شراء المزيد من الأصول المالية في السوق لمواجهة ارتفاع مخاطر التضخم. كما سابق اجتماع المركزي الامريكي تزايد في المخاوف حول قدرة الاقتصاد الامريكي علي التعافي وذلك بعد الكشف عن تحقيق اقتصاد الولاياتالمتحدة لنسبة نمو في الربع الثاني من العام الجاري تعد الادني منذ صيف 2009. وكان تقرير حكومي قد أظهر تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي في الربع الثاني من العام الجاري حيث أدي نشاط الاستثمار الرأسمالي للشركات الي زيادة الواردات بأسرع وتيرة لها منذ الربع الاول من عام 1984وقالت وزارة التجارة الامريكية في تقديراتها الاولية ان الناتج المحلي الاجمالي بالولاياتالمتحدة نما 2.4%علي أساس سنوي بعد نموه بنسبة 3.7%معدلة بالزيادة في الربع المنتهي في مارس الماضي . وكان محللون قد توقعوا نمو الناتج المحلي الاجمالي بمعدل 2.5 %في الربع الثاني كما توقعت الحكومة الامريكية في السابق أن يبلغ معدل النمو 2.7 %في الربع الاول من العام.وبهذا يكون الاقتصاد الامريكي الذي يشق طريقه للخروج من أطول وأشد ركود يواجهه منذ الثلاثينات قد حقق نموا في أربعة فصول متتالية. لكن النمو كان متواضعا