برلين: أكدت انجيلا ميركل، المستشارة الألمانية أن ارتفاع اسعار الغذاء يعود إلى السياسات الزراعية السيئة وأن تغير العادات الغذائية في البلدان النامية هي المسئولة أساساً عن ارتفاع أسعار الغذاء وليس إنتاج الوقود الحيوي. ونقلت القناة التليفزيونية الألمانية "دويتشيه فيله"، أن النستشارة الألمانية في معرض افتتاحها لمنشأة لتكرير الوقود الحيوي في ولاية ساكسوينا، أشارت إلى أن ألمانيا تعد من أكبر منتجي الوقود الحيوي في أوروبا. وأوضحت أن الجماعات المدافعة عن البيئة والجماعات الإنسانية حملت الوقود الحيوي نقص إنتاج الغذاء والأعلاف الحيوانية، وأنه يساهم في الارتفاعات الحادة في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان. ومن المعروف أن الوقود الحيوي، الذي يعتبره المؤيدون وسيلة لزيادة أمن الطاقة وتقليل انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ينتج أساساً من حاصلات غذائية مثل الحبوب والبذور الزيتية والسكر. وأشارت هايداماريا فيتسورك زويل، وزيرة التعاون الدولي والتنمية إلى دراسة للبنك الدولي أوضحت أن إنتاج الوقود الحيوي مسئول بنسبة تتراوح من 30 إلى 70% في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم. وتوقع خبراء في وكالة الطاقة الدولية أن يصل الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي إلى 1.75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2012 أي أكثر من مثلي مستويات عام 2006. وأشار الخبراء إلى أن هذا النوع من الوقود سيظل هامشياً لان الأحوال الاقتصادية ستعوق تحقيق مزيد من النمو في هذا القطاع. وفي ظل طفرة الوقود الحيوي المتسارعة، تثار المخاوف من أن تزداد معاناة البشر من الجوع بسبب ارتفاع أسعار الطعام خاصة بعد أن ارتفعت فاتورة الغذاء العالمي بنحو 50% خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن السعر الذي يتم دفعه لشراء الذرة قد ارتفع إلى نحو 120% في الشهور الستة الماضية في بعض الدول. ومن المعروف أن التوجه نحو انتاج الوقود الحيوي يتطلب الاستعانة بمحصول الذرة في الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الذرة ببعض الدول النامية. وعلي الصعيد نفسه، حذرت منظمات دولية وخبراء في مجالي الغذاء والبيئة من أن الاعتماد المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من النباتات يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في السوق العالمية ويهدد التوازن البيئي. وللحد من حجم هذه الأزمة طالبت دراسة دولية موسعة صدرت عن عدد من المنظمات الدولية من بينها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة نشرت أمس في باريس بضرورة العودة إلى طرق الإنتاج الطبيعية والمستديمة ومنها استخدام الأسمدة والبذور الطبيعية وتقليص المسافات بين المنتج والمستهلك. كما شدد الخبراء على أهمية توفير أطر جديدة تضمن الإنتاج الكافي مع المحافظة في الوقت نفسه على الموارد المائية والتربة والغابات والتنوع البيئي. ومن جهتها طالبت المتحدثة باسم المنظمة الألمانية للمساعدة على مكافحة الجوع في حديثها لموقعنا بضرورة زيادة حجم المساعدات التي تقدمها الدول الصناعية والتي تقلصت بشكل كبير في السنوات الأخيرة للمناطق الريفية في دول العالم الثالث وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة بوصفها "خير وصفة لإحداث توازن بين الموارد البيئية والطلب عليها".