عواصم/ محيط: واصلت أسعار القمح ارتفاعاتها لتسجل مستويات قياسية جديدة على جانبي الأطلسي وذلك في ظل مخاوف حدوث انخفاضات ملحوظة لمستويات المعروض العالمي. فهناك أنباء عن إمكانية إقدام روسيا على السحب من المخزون وفرض رسوم ضريبية على الصادرات بهدف الحد من ارتفاعات سعر المحصول لديها في الأسواق المحلية. كما هناك توقعات بشأن إمكانية تأثر حجم إنتاج المحصول في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية نتيجة الأحوال الجوية غير المناسبة وقد تضافرت تلك العوامل لتقف وراء الارتفاعات الأخيرة لسعر القمح. وأشارت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عبر موقعها على شبكة الانترنت إلى أن سعر القمح لتعاقدات شهر سبتمبر في بورصة شيكاغو قد ارتفع ب 44 سنتا ليبلغ مستوى قياسي إذ سجل 8.11 دولار للبوشل. وقد واصلت أسعار القمح ارتفاعاتها لمستوى قياسي في أوروبا حيث قفز سعر التعاقدات في شهر نوفمبر الآجلة للقمح ببورصة "يورونكست" في باريس ب 6.8% أمس ليبلغ سعر الطن 285 يورو وهو أعلى مستوى للتعاقدات منذ نوفمبر. ويشير مسح أوردته شبكة "بلوم برج" إلى أن إنتاج أستراليا من القمح قد يقل بنحو 18% عن التقديرات السابقة من جانب الحكومة وتسهم كل من روسيا وأستراليا بنحو 25% من إجمالي الصادرات العالمية للقمح. وفي هذا الصدد أشارت تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن المعروض العالمي سيتراجع إلى 114.8 مليون طن متري بنهاية العام التسويقي لمحصول في 31/ 5/ 2008 وهو ما سيعتبر أدنى مستوى للمعروض منذ عام 1982. وفي المقابل لذلك فما زال الاستهلاك العالمي يتجاوز حجم الإنتاج لعام السابق، وتشهد حاليا الأسواق تنامي ملحوظ في معدلات الطلب على القمح حيث وردت أنباء قيام الهند بشراء 795 ألف طن متري بسعر قياسي 389.4 دولار للطن. وأشارت صحيفة "الفايناشيال تايمز" إلى أن كندا التي تعد ثاني أكبر منتج للقمح في العالم قد حذرت من أن الإنتاج قد يقل بنحو 20 % عن المستوى المسجل في العام الماضي نتيجة الأحوال الجوية التي كان لها تأثير سلبي علي المحصول مثلما كان في أوروبا واستراليا. وتشير الإحصائيات إلى أن أسعار القمح عالميا قد قفزت ب 110% علي مدى الاثني عشر شهر الماضية كما ارتفعت بحوالى ثلاثة أضاعف منذ عام 2000.