لندن: بعد أسوأ ركود لحق بمحاصيل الحبوب هذا العام، ينتظر أن ترتفع أسعار تداول الأرز العالمية خاصة و أن المستهلكين والمستثمرين يبحثون عن بدائل للقمح بعد أن تسببت موجات الحرارة الشديدة والحرائق والفيضانات في الإضرار البليغ بمحاصيل في نصف الكرة الشمالي. وفقا لما ذكرته صحيفة ال"واشنطن بوست"، كان الأرز الذي يعد الغذاء الرئيسي لنصف سكان العالم، قد تراجع سعره 22% هذا العام في تداولات سوق شيكاجو، بينما تضاعف سعر القمح منذ شهر يونيو الماضي. وكانت آخر مرة تدهور فيها سعر الأرز في فبراير / شباط 2008 قبل شهرين من بلوغ الأرز سعراً قياسياً وسط أزمة غذاء عالمية أثارت مشاكل في مناطق عدة من العالم، والأمر الذي يهدد حالياً بنقص المعروض من الأرز هو الجفاف الذي ضرب تايلاند والفيضانات التي حدثت في باكستان وهما دولتان تشكلان معاً 43% من صادرات العالم من الأرز. وتعليقا على ذلك يقول جوناثان بارات مدير خدمات وساطة السلع في سيدني إن أسعار المحاصيل في سبيلها إلى تعاف ملحوظ، مضيفا أن ارتفاع أسعار القمح سيزيد أسعار الأرز. ويذكر أن الجفاف من جهة والأمطار البالغة الغزارة من جهة أخرى ترتب عليها القضاء على 21% من مجموع محاصيل القمح في روسيا وقزاخستان وأوكرانيا وكندا بحسب تقديرات شبكة "بلومبرج" المبنية على بيانات وزارة الزراعة الأميركية والتي تتوقع أن يزيد استهلاك العالم من الأرز 4% في عامي 2010 و2011 نظراً لأن التعافي الاقتصادي يزيد القوة الشرائية. ورغم أن أسعار الغذاء ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في فترة خمسة أشهر في شهر يوليو / حيزران الماضي، إلا أنها لا تزال أدنى بنسبة 22% من ذروتها في منتصف عام 2008، ويتوقع أن يتزايد النمو الاقتصادي العالمي إلى 4,6% هذا العام وسيكون بذلك أسرع معدل نمو منذ عام 2007 بحسب صندوق النقد العالمي. يذكر أن أسعار الأرز الآجلة تراجعت إلى 9,55 دولار لكل 100 طن في 30 يونيو وهي أدنى مستوياتها في نحو أربع سنوات وأقل من نصف ذروتها البالغة 25,.07 دولار في أبريل / نيسان 2008، بينما ارتفع سعر القمح إلى 8,68 دولارات للبوشل في 6 أغسطس / آب الماضي من 4,255 دولارات في 9 يونيو/ حيزران. وكان تداول سعر الأرز بفارق 53 دولاراً عن القمح (مقيساً بالطن المتري) في 5 أغسطس / آب 2010 يعتبر أكبر فارق منذ 27 فبراير / شباط 2008 حين كان سعر الأرز أكبر من سعر القمح بنحو 242 دولاراً غير أن هذا الفارق يقل تدريجياً، وعلى مدى السنوات العشر الماضية كان متوسط سعر الأرز يزيد على سعر القمح بنحو 41 دولاراً حسب البيانات المستمدة من "بلومبرج".