في رد فعل روسي سريع عقب الرسالة التي تسلمها أمس الأول القائم بالأعمال الروسي بالقاهرة تلقي المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة اتصالاً هاتفيًا أمس من فيكتور زبكوف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أكد خلاله حرص الحكومة الروسية علي العلاقات الاستراتيجية مع مصر، واهتمام الجانب الروسي بدراسة المقترحات المصرية التي وردت بالرسالة حول تنفيذ شحنات القمح الروسي المتعاقد عليها مع هيئة السلع التموينية. وتطرق الحديث إلي الظروف المناخية التي تمر بها روسيا التي أدت إلي تدمير زراعة نحو 10 مليون فدان، ونقص في محصول القمح يقدر بنحو 33%. وقال فيكتورزبكوف خلال الاتصال الهاتفي إنه في أول أكتوبر سوف تتم مراجعة موقف المحصول وستكون الصورة أكثر وضوحًا، بما يسمح بتحديد خطة إعادة جدولة التعاقدات المصرية السابقة من القمح التي تصل إلي 540 ألف طن، كما أيد فكرة تكوين لجنة من الفنيين المصريين والروس لمتابعة خطة إعادة الجدولة. وفي سياق متصل تراجعت أمس أسعار القمح لليوم الثاني علي التوالي في سوق آسيا وسط توقعات بقيام المزارعين بزيادة المساحات المزروعة عقب ارتفاع الأسعار لأعلي مستوياتها في 23 شهرًا علي خلفية قرار الحكومة الروسية بحظر تصدير القمح وإلغاء جميع التعاقدات بسبب حرائق الغابات التي أتلفت مساحات واسعة في البلاد. وهبطت أسعار العقود الآجلة للقمح تسليم ديسمبر بنسبة 5.3% ليسجل 7.15 دولار للبوشل «الأردب يساوي 5.6 بوشل»، وكانت الأسعار قد بلغت ذروتها في 6 أغسطس الجاري عندما سجلت 8.68 دولار للبوشل وهو أعلي مستوي لها منذ أغسطس 2008 . ومن جهتها أكدت وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع مخزوناتها من القمح بنسبة 10% لتصل إلي 1.093 مليار بوشل في 31 يوليو الماضي وهو أعلي مستوي تسجله منذ 23 عاما. وشهدت أسعار القمح ارتفاعا في الأسعار بنسبة 33% منذ بداية العام الجاري متأثرة بعدة عوامل أهمها احتراق قرابة 4.3 ألف هكتار من الغابات والأراضي العشبية في مقاطعة موسكو منذ بداية المرحلة الخطرة لحرائق الغابات في روسيا. وقال علي شرف الدين رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات إن التقديرات الخاصة بإنتاج محصول القمح علي المستوي العالمي لهذا العام تقدر بنحو 661 مليون طن بانخفاض 3% عن العام السابق نتيجة لأزمة الجفاف التي أصابت محصول كل من دول البحر الأسود وكندا، وأضاف أن إنتاج كل من أمريكا والاتحاد الأوروبي واستراليا والأرجنتين لم يتأثر بل هناك مخزونات كبيرة لديها لتعويض نقص المعروض العالمي وتوقع شرف الدين استقرار سعر الطن عند معدل 320 دولارًا مشيرًا إلي أن تنوع مناشئ الاستيراد أنقذ مصر من أزمة محققة خاصة أنها كانت تعول علي القمح الروسي بكميات كبيرة تصل إلي 3 ملايين طن من إجمالي 7 ملايين طن يتم استيرادها سنويا وفي السياق ذاته رست أمس المركب «براميرا» آخر مركب تحمل قمحًا روسيا إلي مصر بميناء دمياط حيث تم شحنها قبل صدور قرار حظر التصدير المؤقت للقمح الروسي. وأكد نسيم عبدالفتاح رئيس جمرك دمياط ل«روزاليوسف» أن المركب تحمل 57 ألف طعن لصالح هيئة السلع التموينية وسيتم إنهاء إجراءاتها الجمركية فورًا حتي يتم الإفراج عنها مشيرًا إلي أنه تم الإفراج عن المركب «سلفانين KA» قبل 5 أيام والتي كانت تحمل 3004 أطنان قمح روسي لصالح شركة الأصيل للحبوب «بالدقهلية» وخلاف ذلك كان هناك انخفاض في الفترة الأخيرة في واردات القمح الروسي. أضاف أن القمح الأوكراني ظهر كبديل لذلك الانخفاض حيث تم الإفراج أمس الأول عن المركب «اسراواي» المحملة ب 2390 طن قمح أوكراني و11.3 ألف طن ذرة أوكراني بالإضافة إلي الإفراج عن مركبين أخريين هما «جيلوس ح» بحمولة 3234 طنًا و«ترادوا بلس» بحمولة 6800 طن.