محيط/ زينب مكي: بعد فشل كبار مسئولي التجارة من الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة والبرازيل والهند في تخطى فجوة الخلافات حول سبل إحياء جولة الدوحة للمفاوضات التجارية اتهم المسئولون الغربيون البرازيل والهند بعدم تقديم تنازلات في الموضوع الزر، وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة بوتسدام الألمانية. وقال المفوض الأوروبي للتجارة، بيتر ماندلسون: "لقد قدمنا الكثير منذ نحو عام في العديد من مجالات التفاوض الزراعي وقلنا بوضوح إننا قادرون على القيام بمبادرة بهدف التوصل إلى نتيجة متوازنة وعادلة وطموحة". ونقل موقع التلفزيون الألماني على شبكة الإنترنت عن ماندلسون "أنه في مقابل هذه المبادرات كان يتوقع تنازلات من الدولتين في موضوع المنتجات الصناعية؛ لكنه استطرد بالقول إنه رغم المناقشات :"لم نجد مجالا للتفاهم بالنسبة للمنتجات الصناعية." كما أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو عن انزعاجه لانهيار المحادثات التجارية الرباعية. ومن جهته، اتهم وزير الزراعة الأمريكي مايك جوهانز ممثلي الهند والبرازيل ب "بتغيير مسار" المفاوضات في وقت بروز فيه مخرج في الأفق، وذلك عبر زيادة شروطهما في مسألة المنتجات الصناعية. وأكد أن الوزيرين، الهندي والبرازيلي "لم يقدما تنازلات قط،" في إشارة إلى الهندي كمال ناث والبرازيلي سيلسو اموريم متهما إياهما ب "عدم تقديم أي اقتراحات". واعتبرت ممثلة قطاع التجارة الأمريكية سوزان شواب أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي "لا يستطيعان وحدهما أن يضمنا نجاح جولة الدوحة،" مؤكدة أن رزمة الاقتراحات "لا تكفي لتأمين أفق تجاري ودعم التنمية وتقليص الفقر". أما وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو أموريم فقد اعتبر أن جولة مفاوضات الدوحة في منظمة التجارة العالمية "تحتضر" لكن التوصل إلى اتفاق رغم ذلك "ليس مستحيلا". وقال أموريم غداة فشل المحادثات إنه لا يعتقد أن جولة الدوحة ماتت لكنها تحتضر على الاقل"، لكنه أضاف بعد لقائه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي في جنيف أنه يعتقد أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق، لكن الأمر غير مستحيل". وتوقع الوزير البرازيلي أن لا تعقد اجتماعات ثنائية أو على شكل مجموعة للأطراف الأربعة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، وقال إن مجموعة الأربع انتهت." وكانت محادثات تحرير التجارة العالمية المعروفة باسم "جولة الدوحة" التي بدأت فترة وجيزة من هجمات 11سبتمبر علي الولاياتالمتحدة في محاولة لمكافحة الفقر في الدول النامية وزيادة تدفقات التجارة والاستثمار قد انهارت بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بسبب خلافات الدول الغنية على الامتيازات وحجم التنازلات المتبادلة، الأمر الذي يضاعف من أهمية الاتفاقات الثنائية والمناطق الحرة على المستويات الإقليمية.