بيروت: يناقش الكاتب البحريني خالد البسام في روايته الأخيرة "مدرس ظفار" الصادرة عن دار الأمل في العاصمة الللبنانية بيروت إحدى الثورات التي منيت بالفشل وهي الثورة العمانية التي اتخذت من مدينة ظفار في جنوب عمان مركزاً لها في سبعينات القرن الماضي. وبحسب صحيفة "الحياة" رغبت هذه الثورة في تغيير نظام الحكم من السلطنة إلى الجمهورية على غرار الثورة المصرية في الخمسينات، واليمنية في الستينات، وخلال الرواية يسرد الأحداث أحد الذين أمنو بهذه الثورة، وتتضح من أحداث الرواية شخصية فهد البحريني الذي التحق بالثورة العمانية كرفيق في مدارس جبهة التحرير ب "الغيظة" والذي لم ير الثورة ورجالها من الداخل، بل لم يشارك في قيامها أو حتى نضوجها، حيث كان فقط مدرساً لأبناء الثوار الذين فروا إلى جنوب اليمن، وكانت مصدر معلوماته عن ثورة ظفار من الجرائد والصحف التي راحت تنشر صور زعمائها وانتصاراتهم، وتمنى أن يكون بين صناع التاريخ في المكان إلى أن جاءه خطاب من الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي لينضم إلى الثورة كمدرس. ارتحل فهد من القاهرة تاركاً دراسته إلى عدن عبر مطارات عدة، ولكنه يصاب بخيبة الأمل بعد أن أكتشف بأن الثورة انسحبت من ظفار، وأنه سيبقى في "الغيظة" حيث مدارس أبناء الثوار العمانيين الفارين إلى شمال الجنوب اليمني، ومن خلال تجربة في العمل لعام دراسي واحد يتضح له أنه جاء متأخراً، فقد فقدت الجبهة مواقعها في ظفار، وأخذ أبناؤها يتسللون إلى جبهة النظام، بينما أبناؤهم التلاميذ راحوا يتندرون على أساتذتهم وما يحاولون بثه في نفوسهم عن الثورة والتغيير، ليكون فهد أحد شهود العيان على لحظة التآكل الداخلي لثورة والتي كان أبناء الخليج يعولون عليها في تغيير حياتهم ونظمهم السياسية والفكرية.