رئيس جامعة القاهرة يستقبل رئيس المكتب الثقافي الكويتي لبحث التعاون ودعم الطلاب الوافدين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    بالتعاون مع «الدواء المصرية».. الجامعة الألمانية بالقاهرة تنظم ورشة عمل عن «اليقظة الدوائية»    رئيس جامعة كفر الشيخ يتسلم نسخا من المشروعات التدريبية لشعبة الصحافة بكلية الآداب    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    ماذا ينتظر أسعار الذهب؟.. توقعات صادمة للفترة المقبلة    برلمانية: وحدة الصف الداخلي والالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية باتت ضرورة وطنية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفلسطيني تطورات غزة وتداعيات التصعيد الإقليمي    إيران تعلن إسقاط 3 طائرات مسيرة إسرائيلية    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    الرئيس النمساوي يبحث مع زيلينسكي سبل إنهاء الحرب "الروسية الأوكرانية"    مباريات أفضل الأندية في العالم : أبرز إنجازات الأندية المصرية    وزيرا الشباب والعمل يشهدان احتفال مرور 10 سنوات على انطلاق «مشواري»    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    ضبط قائد سيارة "ربع نقل" وضع إشارة خلفية عالية الإضاءة حال سيره بالجيزة    تفاصيل القبض علي المتهم بتقييد نجلته وسحلها بالشارع في حدائق أكتوبر    المشدد 10 سنوات لسائق توك توك خطف طفلة بالشرقية    انقلاب سيارة محملة بمادة ك أو ية على طريق السنطة - طنطا دون حدوث إصابات (صور)    كشف ملابسات فيديو وضع سائق إشارة خلفية عالية الإضاءة بالجيزة    وزير الثقافة يشارك في إزاحة الستار عن "استديو نجيب محفوظ" بماسبيرو    مجانا حتى 21 يونيو.. فرقة بني مزار تقدم "طعم الخوف" ضمن عروض قصور الثقافة    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    الجامعة الألمانية تنظم ورشة عمل مع هيئة الدواء والمهن الطبية عن اليقظة الدوائية    رئيس جامعة المنوفية والمحافظ يدشنان قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    إسرائيل تستعد لإطلاق رحلات جوية لاستدعاء العسكريين والعاملين في الصناعات الدفاعية من الخارج    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    حقيقة استبعاد محمود تريزيجيه من مباراة بالميراس البرازيلي    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    وزير الزراعة يفتتح ورشة العمل الأولى لتنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في أفريقيا    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    الثانوية العامة 2025.. أبرز المعلومات عن كلية علوم الرياضة للبنات بالجزيرة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    ارتفاع قتلى الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى 16 قتيلا    النفط يرتفع مع تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد البسام: الثورات العربية ليست من صنع الفقراء
نشر في القاهرة يوم 07 - 06 - 2011

المضطهدين بل قام بها مثقفون.. ومع ذلك غابت الثقافة واختفي الأدب يبدو أن الكاتب البحريني ذا الأصل السعودي خالد البسام قد تعلق بعالم الرواية وأنه اوقف نشاطه الابداعي عليه فبعد أن قدم نفسه كروائي عام 2009بروايته الاولي (لا يوجد مصور في عنيزة) صدر له أخيرا روايته الثانية (مدرس ظفار) والتي جاءت مؤكدة علي إبداعه الروائي وأنه صاحب اسلوب أدبي فريد بعد أن كانت له رحلة طويلة مع الكتابة التاريخية وثق فيها التاريخ بحرينيا وخليجيا وعربيا في عدة مؤلفات بحثية منها (تلك الأيام- رجال في جزائراللؤلؤ- خليج الحكايات- مرفأ الذكريات - يا زمان الخليج - نسوان زمان) وغيرها من الكتب القيمة بالاضافة الي عدد من الترجمات مثل (القوافل - صدمة الاحتكاك - ثرثرة فوق دجلة) كلها أعمال تدل علي امتلاك خالد البسام لناصية الابداع وقدرته علي مزج الاسلوب الأدبي والقصة بالحكمة فهو كاتب له مساره الخاص وقد حققت روايتاه صدي عربيا علي نطاق واسع وأعيدت طباعتهما اكثر من مرة . بمناسبة اقتراب صدور الطبعة الثانية لرواية (مدرس ظفار) عن دار عين للنشر المصرية التقينا بالأديب خالد البسام اثناء زيارته للقاهرة ودار هذا اللقاء . كيف تصف نفسك رحالة أم مؤرخ أم مترجم أم أديب أم ناقد ؟ - لا ادعي أنني أختص بمجال بعينه ولكن أنا باحث وليس غير ذلك واكثر اهتماماتي بتاريخ الخليج والجزيرة العربية . ما ابرز ملامح مسيرة الاديب خالدالبسام ؟ - بدأت رحلتي مع الكتابة منذ الصغر ولكن الكتابة الاحترافية بدأت منذ عام 1986 وأصدرت حتي الآن 21 كتابا بعضها تأليف وبعضها اعداد وبعضها ترجمة، لكن معظمها تتعلق بالتاريخ الحديث او المعاصرللخليج والجزيرة العربية واتجهت منذ عام 2008 إلي الكتابة الادبية وأصدرت روايتين، الاولي هي (لايوجد مصور في عنيزة) والحمد لله نجحت وصدر منها طبعتان في غضون شهور قليلة من اصدار الطبعة الاولي وصدر لي أخيرا الرواية الثانية وهي (مدرس ظفار) يصدر لها الطبعة الثانية قريبا كما ان هناك روايتين في طريقهما للنشر قريبا . نراك أقبلت بقوة علي الكتابة الروائية فهل نتوقع ان يوقف خالد البسام نفسه علي هذا اللون الابداعي الذي مارسه حديثا؟ - من قال انني جديد علي المجال الادبي حيث إن الكتابة الادبية ليست حديثة بالنسبة لي فقد كتبت الشعر في فترة مبكرة من الشباب بعد ذلك اخذتني الصحافة من الادب والغريب ان الصحافة هي التي ارجعتني للادب ايضا وذلك لانني حصلت علي منحة تفرغ طويلة من وزارة الاعلام والثقافة بالبحرين للكتابة فهذه افادتني في الرجوع للكتابة الادبية وفي نفس الوقت انا متفرغ للكتابة فهي رزقي وهوايتي فأنا لست جديدا علي الادب ولكن قد اكون تأخرت نسبيا في الكتابة الإبداعية . لماذا ؟ - في رأيي الخاص لابد بل من الضروري للكتابة الادبية ومن شروطها خاصة الرواية ان يكون الكاتب عنده تجربة ناضجة طويلة وبصراحة انا أتعجب وأندهش من شباب يقولون انا كتبت وأصدرت رواية فأين التجارب الحياتية التي عاشها هؤلاء الشباب وأين الخبرات التي اكتسبوها وما المغامرات التي خاضوها وإذا سألتهم سوف تكتشف انه لايوجد شيء من ذلك لأن الشاب الذي عمره 20 سنة ليس معقولا ان تكون تجربته بنفس خبرات ومغامرات وتجارب وحياة من كان عمره 50 سنة مثلا خاصة ان الرواية في بعض الاحيان تكون نوعا من السيرة الذاتية للكاتب فكثير من الروايات الجميلة والعالمية كانت سير لكتابها وتسجيلاً للتجارب التي عاشوها مثل رواية الخبز الحافي لمحمد شكري ورواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف . ما مدي تأثرك بالمكان خاصة ان في كتاباتك الروائية نقف علي اهتمامك بوصف المكان جغرافيا واجتماعيا ؟ - أنا ابن المكان بتاريخه وجغرافيته ومظاهره الاجتماعية والمكان يمثل بالنسبة لي العالم بمعناه الواسع الذي تسحرني طبيعته وتجربتي كبيرة مع المكان خاصة انني تنقلت وعشت في أمكنة كثيرة وبيوت أكثر، بعضها في وطني البحرين والمملكة العربية السعودية وغيرهما في الغربة سواء في دول عربية أو دول اوروبية ويربطني بالمكان ذكريات وشجون حيث أتعامل مع المكان علي اعتبار انه إنسان بالضبط لذلك أحبه وأعتني به وأعتز به وأدافع عنه متي تعرض للإهمال . ما أكثر الامكنة التي ارتبطت بها؟ - ارتبط نفسيا بكل مكان اقمت فيه لكن يعد أكثر مكان أثار الحزن والحسرة داخل قلبي هو البيت الذي ولدت فيه في مدينة عنيزة بنجد في المملكة العربية السعودية فقد زرت مكان البيت قبل عدة سنوات ووجدته عبارة عن حطام وتم هدمه وتم مسحه بالاسفلت الأسود القبيح وصار مجرد موقف سيارات وهو ما يحدث كثيرا منذ سنوات مع البيوت القديمة والاثرية في دول الخليج والجزيرة العربية فهذه العلاقة مع البيت رصدته في روايتي الأولي (لا يوجد مصور في عنيزة) وأعتبرها رثاء يليق بالبيت الذي ولدت فيه وربما للمدينة كلها بعد تبدل احوالها وتغير معالمها هذا الاحساس نحو المكان تكرر معي حينما زرت الشقة التي عشت فيها مع زملاء الدراسة بالقاهرة بعد أكثر من ثلاثين سنة من الدراسة الجامعية وقمت بتصويرها، كذلك ذهبت إلي منطقة الدقي شارع الدكتور السبكي حيث كان يقع مقر اتحاد طلبة البحرين وقررت كتابة رواية استعد لها حاليا بعنوان (نورت مصر) كما أن ذكرياتي عن المكان وعلاقتي الخاصة به هي التي جعلتني اكتب عن مدن الغبطة وظفار والاسواق التي زرتها في اليمن في رواية (مدرس ظفار) . ونحن نتحدث عن علاقتك بالمكان لماذا لم تكتب عن موطنك دولة (البحرين) ؟ - جاء موضوع الرواية بالصدفة فلم يكن قصداً متعمداً في عدم الكتابة عن البحرين، فالروايتان تمثلان تجربتين مررت بهما، الأولي عن تجربة رحلة لمدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية والثانية تجربة شخصية خضتها مع ثورة ظفار . نود تعريف القارئ بأحداث رواية (مدرس ظفار) بشكل سريع.. - تتناول الرواية تجربة طالب بحريني (فهد) الذي كان يدرس في القاهرة وهو عضو في أحد التنظيمات السرية اليسارية، خاض تجربة التدريس في مدارس الثورة العمانية عام 1977م وتحديدا في مدينة (الغيظة)الواقعة أقصي شمال جنوب اليمن علي الحدود اليمنية العمانية لكنه انتقد الثورة وتلاميذها وزعاماتها بشدة فقد اكتشف ان هذه الثورة الجميلة تحولت الي كابوس بعد ان حاول أحد تلاميذها اغتياله فخلال السنة التي قضاها فهد هناك يتعرف إلي الثورة وأشخاصها عن قرب ويصطدم بالواقع الذي يختلف عن الثورة والمبادئ الثورية التي طالما حلم بها وتساءل ... هل جنت الثورة ؟ أم أنها راحت تأكل أبناءها ؟ ماذا تمثل الثورة بالنسبة لك ؟ - حلم للدفاع عن الحقوق وحماس الشباب وعندما رحت للواقع تحطمت أشياء كثيرة فلم تكن المثالية التي كنت أتوقعها حيث اتضح أنهم بشر عاديون وعندهم مشاكل وكنت أحسبهم أسطورة فحدثت صدمة ومع ذلك أخلصت للثورة وأهدافها وتواصلت الإحباطات والمآسي فصدمت بذلك خاصة أن ممثلي الثورة أرادوا قتلي لسبب تافه . أحداث الرواية كانت في منطقة الغيظة فلماذا نسبتها لظفار؟ - بالفعل لكن الغيظة هي منطقة مجاورة لمدينة ظفار كما أنني لو قلت مدرساً بالغيظة لن يفهم أحد الموضوع فأنا ذهبت علشان ثوار ظفار وليس لرصد المكان خاصة والهدف موجود في ظفار حيث روح المكان والناس واللهجة والمدارس . كيف تقيم ثورة ظفار من وجهة نظرك راهناً ؟ - ثورة ظفار بدأت كثورة قومية وكان الغرض منها تحرير الخليج العربي كله ثم تحولت إلي اليسار متأثرة بالفكر الشيوعي . بماذا تختلف ثورة ظفار عن غيرها من الثورات العربية ؟ - كل ثورة لها ظروفها وأسبابها وصعوباتها . كنا نتوقع أن تهدي روايتك لرفاق الكفاح أو أي شخصية مقربة إليك كما هو متبع في الأعمال الادبية لكنك لم تفعل لماذا ؟ - لم أقم باهداء الرواية لأحد وهو تصرف متعمد مني وليس سهوا حيث إنني إذا أردت الإهداء فسوف أهديها إلي نفسي حيث كان يفترض أن أهديها إلي فهد بطل الرواية الذي في الحقيقة هو أنا . اذن لماذا لم تفصح عن ذلك واختبئت وراء شخصية فهد في الرواية؟ - من قال ذلك ولكن متطلبات العمل الروائي هي التي فرضت ذلك فأنا لم اختبئ وراء الرواية ولكن قصدت رصد تجربة حقيقية تستحق الكتابة عنها وليس شرطا أن أكون أنا بطلها أو لا أكون خاصة والتجربة كانت جميلة بكل المقاييس وقاسية بكل المقاييس أيضا فالرواية عمل أدبي والقارئ لا يهمه أن أكون البطل أو أكون الكومبارس فيها فالمهم التجربة والعمل الأدبي . جاءت النهاية دون خاتمة حيث أشرت الي رحلة جديدة يخوضها فهد وكأن هناك اشارة الي وجود جزء ثان لماذا ؟ - نهاية الرواية للتشويق وبالفعل هناك قراء كثيرون طلبوا مني عمل جزء ثان فالتشويق هو ملك الكتابة فهو العمران الأساسي لأي رواية وحينما لا يكون هناك تشويق لن تجد إبداعا ويكفي أن اشير الي أن شاعراً كبيراً في البحرين حينما قرأ الرواية اتصل بي وقال لابد من كتابة جزء ثان وحتي الان لم احسم مسألة كتابة جزء ثان من عدمه . ما رأيك في الثورات العربية علي ضوء روايتك الأخيرة؟ - علي العكس فرواية مدرس ظفار موضوعها مختلف حيث تنتقد الثورات العربية القديمة الكلاسيكية التي كانت تقوم علي الكفاح المسلح وكانت تقلد الثورات التقليدية في العالم مثل فيتنام وكوبا والصين أما الثورات العربية الجديدة التي حدثت في الفترة الاخيرة فهي مختلفة حيث فاجأتنا في أنها ثورات سلمية جدا واستخدمت التكنولوجيا وقد جاءت بعد سنوات من القهر والظلم والتحكم والتسلط العربي والجمهوريات الملكية التي حولت ايماننا بالجمهوريات الي حطام وهذا أدي الي ان الشعوب في دول الخليج بعد هذه النكبات وبعد هذا اليأس والخيبة من الجمهوريات العربية الموجودة في العالم العربي راحت تتطلع الي ملكياتها الموجودة في المنطقة لا أقول باحتفاء ولكن اقول إنها شعرت انها الافضل وشعرت ان هذه الملكيات لم تقم بما قامت به الجمهوريات العربية من قمع وتعذيب وفساد وظلم وأنا لا استثني أحدا . لو سألنا عن حال الثقافة والمثقفين قبل وبعد هذه الثورات هل تتوقع حدوث تحسن لحال الثقافة والمثقفين ؟ - أنا بصراحة لا أخفيك سرا أنا اشعر بالقلق من الثورات العربية الحالية كلها باستثناءات قليلة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن حيث لا نعرف من سوف يأتي بعد هؤلاء الحكام وما هي القوي السياسية التي سوف تحكم هذه البلدان ؟ - هل هي قوي ظلامية أخري؟ - يعني المقارنات كثيرة في العالم العربي تنحصر في قوي ظلامية وقوي فساد وكأننا نحن في العالم العربي نظل محكومين بألا يكون لنا خيار الديمقراطية والحرية فأحيانا نختار القوي الظلامية ولا نختار الفساد والعكس صحيح فحتي الان الصورة غير واضحة مع احترامي الشديد لكل الثورات العربية التي اتحمس لها كثيرا لكن يظل القلق قائما علي مستقبل هذه البلدان خاصة وان الصورة غير واضحة تماما وبالتالي الاجابة علي سؤالك تصبح مبكرة جدا . هل هذه الثورات من شأنها استعادة اللون الادبي الذي تم تغييبه كثيرا في أدبنا العربي وهو الأدب السياسي؟ - الثورات العربية التي قامت الميزة الوحيدة فيها انها ليست ثورات فقراء أو ثورات مضطهدين لكن كلها ثورات شباب ومثقفين وهذا معناه انها ثورات تريد التغيير في المجتمع أما بالنسبة للأدب أو الثقافة فبالعكس أنا شعرت أن هناك تغييباً للثقافة واختفي الادب تماما خلال ايام الثورات لدرجة اننا وصلنا مع تصاعد الثورات العربية أن يشار لجائزة البوكر العربية بشكل عابر في الصحف العربية دون الاحتفاء بها مثل كل عام وهذا مؤشر خطير وشيء مقلق جدا ويدل علي أن الثورات ليس لها علاقة بالثقافة أو أنها اشارة الي انه ليس الان آوان الثقافة ولكنه آوان تغيير الأنظمة واسقاط حكام فاسدين وبالتالي كأن هناك شئ يقول بأن تؤجل الثقافة الي مدة معينة وكأن الثقافة ليست لها علاقة بتغيير أنظمة ومحاربة الفساد أو الثورات فقد شعرت ان هناك تغييبا متعمدا للثقافة واخبارها وقضاياها ايام الثورات بسبب الفهم الخاطئ ان الثقافة ليس لها علاقة بالثورات فيجب وضعها في جانب معين واختفائها خلال الثورة . هل أنت مع ترشيح المثقف للرئاسة والحكم ؟ - بالنسبة لعالمنا العربي أري أن المثقف لا يصلح للحكم ولا الحكم يصلح للمثقف والتجارب كثيرة والتي ثبت فشلها مع الاعتراف ان هناك مثقفين كثيرين في العالم حكموا العالم مثل رئيس وزراء فرنسا لوبان كان شاعراً وما زال شاعرا وجبريل ماركيز تم ترشيحه
لرئاسة كولومبيا أيضا الاديب الذي حصل علي جائزة نوبل أخيرا البيرو خاض انتخابات الرئاسة لدولة بيرو وفشل فالموضوع ليس علاقة الاديب بالسياسة ولكن الموضوع له علاقة بشعبية الانسان وقدرته علي تقديم حلول للمشاكل التي تعترض دولته ومجتمعه وعن نفسي أري أن الاديب لا يصلح للحكم فالاديب مهمته الكتابة بما تعنيه من معان جميلة ورائعة فلا أظن أن الاديب قادر علي ادارة حكم خاصة في البلدان المتخلفة في افريقيا وآسيا أو امريكا اللاتينية . في رأيك كيف تري وضع الرواية راهنا ؟ - اعتقد ان الرواية رائجة راهنا وذلك لان الناس هجرت الشعر فهناك دور نشر لا تطبع دواوين الشعر اطلاقا وتوقف نشاطها علي طبع الرواية فقط بسبب انتشار شعر الحداثة الذي وصل أكبر مستوي له بحيث تراه كأنه طلق الجمهور لدرجة من التعقيد الذي يحتويه فهو الذي اجبر الجمهور علي هجره او تطليقه من كثرة الكلام المعقد والصعب واللامعني واري أن ذلك ادي الي رجوع الناس للرواية ورواجها. اذن فما رأيك في القصة القصيرة ؟؟ - القصة القصيرة هي الفن الاول للكتابة ونجد أن اعظم حكاء في العالم وهو تشيكوف كتب القصة القصيرة ولم يكتب الرواية وقصصه من أعظم القصص حتي الان في العالم ولكن الرواية اكثر قراءة وجمهورا في عالمنا العربي . كيف تري الحركة النقدية في الوطن العربي؟ - النقد الادبي تراجع جدا لدرجة انه لم يعد يواكب سوي 5% من نتاج الادب العربي او النتاج العربي للروائيين الكبار مثلا فلا نجد النقد القديم الذي كان يؤازر المواهب الشابة والان النقد يعيش علي الادباء الكبار بمعني ان الناقد صار يستفيد من شهرة الاديب وأعماله الرائجة جماهيريا علي عكس الماضي فمثلا نتذكر الناقد الكبير رجاء النقاش كان هو الذي اكتشف شعراء فلسطين مثل محمود درويش وسميح القاسم فالنقاد كان دورهم اكتشاف المواهب والمبدعين أما الآن تلاشي هذا الدور فالنقد في وطننا العربي راهنا في محنة . الي أي شئ يعود نجاح روايتيك جماهيريا ؟ - لانني أتعامل مع القارئ كأنني أدعوه لزيارة مكان أو أدعوه للغذاء وأرفض تماما التعالي علي القارئ.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.