بيروت: صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم كتاب جديد بعنوان "فتاتان من شنغهاي" من تاليف الروائية الأمريكية المولد والصينية الهوى كما عرفتها دار النشر ليزا سي، وترجمة وتحقيق أفنان سعد الدين. وبحسب دار النشر تبحر الروائية ليزا سي في روايتها هذه إلى مدينة شنغهاي مروراً بهونغ كونغ ثم لوس أنجلوس، وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي لنشهد معها مفصلاً تاريخياً مهماً من تاريخ شنغهاي، باريس الشرق الأقصى في ذلك الوقت قبل أن تجتاحها اليابان، فبدا الحلم بالهجرة والهروب إلى أرض الفردوس الأخضر "أمريكا" أملاً للكثيرين، ولكن، التعايش بين ثقافتين بدا أمراً مستحيلاً. ووفق الصحيفة، في "فتاتان من شنغهاي" تتخذ الروائية من شخصيتي الجميلتين "ماي" و"بيرل" الأختين محوراً رئيساً لعملها، حيث تعيش هاتان الفتاتان حياة مترفة في ظل عائلة تعيش حياة غربية صرفة لا تكترث بالتقاليد الصينية المتوارثة. تعملان عارضات للرسامين المتخصصين في الإعلانات التجارية، وتتصدر صورهما الرزنامات السنوية التي تباع في الأسواق، وبعد جلسات الرسم تذهبان إلى نادي كازانوفا، للقاء الأصدقاء من جنسيات مختلفة. تنقلب حياة هاتين الفتاتين رأساً على عقب حين يدبر لهما والدهما زواجاً تقليدياً من شابين صينيين يحملان الجنسية الأمريكية، وهنا تكتشف الفتاتان بأن والدهما قد خسر تجارته في لعب القمار وأن العائلة معرضة للتشرد إن لم تتم تلك الصفقة. فتتزوج "بيرل" من "سام" و"ماي" من "فيرنون" الذي يصغرها بعدة أعوام. وتبدأ إجراءات السفر إلى لوس أنجلوس ولكن القدر بدا أنه يخبئ متاعباً ومفاجآت غير سارة. تتوالى الأحداث في الرواية لتكتشف بيرل وماي أنهما بيعتا للعم "لوي" والد العريسان لولادة الأحفاد، وبأن وجودهما في أمريكا مرتبط بأوراق هذا العجوز، وبأن العم "لوي" يبدو غنياً في الصين ولكنه فقير في أمريكا، وبأن شنغهاي مدينة يحيا فيها الفقراء والأغنياء معاً، لكن لوس أنجلوس مدينة البيض وكل من لا يملك العرق الأبيض يسكن في القاع! كل تلك الأمور تجعل الفتاتان تفكران في الهرب. وتتوالى المحطات المؤلمة في مصير ماي وبيرل في خضم تحولات شهدتها الصين، وألقت بظلالها على مختلف الصعد من سياسية واجتماعية واقتصادية، وخصوصاً عندما تُهزم اليابان في الحرب العالمية الثانية وتصبح الصين شيوعية ويصبح كل صيني في نظر المخابرات الأميركية هو شيوعي متواطئ، ويتم سحب الجنسية وتهجير المواطنين الصينيين إلى موطنهم الأصلي.