يحلل الصحفي والكاتب غسان شربل في كتابه الجديد "العراق من حرب إلى حرب: صدام مرّ من هنا " الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر، الوضع العراقي الراهن. يضم الكتاب مقابلات مع حازم جواد وصلاح عمر العلي ونزار الخزرجي وأحمد الجلبي، مادة يعاد نشرها لمحاولة فهم معنى الأحداث من زوايا مختلفة. ووفق صحيفة "المستقبل" اللبنانية يقوم غسان شربل بتقديم صورة تأويلية حقيقية لأطراف محلية لاعبة رئيسة على الساحة العراقية وافقها الكتابة في فن الاعتراض على الأفكار السائدة ومحاولة تبيان أفكار أخرى عن الحرب وأي حرب كانت؟. يقدم شربل رؤيته لمسرح عراقي صار عالماً مختلفاً على كل الصعد فلا العراق بقي عراقاً ولا الناس بقيت ناساً ولا الشوارع ولا المواطن بقي مواطناً، بلد تغيرت وظائفه تعيش أقسى المآسي وناس كثير يعتبرون أنفسهم أبرياء من دمه مع أسماء حفرت في سياق الأحداث وفي ضيافة الحرب نفسها وما سبقها وما تلاها. يتضمن الكتاب حوارات مطولة مع أربع شخصيات عراقية ممن تولوا مسئوليات سياسية وأمنية عراقية منذ تسلم حزب البعث السلطة إلى ما بعد احتلال العراق. حازم جواد الذي قاد الحزب الى السلطة في 8 فبراير 1963 وأذاع البيان الرقم واحد، صلاح عمر العلي الذي دخل مع صدام مسلحين بالرشاشات إلى مكتب الرئيس أحمد حسن البكر للتخلص من رئيس الوزراء آنذاك عبد الرزاق النايف في 30 يوليو 1968. نزار الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي منذ عام 1987 إبان الحرب العراقية الإيرانية وحتى بعيد اجتياح الكويت عام 1990، وكان استدعي هو ووزير الدفاع إلى مقر القيادة بعد ساعات من اجتياح الكويت وأبلغهما الفريق علاء الجنابي جملته الكارثية "أكملنا احتلال الكويت" وكان ذلك من دون علم رئيس الأركان ووزير الدفاع. أحمد الجلبي الذي تسرب إلى أروقة الكونجرس وال"سي آي أي" ووزارة الدفاع وكواليس صناعة القرار في أمريكا، وجمع شمل المعارضتين الشيعية والكردية، فقد رأى حلمه يتحقق حين سقط حزب البعث ودخلت أميركا العراق واحتلته. يحاور شربل هؤلاء الأربعة في الكتاب، ويجيبون عن مئات الأسئلة التي تزاحمت في ذهنه كما في أذهان ملايين العراقيين والعرب والإيرانيين والأمريكيين والأوروبيين الذي وقعوا في وحول العراق أو أوقعت أنظمتهم العراق في وحولها. كيف كسب صدام حسين ثقة بعض قادة البعث الأوائل و"صفّى" بعضهم الآخر وأرهب من تبقى ثم أزاح الكل وتربع على العرش يعملق الأقزام ويقزّم العمالقة؟، من هم رجال "المهمات القذرة" الذين استخدمهم؟ وما هي تلك المهمات؟، ماذا عن التصفيات الجسدية والإبادات الجماعية؟ وما هي قصة الحرب العراقية الإيرانية؟ واحتلال الكويت؟ وماذا عن أقوى جيش في المنطقة؟ وأين ثروات العراق التي لا تنفد ولكنها أحرقت وأغرقت؟ وماذا عن مصير ثروته البشرية من شيوخ وشباب وأطفال؟ وهل تنتهي حروب العراق المستمرة بعد غياب صدام حسين اللاعب الوحيد في العراق لأكثر من ثلاثة عقود وكاتب السيناريو والمخرج والمنفذ؟ يذكر أن غسان شربل يوقع كتابه في جناح رياض الريس الخميس في 17 من الشهر الجاري.