بمناسبة الطبعة العربية الصادرة عن المركز القومي للترجمة لكتاب "نساء مصر في القرن التاسع عشر" نظم الصالون الثقافي للمركز القومي للترجمة برئاسة دكتورة لطيفة سالم حلقة نقاشية حضرها دكتور محمد عفيفي ودكتورة هالة كمال مترجمة الكتاب ودكتورة أمينة البنداري. في البداية قالت دكتورة لطيفة سالم مدير الصالون الثقافي كما نقلت عنها صحيفة "الوفد" المصرية بأن الكتاب أطروحة دكتوراه من جامعة هارفارد وقد استعانت جوديث تاكر في هذه الدراسة بمجموعة متنوعة من المصادر والمراجع العربية والأجنبية الرسمية وغير الرسمية بالإضافة إلى سجلات المحاكم الشرعية التي لعبت فيها النساء أدواراً فاعلة باعتبارهن أطرافا في عديد من القضايا كما ركزت الباحثة على وثائق أرشيفية رسمية وغير رسمية في كل من مصر وانجلترا وفرنسا إلى جانب عديد من الأوراق والمراسلات غير المنشورة المكتوبة بأقلام عديد من المسئولين البريطانيين لتلك الفترة وذلك جنبا إلى جنب إصدارات حكومية رسمية في شكل رسائل وتقارير صادرة عن الحكومة المصرية والبرلمان البريطاني. ثم تحدثت دكتورة هالة كمال أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة ومترجمة الكتاب، واعتبرته من كلاسيكيات الدراسات التاريخية التي تتناول تاريخ النساء ويركز علي تاريخ فئات مهمشة. وقالت دكتورة أمينة البنداري مدرس علم الاجتماع والتاريخ بالجامعة الأمريكية بالرغم من أن الكتاب في طبعته الانجليزية قد نشر في منتصف ثمانينيات القرن الماضي إلا أنه يعتبر كتابا حديثا حين ترجم من قبل المركز القومي للترجمة فالموضوعات التي يحتويها الكتاب جاذبة للاهتمام ويرجع الاهتمام بالكتاب إلى كونه يسرد ويشرح التاريخ الاجتماعي والاقتصادي في القرن 19 وخاصة النساء في مصر. ويركز موضوع الكتاب على دور المرأة الريفية وتناول أيضا المرأة في المدن ودرست جوديث تاكر الطبقات المختلفة للنساء في علاقتها بالعائلة وقد ركزت المؤلفة علي أربع عوامل حددت أدوار المرأة وهي حيازة الأملاك، العلاقات الاسرية، ومدى مشاركة النساء في الانتاج، والمفاهيم الايديولوجية في هذه الفترة. وأضافت أمينة بأن الكتاب جاء ليثبت بأن الحداثة التي ظهرت في القرن 19 لم تأت بما هو أفضل للجميع فقد أثرت الحداثة سلبا على النساء في إطار مؤسسة العائلة وخاصة على النساء في الريف فقد اختفت مهن تقليدية كانت تقوم بها النساء كما توارى دفء العلاقات الأسرية والاجتماعية. وأوضحت: جاء الكتاب في فصوله المختلفة ليركز علي كل طبقات النساء في القرن 19 وبعد ربع قرن مازال الكتاب شديد الأهمية لأنه يطرح قاموسا تاريخيا وينتج مصطلحات جديدة للتفكير والكتاب مصدر لا غنى عنه لبيان كيف كانت نساء مصر في القرن 19. ويقول دكتور محمد عفيفي ناقد ومؤرخ: أنا سعيد بترجمة كتاب نساء مصر لأنه يشير إلى معاناة النساء أكثر من الرجال أثناء الحرب ويبين أثر تجنيد الرجال ودخول الجيش المصري في الحروب على النساء، والكتاب يوضح دور الأسرة والعائلة في مصر وكيف أن المرأة حافظت على استقرار الأسرة.