صدر مؤخرا للدكتور حسن جمعة حماد كتاب "المنافقون.. صفاتهم وخطرهم" بعنوان فرعي "كيف تحمي نفسك من النفاق والمنافقين" ، وقدم له الشيخ الدكتور عبد العزيز الخياط. يزخر الكتاب بالحديث عن النفاق وأنواعه، والمنافقين وصفاتهم التي بلي الناس بها، وهي تقع تحت المعنى العام للنفاق "يخفون من ذميم الصفات ما لا يبدون من الكلام الجميل والمدح المبالغ فيه". واستعرض الكتاب وفق صحيفة "الدستور" الأردنية أبرز صفات المنافقين، من الرياء والغدر وإيذاء الناس والحقد والضغينة والحسد والكذب وتتبع العورات والخيانة، كما تطرق الكتاب إلى خطورة النفاق الذي يتصف به المنافقون، وكيفية شفائهم من نفاقهم. ورأى الكاتب أن النفاق من الأمراض الخطيرة التي يصاب بها الأفراد والمجتمعات، فأثره كبير وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته حينما نلاحظ آثاره المدمرة على حياة الناس، إذ يقوم المنافقون بعمليات الهدم من الداخل بينما هم في أمان لا تراقبهم العيون ولا تحسب حسابا لمكرهم. وتابع حماد في تمهيده للكتاب: إذا نظرت للنفاق وجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن وكذب، وطمع في المنافع، وجحود للحق، ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا من هدم وخراب في حياة الأفراد والمجتمعات. تشير أبواب الكتاب إلى بعض معالم النفاق وأهله، خصوصا أن النفاق قد انتشر بين الناس في هذا العصر بصورة كبيرة، فقلما يخلو مجتمع من منافقين تظاهروا بالاصلاح والصلاح وتمسحوا بالإسلام وتعاليمه، فكلامهم كثير، وفعلهم للخير قليل.. اصلحوا مظهرهم وقلوبهم خراب، فالخيانة والكذب والغدر والفجور من علامات المنافق الخالص، وتدل على مدى خطره وانحطاطه. ويقع الكتاب في عشرة فصول ، هي: "الناس والنفاق" "من صفات المنافقين"، "الغيبة والنميمة من علامات النفاق"، "خطورة المنافقين"، "صور من ايذاء المنافقين واليهود لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، "صور من النفاق في التاريخ قديمه وحديثه"، "كيف تعامل المنافقين"، "الشفاء من النفاق"، "فصل في الاشاعة"، واضاءات". ويصف حماد المنافق العصري بأنه ناعم الملمس خبيث النية والباطن، متسلح بوجه كلاسيكي لا تتسرب إليه حمرة الخجل بسهولة "يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب" كما يتحرك بين الناس بالرياء والانانية، مع خشية لغير الله، وتوجه لغير ما أمر به، كما تراه ملاكا كريما في مظهره، ولكنه شيطان رجيم في مخبره، ويلقاك بوجه عمر وبقلب أبي لهب وبلسان مسليمة الكذاب، كما يحمل لك بين جنبيه البغضاء ويتربص بك الدوائر، إن علم عنك حسنة أخفاها، وإن اطلع على سيئة فرضها بنفسه عليك، فهو من الذين اعدوا لكل حق باطلا، ولكل باب من الشر مفتاحا.