القاهرة: يكشف كتاب الصحافي ايهاب الحضري "اغتصاب الذاكرة، الاستراتيجيات الاسرائيلية لتهويد التاريخ" الصادر عن مركز الحضارة العربية للنشر والطبع، المحاولات الاسرائيلية المدعومة بالضغط الاستعماري، البريطاني الأمريكي علي وجه الخصوص، لتزوير وتزييف تاريخ المنطقة عبر اخفاء ومحو مئات المواقع الأثرية وتغييب وسرقة الكثير من الاكتشافات الأثرية التي من شأنها اخراج بني اسرائيل من تاريخ المنطقة. يرصد ايهاب الحضري - وفق جريدة "القدس العربي" اللندنية - تلك المحاولات التي بدأت من الباحث والمستكشف هوارد كارتر الذي هدد سفيره البريطاني في القاهرة في مطالع القرن الماضي بكشف خبيئة تحوي بردية في مقبرة توت عنخ آمون تكشف عن الوقائع الحقيقية لخروج بني اسرائيل كما سجلتها الحكومة المصرية القديمة عن الخروج من مصر، وكان ذلك علي خلفية تدخل الحكومة المصرية في أعمال كارتر ومنعه من مواصلة اكتشافاته. وحسب الحضري فان الكشف عن هذه الوثيقة كان يعني تسليم عرب فلسطين سلاحا يدحض ادعاء اليهود بحقهم التاريخي في أراضي فلسطين وينسف دعواهم من جذورها. يشير ايهاب الحضري في الفصل الأول من الكتاب الي أنه في عام 1967 وبعد أربعة أيام فقط من بدء الحرب بدأت اسرائيل في ازالة حي اثري بأكمله بمدينة القدس، واستولت القوات الاسرائيلية علي المتحف الفلسطيني وحولته الي مقر لدائرة الآثار الاسرائيلية، وكذلك سرقت الدولة المحتلة أرشيف دائرة الآثار الفلسطينية ونهبت آثار المتحف للقضاء علي كل أثر كنعاني فلسطيني. وفي مدينة بيت لحم يذكر الحضري - وفقا لنفس المصدر - انه تم تدمير الشوارع والواجهات والعديد من المباني التاريخية رغم أن المدينة تحظي بالاحترام التاريخي باعتبارها مسقط رأس السيد المسيح، وقد ذكر المؤلف نقلا عن رسالة للمجلس الدولي للمتاحف والواقع الي منظمة اليونسكو أن الدمار الأكبر كان من نصيب نابلس وبيت لحم، ففي الوقت الذي منعت فيه حركة السيارات والمعدات الثقيلة داخل المدن القديمة للحيلولة دون تأثير ذبذباتها علي المعمار كانت القوات العسكرية الاسرائيلية تستخدم الدبابات والجرافات لشق طرق في الشوارع التي يبلغ عرضها من مترين الي ثلاثة أمتار، وقد أزيلت في نابلس منشآت تعود الي العصر العثماني مثل الخانات والحمامات القديمة ومصنع الصابون وعدد من القصور التاريخية المتميزة، ونسف باب جانبي لكنيسة المهد ببيت لحم. وفي كتابه يشير المؤلف ايهاب الحضري الي الخطورة الشديدة بل والكارثية للنتائج الخطيرة المترتبة علي الجدار العازل الذي تقيمه اسرائيل، ويتناول الأمر في فصله الثالث من الكتاب الذي جاء تحت عنوان فن تصنيع الكارثة . يقول الحضري أن من أهداف اقامة الجدار الرئيسية ليس الجانب الأمني كما تدعي اسرائيل بل التهام تراث المنطقة، حيث شهدت مرحلته الأولي تدمير عشرة مواقع اثرية بصورة مباشرة، هذا بالاضافة الي دخول سبعين موقعا آخر في حيز المنطقة العازلة الفاصلة بين الجدار والخط الأخضر الذي يشكل حدود الضفة الغربية لعام 1967، وهو الامر الذي يخرج هذه المواقع عمليا من دائرة السيطرة الفلسطينية. ثم يقدم المؤلف بابا تحت عنوان "تعبئة الزيف" يرصد فيه محاولات اسرائيل التاريخية تزييف التاريخ الانساني لا سيما التاريخ المصري في حقبة الفراعنة التي يدعي اليهود أنهم أحد أدوات بنائها، ويوضح المؤلف ذلك في تتابع المحاولات لربط ملوك مصر القديمة بأنبياء بني اسرائيل والتشكيك في نسبة الحضارة المصرية لأصحابها الحقيقيين.