الانتعاش المفاجيء الذي حظي به اليورو بعد وصوله لأدنى مستوياته مقابل الدولار منذ 4 سنوات سرعان ما تبدد تحت وطأة أزمة ثقة باتت تهدد العملة التي فقدت هذا العام قرابة ال7 % من قيمتها في المتوسط أمام العملات الرئيسية مع استمرار المخاوف من تداعيات شبح الديون السيادية على اقتصاديات منطقة اليورو. فعلى الرغم من حزمة القروض العاجلة التي أقرها الاتحاد الأوروبي بقيمة تصل إلى 750 مليار يورو وبمساهمة صندوق النقد لمساعدة الدول المتضررة من تفاقم الديون إلا أن اليورو ظل يعاني ضغوط التراجع الحادة على مدى الأيام الماضية في ظل المخاوف من أن تؤول الإجراءات التقشفية التي أعلنتها عددًا من الدول الأوروبية إلى خفض معدلات النمو الاقتصادي على مستوى المنطقة. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن العملة الأوروبية التي شهدت انتعاشا بعد وصولها لأدنى مستوياتها منذ نحو الأربعة أعوام قد تأرجحت اليوم بين الارتفاع والتراجع وذلك في الوقت الذي تمكنت فيه الأسهم الأوروبية من كسر موجة الانخفاضات . وقد تراجع سعر اليورو بحوالي 0.8 % خلال تعاملات اليوم في أسواق الصرف مسجلا 1.2322 دولار ليظل قريبا من أدنى مستوياته منذ نحو 4 سنوات وذلك بفارق سنتين.واستقر سعر العملة عند 1.2392 دولار في لندن بتراجع 0.2 % وذلك بعد الارتفاع يوم الأربعاء بحوالي 1.8 %. وانخفض سعر اليورو بحوالي 0.57 % مقابل العملة اليابانية مسجلا 113.05 ين كما ارتفع سعر الين مقابل الدولار ب0.5 % ليسجل 91.26 ين للدولار. ويرى كبير المحللين في أسواق الصرف لدى "بنك أوف طوكيو ميتسوبيشي يواف جيه" في لندن أن اليورو يواجه حاليًا أزمة ثقة كما أن هناك صعوبة في تحديد ما يمكن أن يؤول إلى تفسير الاتجاه الراهن للعملة. ويشير إلى أن هناك فرص لحدوث انتعاش قصير الأمد ى سعر العملة نظرًا لنقض المعروض في السوق وإن كان من الصعب استمرارية ذلك الانتعاش. ويرى صعوبة لحدوث تدخل من قبل البنك المركزي الأوروبي عند المستويات الراهنة لسعر اليورو. وقد خفضت مؤسسة "نومورا سكيورتيز" تقديراتها بالنسبة لمستوى سعر اليورو حيث توقعت أن يصل لمستوى ال1.15 دولار بنهاية العام الحالي وذلك مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت ترجح أن تكون العملة عند مستوى ال1.3 دولار.