نيودلهي: أكد الدكتور على جمعة مفتي جمهورية مصر العربية أن الحضارة الإسلامية تضع الناس والعباد بمختلف انتماءاتهم في رتبة أعلى من مواطن العبادة ذاتها، وأن تلك النظرة العالمية الإنسانية لا تسمح لنا نحن المسلمين أن نرى أنفسنا فوق الآخرين، وتؤكد أننا في الوقت الذي نفخر بحضارتنا لا نرفض غيرها من الحضارات والثقافات، بل نقدرهم جميعاً ونعتبر من يسعون إلى تحقيق التنمية البناءة في العالم شركاء لنا. وقال المفتي في كلمته التي ألقاها خلال في مؤتمر "مركز الثقافة السنية" بولاية كيرالا بالهند إننا كمسلمين لا نكره الحياة، ولا نسعى لخلق فوضى اجتماعية، وأن من يعمل أو يسعى على ذلك فهو مخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومخالف لما تعلمناه عن طبيعة الشخصية الأخلاقية الخيرة مؤكدا أن الإسلام هو دين العمل ودين الحركة الدءوبة الرامية إلى تحسين جودة الحياة كي ينعم كل من حولنا. وحذر من أخذ بعض المعلقين في الدول غير الإسلامية أفعال أقلية مخربة وهي وإن كانت صغيرة لكن لها تواجداً يمكن ملاحظته بوضوح وحكموا من خلالها على مبادئ الأغلبية المعتدلة السمحة، مدعين أن الإسلام دين عنف منذ نشأته وأنه للأسف تأكدت هذه النظرة خلال عرض الإسلام في معظم وسائل الإعلام الغربية وأن تلك المغالطات الصارخة تعد بعيدة تماما عن الصحة والصواب. وطالب مفتي الجمهورية طلاب جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية وخريجيها تحمل مسئولياتهم تجاه دينهم أن يكونوا سفراء الإسلام وأن يقوموا بعرض الإسلام وأسسه ومبادئه بصورة أعمق وطريقة أشمل، وبموضوعية في كل من وسائل الإعلام ومناهج التعليم مؤكداً أن خريجي تلك الجامعات العريقة، ذات المنهج العلمي المعتدل ، بإمكانهم أن يلعبوا دوراً أبرز ومهماً في نشر الوعي بدين الإسلام الذي يمثل التعايش السلمي جوهر رسالته. كما طالب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية القيادات الإسلامية في بلاد غير المسلمين في العالم إلى بذل مزيد من الجهد في فتح آفاق جديدة جادة للتواصل والعمل لإعادة بناء الثقة القائمة على استمرار الحوار النابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات ويحفظ احترام الآخر ولا يسعى للسيطرة عليه أو إثارة العداوات معه وأن يكون الحوار مبنيا على احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي. وشدد مفتي الجمهورية في كلمته التي ألقاها أمام جموع المسلمين بالهند إلى أن إرساء مفهوم الثقة والفهم بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى عملية تستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم الرغبة في الحوار مؤكدا أن القرآن الكريم ذكر أن جمال الكون يكمن في التعددية الدينية والعرقية والثقافية وغيرها.