تم مؤخرا فى فرنسا افتتاح الصالة المخصصة لاستحمام ملكة فرنسا السابقة مارى انطوانيت بقصر فرساى الذى كانت تسكنة منذ مئات السنين بعد تجديدها وصرف حوالى مئتين الف يورو عليها وفتحها للزوار. وقد قامت مهندسة الديكور البلجيكية بتصميم الصالة كما كانت قديما و لكن هذه المرة كلها من الورق المنقوش يشبهه الدانتيل المشغول والحرير الذى كانت تنعم فيه هذه الملكة. ولدت مارى انطوانيت عام 1755بالنمسا فقد كانت عائلتها تحكم النمسا فى ذلك الوقت وتزوجت من لويس السادس عشر ملك فرنسا وعمرها اربعة عشر عاما وكان يكبرها بعام واحد مما سهل السيطرة عليه. فقد سمح لها بالتدخل فى امور السياسة وهى لا تفهم فيها شيئا ولا تهمها فقد كانت تقيل من الوزراء من لا يسمح لها بالانفاق ببذخ رهيب على ملذاتها وحفلاتها السافرة فى حين كان الشعب لا يجد ما ياكله, فهى صاحبة العبارة الشهيرة عندما قالوا لها ان الشعب لا يجد لقمة العيش ليأكلها فقالت "ان لم يجدوا العيش فلياكلوا جاتوه" وان كان بعض المؤرخين يروا انها لم تقل هذه الجملة ولكنها اشاعة من شدة فساد هذه المراة وضعف زوجها و غباءه السياسى الذى كان من اهم اسباب و مقدمات الثورة الفرنسية فقد كانت اكثر ملكة مكروهه فى تاريخ فرنسا. فعندما تولوا حكم البلاد هى و زوجها هى لم تهتم سوى باقامة الحفلات و السفر والملابس والبذخ الشديد وقد اقام لها زوجها قصر بجانب قصر فرساى محاط بالحدائق اسمه "التريانون" لاقامة الحفلات فيه واستقبال اصدقائها من الفنانين والرسامين المشهورين كل ذلك و الشعب يرذح تحت خط الفقر حيث وصل ثمن الخبز الى ما يوازى قيمة مرتب شهر بكامله فى ذلك الوقت. اما زوجها الذى رباه جده لويس الخامس عشر ملك فرنسا والذى حاول ان يجهزه للحكم بتعليمه كل امور السياسة والامور المتعلقة بالحكم لم يفلح وسيطرت عليه زوجته واهتم برحلات الصيد اكثر مما اهتم بامور فرنسا. وانقسم المجتمع الفرنسى الى هرمى الطبقات حيث اصبح الملك والنبلاء و رجال الدين فى المقدمة وسيطروا على الاغلبية فى البرلمان و اعفوا من الضرائب التى كان بقية الشعب يدفعها وبعد ذلك طبقة المثقفين المحرومون من المشاركة فى الحياة السياسية و يمثلون اقلية فى البرلمان ويمثلون اكثرية الشعب,ثم فى قاع الهرم بقية الشعب الفقير. وفى ذلك الوقت والشعب الفرنسى لايجد قوت يومه اصدر الملك اكثر قرارته غباء فقد بعث للثورةالامريكية ضد اعدائه الانجليز 200 مليون "ليفر" عملة فرنسا فى ذلك الوقت لمساعدتهم. و لتهدئة الشعب بعد ذلك عين جاك نيكر وزيرا للمالية و الذى كان محبوبا من الشعب والذى نادى فى البرلمان بانه يجب على النبلاء و الامراء ان يدفعوا الضرائب مثل باقى الشعب و ايدته الاقلية فى البرلمان من ابناء الشعب و حين رفض الملك وطرد جاك نيكر من منصبه قامت اللاقلية بتاسيس الجمعية الوطنية وبالتحالف مع الشعب بالسيطرة على البلاد فى حين غفلة من الملكة المنغمسة فى حفلاتها و الملك القادم من رحلة الصيد و لا يعرف حقيقة ما يحدث فى البلد حيث قاموا بتحطيم سجن الباستيل بايديهم تعبيرا عن ان عصر الظلم انتهى و قاموا بذبح الحراس و مدير السجن و مثلوا بجثثهم و علقوا رؤسهم على عصيان. فكثرة الفساد و الظلم جعل من الثورة الفرنسية اكثر الثورات دموية فى التاريخ فقد قاموا بقتل اكثر من الف و ستمائة شخص فى عدة ايام والكثير بعد ذلك فهى ايضا اطول ثورة فقد استمرت عشر سنوات واول ثورة ليبرالية فى التاريخ فقد كان لها اكبر الاثر على العالم كله وكان اول اسبابها ملك و ملكة لم يكن يهمهما شعبهما بقدر الذات و المفاسد التى عاشوا فيها لكى يحيوا هما و يموت شعبهما. وفى عام 1793امسك الثوار بالملك و الملكة وابنهما و هما يحاولان الهرب على الحدود للنمسا الى عائلة مارى انطوانيت الحاكمة هناك طلبا للمساعدة و اللجؤ اليهم و لكن الثوار لم يتركوهم و اقتادوهم للسجن و قاموا بقص شعرها الطويل وقاموا برميها بالقا ذورات هذه الملكة التى كانت لا تستحم الا بالعطور والزيوت العطرية. ثم تم اعدامهم بالمقصلة فى ميدان الكونكورد فى باريس حاليا و عمرها لم يتجاوز الثامنة و التلاثين ففى هذا العمر القصير فعلت الكثير وكانت نهاية و سقوط المملكة على يدها واعلن تاسيس الجمهورية الفرنسية الاولى برئاسة روبسبير.