شرعت الحكومة السودانية في اجراء دراسة حول مقترح تسلمته من الوساطة الافريقية امس يتعلق بعقد جولة المفاوضات بين وفدي السودان ودولة الجنوب في الرابع والعشرين من الشهر الجاري .. وأكدت الخارجية السودانية ان الوساطة قصدت من تقديم موعد التفاوض اعطاء الطرفين فترة شهر كامل لاستكمال بقية ملفات القضايا المتبقية التي تقرر ان تحسم نهائيا خلال المهلة المحددة التي تنتهي في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل . وأوضح السفير العبيد أحمد مروح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية ان الجولة المقبلة تشمل آبيي والحدود وأوضاع المواطنين والتجارة وغيرها ، وأشار عبيد الي ان كل الاطراف علي علم بأن الجولة المقبلة يجب ان تكون جادة وحاسمة ، وقال انه متفائل بإمكانية تجاوز الطرفين لكل الملفات اذا ما توافرت الارادة السياسية لديهما . وأكد ان وفد السودان يمضي في الجولة بإرادة سياسية كاملة وجادة . من جهة أخري نفت الخارجية السودانية وجود صفقة مع واشنطن بشأن متأخرات استحقاقات السودان من نفط الجنوب . وقال العبيد ان ما أثير في بعض وسائل الاعلام لم يتم الاستقصاء من المعلومات الصحيحة بشأنه ، وأشار الي ان متوسط عجز ايرادات السودان بعد انفصال الجنوب بلغ ،10,4 مليار دولار ، مشيرا الي ان اتفاقا مبدئيا قد تم في السابق لسداد المبلغ علي ثلاث خطوات بأن تدفع حكومة الجنوب ثلثه البالغ 3,2 مليار دولار وتتحمل حكومة السودان الثلث عبر الاجراءات التقشفية ، فيما يتحمل المجتمع الدولي الثلث الاخير ، وأشار الي ان اتفاق النفط الاخير يتعلق بالمبلغ المقرر علي دولة الجنوب ، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك للايفاء بما التزم به . وقال ان اي تحرك امريكي يجب اخذه في اطار ايفاء المجتمع الدولي بالتزاماته ، مضيفا ان كان ثمة تحرك لواشنطن تجاه السودان يجب ان يكون برفع العقوبات والدفع باتجاه عقد مؤتمر المانحين في اطنبول الذي تأجل نتيجة ضغوط امريكية . من جهة أخري تسلمت الحكومة السودانية أسماء مرشحي الأممالمتحدة والجامعة العربية لتنفيذ المبادرة الثلاثية لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في مناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية . وقال دكتور سليمان عبد الرحمن سليمان مفوض عام العون الإنساني رئيس وفد الحكومة للتفاوض حول المسار الإنساني في مؤتمر صحفي أمس ، ان الحكومة ستنظر في المرشحين من حيث القبول والرفض. ونوه سليمان لفراغ الحكومة من تشكيل الجسم التنسيقي للمبادرة علي المستويين الإتحادي والولائي . وأكد رفض الحكومة القاطع لمرور أيه مواد إغاثية عبر الحدود مشدداً علي حق الحكومة الكامل في الإشراف علي العملية الإنسانية وفق القانون ورفضهم التام لمعاملة المتمردين كجسم موازي للحكومة يتم التنسيق معه لتوصيل المساعدات الإنسانية . ولفت الإنتباه إلى هناك بعداً أمنياً يتعلق بوقف العدائيات في المكان المحدد لتوزيع المساعدات والزمان المحدد كذلك منوهاً إلى أن فترة المبادرة الثلاثية هي تسعين يوماً منذ تاريخ التوقيع عليها في الخامس من أغسطس الجاري وحتى الثامن من نوفمبر المقبل. وأشار إلى مرونة المبادرة وإستيعابها للتطور الذي قد يطرأ علي المسار السياسي.