مازال المصريون فى حالة من حالات الفرحة الممزوجة بالحذر والهدوء الذى ينتظر ما سيفعله الرئيس الجديد المنتخب فى مصر وبرغم أنه لم تمضى أيام على فوز رئيس مصر المنتخب د.محمد مرسى الا أنه انشغل بلقاءات ومشاورات عدة أجراها أمس من القصر الرئاسي لتشكيل حكومة جديدة وفريق رئاسي معاون، كما استقبل وفود مؤسسات عدة لتهنئته على الفوز في انتخابات الرئاسة، واستضاف وفداً من أسر الشهداء، فيما غادر منافسه الخاسر في جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق، رئيس آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك، القاهرة متوجهاً إلى أبو ظبي بعد استدعائه للتحقيق معه في بلاغات تتهمه بالفساد قدمت قبل الانتخابات. وبدا أن مرسي أراد بدء ولايته بالبعد عن كل المظاهر التي طالما استفزت المواطنين أيام النظام السابق، فأعرب عن رغبته في عدم إقامة احتفالات كبرى بتنصيبه، كما ناشد المؤسسات والأفراد عدم نشر إعلانات لتهنئته، ووجه المؤسسات والمصالح الحكومية بعدم تعليق صوره فيها، وفقاً لما صرح به الناطق الموقت باسم الرئاسة. والتقى مرسي أمس مجموعة من أسر شهداء ومصابي الثورة ووالدة خالد سعيد الذي أشعل مقتله بيد الشرطة شرارة الثورة، ووعدهم بتقديم كل أشكال الرعاية لهم. وطالبت أسر الشهداء الرئيس المنتخب ب «المحاكمات الناجزة والعاجلة»، فوعدهم بتحقيق مطلبهم بمحاكمات عادلة «وفقاً للقانون» والقصاص العادل لكل من استخدم العنف ضد الثوار. واستقبل قضاة منهم رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة القاضي فاروق سلطان ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي حسام الغرياني والنائب العام عبدالمجيد محمود ورئيس محكمة استئناف القاهرة القاضي عبدالمعز إبراهيم والنائب الأول لرئيس محكمة النقض القاضي محمد ممتاز متولي. والتقى الرئيس المنتخب كذلك شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي الجمهورية علي جمعة ووزير الأوقاف محمد عبدالفضيل القوصي وعدداً من أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكذلك وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة. ورد الناطق الموقت باسم الرئاسة على سؤال عن شكل الحكومة الجديدة بأنه «لا يزال هناك حوار ومشاورات في شأن الشخصية الوطنية التي ستكون على رأس الحكومة الجديدة». وقالت مصادر متطابقة ل «الحياة» إن المعارض البارز الحاصل على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي يبتعد عن ترشيحات رئاسة الحكومة بسبب إصراره على منحه حرية كاملة في اختيار الوزراء وعدم فرض أي أسماء عليه، متوقعة أن يعتذر البرادعي في نهاية المفاوضات معه عن عدم تشكيل الحكومة. وأشارت إلى أن «بين المرشحين بقوة لتولي المنصب نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي». وقالت: «رئيس الوزراء سيكون شخصية وطنية مستقلة محسوبة على الثورة... فرص تحديد الاسم بدقة الآن ضعيفة، لأن المشاورات لم تكتمل والاتصالات في بداياتها». وأوضحت أنه بالنسبة إلى الفريق الرئاسي، فإن رئيس حزب «غد الثورة» أيمن نور والقيادي في حزب «الكرامة» أمين اسكندر واستاذة العلوم السياسية رباب المهدي واستاذة العلوم السياسية هبة رؤوف عزت بين المرشحين لتولي منصب نائب الرئيس. ولفتت المصادر إلى أن قيادات في جماعة «الإخوان» سألت نور عن استعداده للتعاون مع مرسي، فأبدى استعداداً لذلك وأنه تم تحديد موعد للقاء بين نور وشخصية قريبة من مرسي يفترض أن يكون تم مساء أمس. وأُفيد بأن نور عرض الأمر على الهيئة العليا لحزبه وهي فوضت المكتب التنفيذي باتخاذ قرار في هذا الشأن. وقال الناطق باسم حزب «النور» السلفي يسري حماد ل «الحياة» إن الحزب طلب تحديد موعد للقاء الرئيس لتهنئته، لكنه مشغول في شدة، مشيراً إلى أنه «لم يتم الاتصال بالحزب للتشاور في شأن موضوع تشكيل الحكومة والفريق الرئاسي حتى الآن». وقال القيادي في حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية» طارق الزمر ل «الحياة» إن «الرئيس المنتخب أمامه استحقاقات كثيرة حتى تستكمل الثورة أهدافها»، داعياً «كل القوى السياسية إلى التعاون معه». وقال: «سنترك أمر تشكيل الحكومة للرئيس المنتخب... قد ننصحه لكن القرار الأخير له». في غضون ذلك، أعاد المكتب التنفيذي لحزب «الحرية والعدالة» تكليف نائب رئيس الحزب الدكتور عصام العريان بتسيير شؤون الحزب إلى حين اختيار رئيس جديد له خلفاً لمرسي. من جهة أخرى، قال رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي خلال لقائه قادة وضباط الجيش الثانى الميداني أمس، إن «القوات المسلحة نفذت ما أكدته منذ البداية من أنها لا تنحاز لطرف على حساب آخر». وأكد أن «مصر قادرة على تخطي جميع المشاكل والصعوبات الاقتصادية وأن لديها من الإمكانات ما يمكنها من الانطلاق بقوة نحو الأمام»، مطالباً الجميع «بتفهم أبعاد الموقف السياسي الذي تمر به البلاد». ودعا «كل فئات الشعب المصري والقوى السياسية والشباب» إلى «عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة والمعلومات المغلوطة والإشاعات التي لا تعلي مصلحة الوطن وتهدف إلى الوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة».