[image] رغم شكي في اكتمال المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية لاحتمالية إصدار المحكمة الدستورية العليا حكمها بعدم دستورية قانون انتخابات مجلسي الشعب والشوري بما تضمنه من عدم إعمال مبدأ تكافوء الفرص بين مرشحي القوائم و الفردي و كذا احتمالية صدور حكم بعدم قبول قرار اللجنة العليا المشرفة الانتخابات الرئاسية بإحالة قانون العزل السياسي الي المحكمة و ما يترتب علي الحكمين من اثار ستنهي علي ما تبقي من جدية و مصداقية و صحة المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية فانه إذا حدث العكس و سرنا نحو إتمام الانتخابات فأنني سأعطي صوتي لمرشح الإخوان المسلمين د محمد مرسي . يحضرني قصة قصيرة ليلة موقعه الجمل أتذكرها كأحد أسباب منح صوتي لمرسي ، ففي هذه الليلة ذهبت إلي ميدان التحرير الساعة 1.30 ليلا مع بعض الرفاق تسيطر علينا حالة من الإحباط و القلق عقب إلقاء المخلوع لخطابه العاطفي الشهير فوجدت الميدان و قد انقسم الي حلقات من النقاش و الجدل حول إنهاء الاعتصام او استمراره و مدي جدوى ذلك ؟! اقتربت من بعض الأصدقاء من الإخوان المسلمين و الثوار التمس لديهم الحل الأمثل للحالة التي صرنا و صار عليها الميدان ، سالت الأستاذ ناصر الحافي و جمال حنفي و جمال تاج و هم من الزملاء الإخوان بنقابة المحامين و قلت لهم ماذا سنفعل و الشعب تعاطف مع المخلوع و في الصباح سوف ينقلب علينا و يأتون الي هنا و قد يحدث عنف تجاهنا خاصة من أعضاء الحزب الوطني المنتفعين من نظام المخلوع ؟ قال لي الأستاذ ناصر الحافي يا أستاذ اسعد ليس أمامنا سوي ان نموت هنا في الميدان أفضل من أن ينكل بنا مبارك و زبانيته في المعتقلات او يقتلنا امام زوجاتنا و أولادنا بالبيوت ، حينئذ اطمئن قلبي و ارتاح بالي و ذهبت الي اقرب رصيف بالميدان و جلست بجوار زميله إعلامية مسيحيه اعتز بها كثيرا هي الأستاذة حنان فكري نتبادل أطراف الحديث و نحي معا الامل من جديد في نجاح الثورة رغم كل ما جاء بخطاب المخلوع من ترغيب و ترهيب ، و كنت قد كتبت وصيتي و أسلمت أمري لله . في الصباح وقع ما تعلمون و أتت الجيوش الي التحرير و حدثت موقعة الجمل التي أراها تتكرر الان من جديد ولكنها هذه المرة بين شفيق و مرسي فظني ان الذين سيصوتون لشفيق مثلهم كمثل الذين هاجموا الثوار يوم موقعة الجمل و الذين سيصوتون لمرسي مثلهم كمثل الذين كانوا يدافعون عن الميدان يوم هذه الموقعة أما الذين سيقاطعون الانتخابات فمثلهم كمثل الذين جلسوا أمام شاشات التليفزيون يتابعون المعركة ويراقبون من سينتصر من الفريقين ؟ الثورة ام الفلول ؟