قام أمس مئات من أهالى مدينة فرشوط بمحافظة قنا بإشعال النار فى محلات يملكها مسيحيون، وأن الأمن يلاحقهم من شارع إلى شارع فى المدينة، فيما اشتعلت النيران فى واجهات 17 محلاً على الأقل. وأوضح مصدر أمنى أن مسلمين أشعلوا النار فى متجر آخر بقرية وزيرى، القريبة من المدينة، مضيفا أن سبعة مسيحيين على الأقل ومسلما واحدا، أصيبوا بجروح طفيفة، بسبب تراشق الجانبين بالحجارة فى مدينة فرشوط. وكان مسلمون تجمعوا صباح أمس السبت، أمام مركز الشرطة فى مدينة فرشوط، فى محاولة الفتك بشاب مسيحي، خلال نقله إلى المحكمة، للنظر فى تجديد حبسه فى قضية هتك عرض طفلة مسلمة، بحسب ما أفاد به أحد شهود العيان، والذى أكد أن المتجمهرين رشقوا قسم الشرطة بالحجارة، حين تأخر نقل الشاب الذى يدعى جرجس جرجس، والبالغ من العمر 21 عاما، إلى مبنى المحكمة فى المدينة. وأضاف الشاهد أن المسلمين طافوا شوارع المدينة، وراحوا يشعلون النار فى كل واجهات المتاجر المملوكة لمسيحيين، والتى كانت تواجه مسيرتهم، موضحا أن بعض المتاجر تعرضت للنهب، فيما قال مصدر أمنى إن الشرطة ألقت القبض على نحو 30 متظاهرا، وأضاف أن "قوات مكافحة الشغب تحاصر أعدادا أخرى من المتظاهرين، فى بعض مناطق المدينة". وكانت الشرطة ألقت القبض على "جرجس"، بتهمة هتك عرض طفلة تدعى يسرا، وتبلغ من العمر 12 عاما، والتى قال سكان إن الشاب سحبها من الطريق إلى حقل مزروع بقصب السكر، واعتدى عليها. وأكد مصدر أمنى أن مدير أمن محافظة قنا، اللواء محمود جوهر، يشرف على عمليات لنحو ثلاثة آلاف من قوات الأمن المركزي، التى تكافح أعمال الشغب، مضيفا أن جوهر يتابع أحداث الشغب على الطبيعة، وبصحبته نحو 60 ضابطا كبيرا، وأن قوات مكافحة الشغب تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بكثافة، وأكد جوهر فى تصريحات صحفية، خلال سيره فى أحد الشوارع، إن الشرطة استدعت شخصيات نافذة فى المدينة، وطلبت منها التدخل لتهدئة المتظاهرين. ووصل إلى المدينة أمين الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم لمحافظة قنا، خيرت عثمان، الذى صرح بأنه اتصل بأعضاء مجلسى الشعب والشورى الذين يمثلون فرشوط والقرى التابعة لها، ليحضروا إلى المدينة لتهدئة المتظاهرين، لاسيما مع انتشار الفوضى فى المدينة، حسبما جاء على لسان أحد شهود العيان.