بالأمس رمى الدكتور صفوت حجازي شبابَ الثورة بالفسوق والانحلال لأنهم خالفوا الإخوان، واليوم يرمي بعض المشايخ بالعمالة والجبن والجهل وخيانة (المشروع الإسلامي) لأنهم خالفوا الإخوان أيضاً. إذا خالفتَ أحدا فليكن خلافك مبنيا على مبدأ يستوي فيه القريب والبعيد والموافق والمخالف، لا على موافقته أو مخالفته لجماعتك، أو موقفه من ترشيح هذا أو ذاك، وإذا خالفت أحدا فهذا ليس معناه أنك أفضل منه أو أديَن أو أعلم أو أشجع، فهذه أمورٌ لا يعلمها إلا العليم الحكيم، ولأجل هذا لم يكن للمسلم أن يزكي نفسه بحالٍ من الأحوال، بل المسلم الحق هو الذي يرى جميعَ المسلمين أفضل منه حتى وإن رأى أن الحق معه في مسألة أو في مسائل. إنها الثمار المُرَّة للحزبية المقيتة المذمومة: كل الناس مخطؤون وفاسدون ومغرضون ما عدا حزبك وجماعتك