غزة - خاص ل"مصر الجديدة" - أثنى الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، على التصريحات الصحفية التي أدلى بها رئيس وزراء الحكومة المقالة بغزة أ .إسماعيل هنية ، بالأمس ، عقب زيارته للأسيرة المحررة المبعدة " هناء الشلبي " التي ترقد في مستشفى الشفاء بغزة لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج ، والتي أكد خلالها بأن حكومته بغزة ستتوجه للمحافل والمحاكم الدولية لوقف سياسة الإبعاد إلى غزة ، وضمان عودة المبعدين إلى ديارهم وعائلاتهم في الضفة الغربية والقدس . ورأى فروانة بأن مثل هكذا توجه مهم ومهم جداً ومحط تقدير، وينسجم مع توجه السلطة الوطنية الفلسطينية والجهود المبذولة من قبل وزارة الأسرى والمحررين بهدف تدويل قضية الأسرى وملفاتها المتعددة ، لا سيما وأن غياب الموقف الدولي الحازم والمحاسبة الدولية لمقترفي الجرائم من الإسرائيليين كانت من الأسباب التي دفعت وتدفع سلطات الاحتلال في التمادي باقترافها للانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى وارتكابها جرائم " الإبعاد " . معرباً عن تقديره لهذا التوجه ، بالرغم من صعوبة المهمة والتي لن تكون سهلة في ظل انحياز المجتمع الدولي ، وفي ظل الحديث عن سياسة ممنهجة تمثلت في إبعاد ونفي قرابة ( 240 ) أسيراً من الضفة الغربيةلغزة بشكل قسري ، أو وفقا لاتفاقيات وصفقات فردية وجماعية بدأت بمبعدي كنيسة المهد في مايو / آيار عام 2002 ومرورا بصفقة تبادل الأسرى في أكتوبر الماضي وليس انتهاء بإبعاد الأسيرة " هناء الشلبي " أول أمس، مما جعل من القطاع وكأنه منفى لهؤلاء المواطنين ، استناداً إلى قرار إسرائيلي كان قد اتخذ وبشكل واضح ومن أعلى المستويات عام 2002 . وأكد بأن الإبعاد جريمة بكل المقاييس وتحت أي ظرف من الظروف ، وتستوجب الملاحقة والمحاسبة ، وأن الموافقة على الإبعاد في إطار اتفاق ثنائي أو صفقة جماعية ، من قبل الشخص أو الجماعة المنوي إبعادهم ( لا ) يمنحه الشرعية على الإطلاق. وقال فروانة : بأن المهمة وبالرغم من صعوبتها ، ليست بالمستحيلة ، وحظوظها بالنجاح كبيرة إذا توفرت عوامل النجاح، بل ويجب العمل من أجل توفرها ، وأن أهم تلك العوامل هي : أولاً : إجادة استثمار ما واكب جريمة إبعاد الأسيرة " هناء الشلبي " والمراكمة عليها والاستمرارية في إثارة ملف الإبعاد لغزة وهذا يتطلب دورا من وسائل الإعلام ، وعدم التعاطي مع الأمر لمجرد حدث عابر أو ردة فعل . ثانياً : التوثيق الممنهج والعلمي والمتكامل لكافة جرائم الإبعاد منذ العام 2002 ولغاية اليوم ، وتاثيراتها التفسية والإجتماعية ، وعلى ذوي الإختصاص من مؤسسات وأفراد المساهمة في ذلك . ثالثاً : على المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية والإنسانية والأخلاقية ، وأن توظف تجاربها وعلاقاتها الدولية في هذا الاتجاه وصولا إلى المؤسسات الدولية . رابعاً : تشكيل شبكة حقوقية إنسانية دولية ضاغطة ومؤثرة لفضح هذه السياسة وإدانتها ، ووضع حد لاستمرارها ، على طريق الوصول للمحاكم الدولية لمحاكمة مقترفيها وبأثر رجعي ، فالحق لا يسقط بالتقادم. وأضاف : بأن الانتصار الحقيقي هو يوم عودة " هناء " إلى عائلتها وأسرتها ومكان سكناها في جنين ، وعودة كافة المبعدين المتواجدين في غزة إلى ديارهم وعائلاتهم وأماكن سكناهم في الضفة الغربية والقدس . داعيا المشاركين في مؤتمر جنيف والذي سيبدأ أعماله صباح اليوم ( الثلاثاء ) في قاعة مقر الأممالمتحدة إلى إثارة قضية إبعاد الأسرى إلى قطاع غزة كعقاب فردي وجماعي لهم ولذويهم . يذكر بأن منظمة الأممالمتحدة الدولية تعقد مؤتمراً بمقرها في جنيف أيام 3-4-5 / ابريل الجاري تحت عنوان ( الأسرى في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال : الآثار القانونية والسياسية ) وبمشاركة ممثلي الدول الأعضاء والمراقبين و نخبة من الشخصيات المعنية وممثلي المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان .