فجرت قضية إذلال طفل مصري على أقدام امرأة "بحرينية" على مدي شهور خمسة، مأساة المصريين المقيمين فى دول الخليج، بعد أن عانو الأمرين على مدى عهود مضت، تحولوا فيها من أحفاد الفراعنة، إلى أمثال البرابرة والزنوج ممن تم اقتيادهم كعبيد إلى القارة الأميريكية فى قرون الظلام. وأحداث مثل إجبار الطفل المصري على الانحناء يوميا على قدم امرأة من دولة لا تزيد مساحتها وقيمتها عن "كشك" على الخليج – على حد التعبير الساخر للرئيس الراحل "السادات" – وأخري مثل اعتقال مئات من المصريين فى السعودية بغير تهم لأكثر من عامين، - هكذا ........ بلطجة – ومن قبلها واقعة "جلد" طبيب مصري، بعد ان اشتكي إلى السلطات تعرض ابنه للاغتصاب من أحد مواطنى المملكة، وصولا إلى انحضاض مستوى معاملة المواطنين المصريين فى دول الخليج عموما، إلى ما دون مستوى نظرائهم من دولة ك"سريلانكا" التى يعيش نصف سكانها (أنصاف عراة)، حتى الآن ونحن فى بداية الألفية الثالثة، لا شك أنها مشاهد تُشكل صورة عامة بائسة للشعب المصري الذي ذاق طعم الذل، منذ أن تحطمت قيمة مصر باعتبارها الدولة الرائدة والأعظم تاريخا وحضارة والأثقل وزنا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، بالتحديد منذ هزيمة 1967 .. ومن بعدها انفصال مصر عن بيتها العربي – طواعية – بقرار من الرئيس الراحل "أنور السادات"، الذي فضل الارتماء فى أحضان أمريكا والغرب. ثم انحدرت مصر ومصريوها إلى هاوية والهوان فى عهد الرئيس المخلوع، الذي شغل وبجدارة استحق عليها الشكر من "تل أبيب"، منصب العميل الأول فى المنطقة لصالح الكيان الصهيو – أميريكي، منفذا لأهدافه حاميا لحدود دولة العدو سنوات طوال عجاف، ومانعا الشعب المصري من أن ينهض أو يتقدم على أى من المستويات الصناعية والاقتصادية والسياسية، وذلك عبر مخطط إفقار ممنهج، بما يمنح العدو الصهيوني نصرا بلا حرب ضد أقوى منافسيه فى الشرق الأوسط: مصر، فيما تكفلت أمريكا – نصف الكيان الآخر – بثان أقوى قوة فى المنطقة وهى العراق. لاشك أن مصر الآن وعلى الرغم من كل العقبات التى يضعها الكيان الصهيو – أمريكي وأذنابه فى الداخل، أمام استكمال ثورتها واستعداة ريادتها، لن تنسي أبدا أن لمواطنيها ثأرا وكرامة مهدرة فى "أكشاك الخليج" التى لم يتعلم موطنوها القراءة والكتابة إلا على ايدي المصريين، ولم تعرف الحضارة إلى عقولهم سبيلا على عن طريق الأدباء والفنانين والسياسيين والاقتصاديين المصريين، وحدهم وليس عن طريق "أسيادهم الأميريكيين".. وفى النهاية سوف يرى الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.