القاهرة – المركز الإعلامي والثقافي - كرّمت سفارة دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية، اليوم الاثنين، مجموعة من الباحثين الفلسطينيين من مرحلتي الدكتوراة والماجستير، ممن تخرجوا على مدار السنوات الثلاث الأخير تحت شعار "علماء فلسطين طليعة المقاومين"؛ وذلك في حفل تكريم عقد بالمركز الإعلامي والثقافي للسفارة. وبدأ الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وحداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم تلا الشيخ محمد جمال أبو هنود ما تسير من آيات الذكر الحكيم. واستهل السفير سفير دولة فلسطينبالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية د.بركات الفرا كلمته بالترحم على أرواح الشهداء، ثم أشاد بعطاء الباحثين المكرمين، متمنيا لهم التوفيق في رسالتهم السامية وفي أماكن عملهم. وقال: العدوان على غزة ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فإسرائيل لديها سياسة تقوم على أساس تنفيذ سياسة عدوانية معتقدة بأنها قد تكسر إرادة شعبنا، وشعبنا أثبت بأنه صامد، وحر ومضحي، ولا يهاب آلة القتل. وأضاف: من تابع عبر شاشات التلفاز أمهات الشهداء وزوجاتهم يفتخر بأنه من هذا الشعب المناضل والمرابط، فهذه المشاهد دليل على قوة شعبنا وتصميمه على حقوقه مهما بلغت التضحيات. وتابع: إن ما يرهب أعداء شعبنا بأنه على الرغم من العدوان يبني ويعمر، لإيمانه بأن العلم أساس رفعة الأمم، ولإيماننا بأهمية العلم والعلماء صممنا على عدم إلغاء هذه الفعالية. وأوضح الفرا أنه ما يلفت انتباه كل الشعوب العربية أنه على الرغم من كل ما لحق بشعبنا من ضرر نتيجة الاحتلال وسياساته، بقي هذا الشعب في صدارة الأمم المتعلمة، ونسبة المتعلمين في فلسطين لا تقل عن 97%. وأضاف: إن ما أردناه بالأساس من هذه الفعالية هذا اليوم بأن نذكركم بأن عليكم واجب تجاه وطنكم؛ لأنكم تمثلون النخبة والصفوة في المجتمع، ومن هنا تبدأ المسؤولية على عاتقكم على صعيد البناء، والعمل على إنهاء حالة الانقسام، فعلى المثقفين دور في نشر ثقافة الوحدة والتشبث بالوطن وترابه. وأشار الفرا إلى أن السفارة معنية بتعزيز الروابط والعلاقة مع الجميع، موضحا بأن السفارة وحدها لا يمكن أن تقوم بكل ما هو ملقي على عاتقها دون دعم الجالية والطلبة الدارسين في مصر. وشكر المستشار الثقافي في السفارة د.محمد خالد الأزعر باسم الملحقية الثقافية الباحثين المكرمين متمنيا لهم مزيدا من التقدم والنجاح لخدمة قضيتنا الوطنية. وأوضح أن هذه الفعاليات تأتي في سياق مساعي السفارة لتعميق العلاقة مع الجالية الفلسطينية، ومع الباحثين، ومن هم في ميادين النضال وبخاصة من هم في موقع سام نظرا لدورهم في العمل على رفعة الأمة. وقال المستشار الأزعر: الفعالية كانت مقررة مسبقا، وفكرنا نلغيها أم نستمر؟، وكان الرأي أن نصر على الفعالية، لأننا بذلك نثبت بأن الاحتلال يهدم ونحن نبني، وهو يقتل ونحن نزرع للحياة، ونحن بعلمنا وتميزنا نقهر أعدائنا. وأضاف: نحن دعاة للحياة الراقية والواعدة لشعبنا وللإنسانية، في حين أن الاحتلال لا يعير أي اهتمام للقانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان، واللقاء هذا يؤكد بأننا شعبنا يستحق الحياة. وألقى عدد من الباحثين المكرمين كلمات شكروا فيها السفارة على هذا التكريم، وعرضوا بعض الصعوبات التي تواجههم خلال مشوار التحصيل العلمي. وأدان المتحدثون العدوان الخطير بحق الشعب الفلسطيني المتواصل في غزة، والضفة الغربية، داعين إلى تضافر الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني ولفك الحصار الجائر على القطاع. كما أشار المتحدثون إلى أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات والفعاليات التي من شأنها تعزيز العلاقة بين الطلبة ومؤسسات الشعب الفلسطيني في مصر، وفي مقدمتها السفارة.
وانتهى الطلبة إلى طرح مجموعة من التوصيات والمقترحات تتلخص في مناشدة القيادات بالإسراع في قضية المصالحة ورفض التحزب المفرط والإنحياز للمصلحة الفلسطينية العليا ، وتشجيع إصدار نشرات خاصة من جانب طلاب الدراسات العليا وحل مشاكل التنقل والإقامة التي يواجهها بعض الطلاب ، والنظر في إمكانية إصدار بطاقة خاصة من السفارة للطلاب الدارسين، والتواصل مع الأحزاب والقوى السياسية المختلفة في مصر والقطاعات الإجتماعية لتوضيح متانة الصلات المصرية الفلسطينية وأبعاد القضية الوطنية الفلسطينية ، النظر في التوسع في طلبات المنح وتخفيض الرسوم الدراسية المقررة على الطلاب مراعاة لظروفهم ، وتسجيل معلومات الطلاب والتواصل معهم بخصوص الفعاليات المختلفة ، والعمل على بحث حل مشكلة عدم الإعتراف بدرجة الدكتوراة الصادرة عن معهد الدراسات العربية من جانب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ، والتواصل مع الطلاب للمساهمة في الفعاليات الفكرية والوطنية التي تحييها السفارة .
وانتهى الحفل بتوزيع شهادات التقدير على طلبة الدراسات العليا الذين تخرجوا على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وأعقبه وقفة تضامنية مع أهالي قطاع غزة بساحة السفارة تنديدا بالهجوم الشرس على المدنيين العزل بقطاع غزة على مدار الأيام الأخيرة وحتى اللحظة الراهنة.