فوز الزميلين عبد الوكيل أبو القاسم وأحمد زغلول بعضوية الجمعية العمومية ل روز اليوسف    وزارة النقل تدرس إرسال مهندسين وفنيين للتدريب في الصين    جهاز التنمية الشاملة يوزيع 70 ماكينة حصاد قمح على قرى سوهاج والشرقية    جولة داخل مصنع الورق بمدينة قوص.. 120 ألف طن الطاقة الإنتاجية سنويا بنسبة 25% من السوق المحلي.. والتصدير للسودان وليبيا وسوريا بنحو 20%    عاجل - إصابة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمرض رئوي.. الديوان الملكي يؤكد    فرنسا تستثير حفيظة حلفائها بدعوة روسيا لاحتفالات ذكرى إنزال نورماندي    ميدو بعد التتويج بالكونفدرالية: جمهور الزمالك هو بنزين النادي    نتائج مواجهات اليوم ببطولة الأمم الإفريقية للساق الواحدة    غدا.. أولى جلسات استئناف المتهم المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبد الغفور على حكم حبسه    أخبار الفن اليوم، محامي أسرة فريد الأطرش: إعلان نانسي تشويه لأغنية "أنا وأنت وبس".. طلاق الإعلامية ريهام عياد    «ذاكرة الأمة».. دور كبير للمتاحف فى توثيق التراث الثقافى وتشجيع البحث العلمى    الصحة: طبيب الأسرة هو الركيزة الأساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    سلطنة عمان تتابع بقلق بالغ حادث مروحية الرئيس الإيراني ومستعدة لتقديم الدعم    رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: جرائم الاحتلال جعلت المجتمع الدولى يناهض إسرائيل    دموع التماسيح.. طليق المتهمة بتخدير طفلها ببورسعيد: "قالت لي أبوس ايدك سامحني"    بينها «الجوزاء» و«الميزان».. 5 أبراج محظوظة يوم الإثنين 19 مايو 2024    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    خبير تكنولوجى عن نسخة GPT4o: برامج الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إغلاق هوليود    مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للنوم في الطقس الحار بدون استعمال التكييف    الكشف على 1528 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    تحركات جديدة في ملف الإيجار القديم.. هل ينتهي القانون المثير للجدل؟    الجمعة القادم.. انطلاق الحدث الرياضي Fly over Madinaty للقفز بالمظلات    جدل واسع حول التقارير الإعلامية لتقييم اللياقة العقلية ل«بايدن وترامب»    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    «النواب» يوافق على مشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المنشآت الصحية العامة    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    عرض تجربة مصر في التطوير.. وزير التعليم يتوجه إلى لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم 2024 -تفاصيل    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحمى القلاعية تدمر الثورة الحيوانية بكافة المحافظات
نشر في مصر الجديدة يوم 08 - 03 - 2012

تفشي مرض الحمى القلاعية بين رءوس الماشية في كافة محافظات الجمهورية ، مما تسبب في نفوق العديد من المواشي خصوصا الصغيرة منها، الأمر الذي أدي إلي تخوف بعض الفلاحين من القضاء علي الثروة الحيوانية، في ظل عدم إيجاد لقاحات شافية من المرض نتيجة لأن المرض يطور نفسه باستمرارإننا نتخوف من انتشار هذا المرض بشكل كبير بين الماشية، الأمر الذي من الممكن معه القضاء علي الثروة الحيوانية في ظل عدم وجود لقاحات أو تطعيمات يمكن القضاء عليه نهائيًا، يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عواملة مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها ، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخروهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر !! يقول العالم البيطري برنار فالا: (يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء ، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين ، وأيضاً عن طريق الأحذية وإطارات السيارات). مع انتشار مرض الحمى القلاعية بصورة مفزعة, قامت الأجهزة المحلية بالمحافظات المصابة باتخاذ بعض الإجراءات السريعة لمحاصرة المرض وعزل الحالات المصابة والسيطرة علي أي تطور قد ينقل العدوي إلي حيوانات أخري أو إلي المواطنين. حملت نقابة الأطباء البيطريين حكومة الجنزوري ووزارات الزراعة، والداخلية، والصحة، والبيئة، مسئولية عدم تحجيم المرض للحد من انتشاره، حيث أكدت أن المرض انتشر في 25محافظة حتى الآن، وحذرت من توابع المرض وتهديده للثروة الحيوانية . وقال أطباء مشاركون في ورشة نقاشية بمقر النقابة مساء اليوم، حضرها عدد من أعضاء النقابة وعدمن المتخصصين وأعضاء مجلس الشعب، أن عدد الإصابات بالمرض حتى الآن زاد عن 2175 رأس ماشية، فيما بلغت حالات النفوق 118 حتى الآن، والحصيلة غير نهائية وقابلة للزيادة، مؤكدين ضرورة توقيع أقصى جزاء على أي طبيب يقصر في مهام عمله، والكشف عن وجود أي إصابات جديدة أولا بأول . وأشار الأطباء البيطريين إلى أن المزارع أتت لها لقاحات خاصة من الإمارات، وأن المتضرر الأساسي هو المربى البسيط والفلاح الذي لم تصل له هذه اللقاحات، كما حذروا من خطورة تفاقم المرض وتحوره إلى حمى الوادي المتصدع وهى أشد خطورة من الحمى القلاعية. من جانبه, قال الدكتور سامي طه نقيب الأطباء البيطريين أن الدكتور كمال الجنزوري رفض مقابلتهم لعرض المشكلة عليه، مطالبا بإعطاء الأزمة قدر أكبر من الأهمية، حيث أشار إلى انه لا يجب أن نتعامل مع المشكلة بقدر من التهوين، وانه يجب وضعها في حجمها الطبيعي. وأوصى المشاركون في الورشة بنشر ثقافة الوعي بخطورة المرض، والإعلان عن أي حالات جديدة أولا بأول، والسيطرة على انتشار المرض، والتدقيق عند استيراد اللحوم والماشية من الخارج، وإنشاء هيئة خاصة بالبيطريين بعيدا عن وزارة الزراعة . ففي محافظة المنيا, أعلن اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا عن توفير اللقاح اللازم لعلاج مرض الحمي القلاعية والذي تم توزيعه علي جميع مراكز وقري المحافظة بعد ظهور عدد من حالات الاشتباه بالمرض بين المواشي( الجاموس الأبقار الاغنام الماعز), مشيرا إلي إنه تجري الآن عملية التحصين ضد هذا المرض عن طريق إرسال قوافل علاجية مجانية لحقن وعلاج جميع الحالات المشتبه إصابتها بمرض الحمى القلاعية. وقامت أجهزة الطب البيطري بمحافظة كفرالشيخ بتنفيذ العديد من الحملات البيطرية لتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية بجميع القرى علي مستوي المحافظة للحفاظ علي الثروة الحيوانية. وقد تم بالفعل الانتهاء من تحصين الماشية بعدد6 مراكز علي مستوي المحافظة باجمالي أكثر من95 ألف رأس ماشية, وجار حاليا تحصين الماشية في المراكز الأربعة الأخري لضمان تنفيذ عمليات التحصين. أكد الدكتور عادل أنور وكيل وزارة الطب البيطري بالقليوبية أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوي ووضع خطة بالتنسيق مع مديرية الزراعة بالمحافظة لمحاصرة مرض الحمي القلاعية الذي بدأ في الانتشار في قري كوم الشفين وميت حلفا بمدينة قليوب ومزرعة محطة البحوث الزراعية ببهتيم بشبرا الخيمة. وأشار وكيل الوزارة إلي انه تم تشكيل لجان من المديرية وإدارة قليوب, حيث تم التقصي وتأكيد الاشتباه في الإصابة وتم علاج413 حالة مرضية باستخدام العلاجات العرضية وطبقا للائحة العلاج الاقتصادي وذلك بالانتقال إلي الحيوانات المصابة بحظائرها ومنازل اصحابها, كما تم تحصين2629 حيوانا بالمنطقة المحيطة للقري المنتشر فيها المرض. توجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف ، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس ، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين.. إلخ .. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة. مشيرًا إلي أن المرض يصيب الماشية بهزال شديد وفقدان للوزن ومن ثم نفوقها. وأضاف الدكتور خالد بكرى، مدير إدارة منفلوط البيطرية، أن الحمى القلاعية فيروس ثانوي يطور نفسه كل عام، وقد انتشر بكل أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلي أن هذا العام هو الأشد في الإصابة، ولكن جميع الوحدات والإدارات البيطرية تتعامل مع المرض بشكل طبيعي لحين القضاء عليه. وأكد الدكتور قدري عبد الوهاب الشوربجى، وكيل وزارة الطب البيطري بأسيوط، أن الحمى القلاعية مرض نتوقعه ونواجهه كل عام ولكنه يهل علينا بأشكال مختلفة بعد التطعيمات المستمرة ضده، مشيرًا إلي أن أسيوط هي أقل محافظات الجمهورية إصابة بالمرض بسبب حملات التطعيم المستمرة, منوهًا إلي إعدام كميات كبيرة من اللحوم المصابة بالمرض. أكدت وزارة الصحة والسكان أنه لا توجد أية حالات اشتباه أو إصابة بمرض الحمى القلاعية فى الإنسان على مستوى جميع محافظات الجمهورية. وقال الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائى - إنه من النادر جدا إصابة الإنسان بفيروس الحمى القلاعية، الذى يحدث عن طريق ملامسة الفيروس للجلد المصاب بجروح عند التعامل مع الماشية المصابة، وتكون الأعراض فى الإنسان بسيطة. وأكد أن منظمة صحة الحيوان العالمية لا تعتبر المرض ذا أهمية على الصحة العامة للبشر؛ حيث إن عدد حالات الإصابة البشرية التى اكتشفت 40 حالة فقط منذ عام 1921 حتى عام 1969 ولم تسجل أية مضاعفات. وأوضح وكيل أول وزارة الصحة، أن الحمى القلاعية هو مرض معد بين الأبقار والأغنام والخنازير خصوصا صغار السن من هذه الحيوانات، ويتميز بظهور طفحات متورمة وحويصلات في فم الحيوان، وعلى الجلد فى المناطق الرقيقة بين الأظافر وعلى ضرع أنثى الحيوانات المريضة، مشيرا إلى أنه من الناحية المناعية أثبتت الدراسات وجود 7 أنواع مختلفة لهذا الفيروس من بينها نوع واحد يوجد فى مصر هو (أو ون). وفي إطار الجهود التي تبذل للقضاء على المرض و الحيلولة دون دخول أي مستوردات من الأبقار و اللحوم المصابة بمرض الحمى القلاعية عقدت اللجنة الشرعية الصحية التابعة للأمانة العامة للبلديات اجتماعات عديدة بحضور ممثلين من جميع الجهات المعينة في الدولة. وعملت اللجنة خلال اجتماعها على دراسة الموضوع من مختلف جوانبه و الخطوات التي يجب اتخاذها خلال المراحل القادمة للمحافظة على الثروة في الدولة من مرض الحمى القلاعية و كانت الأمانة العامة للبلديات قد طلبت من مختلف الجهات المعينة في الدولة بتزويد اللجنة الصحية الشرعية بكافة المعلومات المتوفرة لديها من مرض الحمى القلاعية و ذلك تمهيداً لإجراء تقييم شامل للوضع الداخلي المتعلق بالحمى القلاعية . وسيتم استعراض جميع الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة المرض على وجه الخصوص عمليات التلقيح للأبقار و الماشية غير المصابة لتحصينها من المرض . و إجراء مراجعة شاملة لعمليات استيراد اللحوم و الحيوانات الحية من الخارج ، حيث ستشمل المراجعة الدولة التي يسمح بالاستيراد منها أو تلك التي فرض عليها حظر في وقت سابق. ما هو دور كبار المسئولين في الدولة لطمأنة المستهلك المحلي ؟اجتاحت الحمى القلاعية عدد من المحافظات المصرية من بينها الفيوم والشرقية والقليوبية والغربية، وغيرها، ما تسبب في نفوق عشرات الآلاف من رءوس الماشية، في ظل عجز شبه تام لوزارة الزراعة وعدم استعداد لمواجهة هذا الوباء. الشكاوي متعددة من محافظات الفيوم والشرقية والقليوبية وغيرها فاخترت برعم إننا بمجرد ظهور المرض نحضر الأطباء البيطريين والذين يأتون بالأدوية الغالية جدا الينا فيما قد يكلفنا في المرة الواحدة من3 الي5 الاف جنيه ولكننا ندفع املا في إنقاذ الحيوانات من الموت وانقاذ انفسنا من الخسارة وعن ظهور المرض فقد بدأ منذ شهر تقريبا في عزبة مجاورة لنا وسرعان ما تفشي ووصل لدينا منذ اسبوعين وطيلة الشهر الماضي استغثت انا ومن معي من المربين بالوحدات البيطرية ولا حياة لمن تنادي فبرغم اني لم ادخل اي قطعة من الماشية جديدة للمزرعة منذ أربعة أشهر الا انني لا اعلم كيف وصل الي المرض فقد مات لدي7 عجول حتي الان كما انقطع انتاج اللبن نهائيا بسبب المرض والاطباء البيطريين يؤكدون انها حمي قلاعية ثقيلة ونعطي الدواء ولكن لا جدوي.: إن المرض يأتي للحيوانات الكبيرة والصغيرة على السواء، أن ثمن العجل 18 ألف جنيه تقريبا ويكون في أتم صحة وما أن تأتيه أعراض المرض يموت مباشرة في مدة وجيزة. وتوضح الدكتورة ناهد حامد غنيم استاذ الامراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة والمعنية بمرض الحمى القلاعية أن هذا المرض من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ولكنه حيواني بالدرجة الأولي، وهو ضعيف في إصابته للإنسان ولكن لا ندري إذا كان هناك عترة خاصة منه قد تصيب الإنسان أيضا بقوة. تعيش مدينة طنطا الآن حالة من الفوضى والشلل المروري التام بعد أن توافد الآلاف من أهالي القرى التي أصيبت الماشية بها بمرض الحمى القلاعية، وبحوزتهم المواشي النافقة، وقاموا بوضعها في الشارع أمام مبنى ديوان عام محافظة الغربية والشارع المواجه له الذي تقع به مديرية الأمن، وقاموا بالتجمهر والجلوس بالشارع معلنين الاعتصام وعدم الرحيل حتى يتحرك المسئولون ويجدوا حلا لتلك الكارثة. المأساة بدأت منذ أكثر من 25 يوما بعد أن تلقت المواشي التطعيم الذي أدى إلى نفوقها جميعا، وظللنا نتنقل بين المحافظ والطب البيطري ولم يأخذ المسئولون أدنى خطوة، ولم يتخذوا أي قرار بل تركونا نخرج كل يوم أكثر من 150 حالة نافقة لنلقي بها على المصارف، ويأتي أصحاب الضمائر المنعدمة ليبيعوها للمواطنين على أنها لحوم صالحة، مؤكدين أن طبيب الوحدة البيطرية يخصص الأدوية للمزرعة الخاصة به ويترك الفلاحين، أشار الأهالي إلى أن كل مطالبهم هي أن يحافظوا على مواشيهم التي تكلفت الآلاف من الجنيهات، وقد دخلوا بعد هذه الكارثة في ضائقة مالية وديون هائلة، فالماشية الصغيرة يبلغ ثمنها أكثر من 10 آلاف جنيه، وأضافوا أنه لا توجد رقابة على العلاج البيطري والدواء الذي يبلغ ثمنه 20 جنيها يباع للأهالي ب 80 جنيها. وشكوا من أن الأطباء بالوحدة البيطرية لمركز قطور يرفضون الخروج ومعاينة المواشي المصابة، مؤكدين أن أحد الأطباء يقول لهم: "لازم تعيوا عشان احنا نعيش.. لما احنا نعيا مين هيعيش؟!"، ومما أثار غضبهم تصريحات المسئولين بأن أعداد الماشية النافقة لا تتجاوز العشرات بالإضافة لاتهام الأهالي بأنهم هم المسئولون وراء هذه الكارثة نتيجة إهمالهم في تحصين مواشيهم من مرض الحمى القلاعية، مطالبين بصرف تعويضات لهم قبل انصرافهم. تظاهر المئات من أهالي قرية إبشواي الملق، اليوم الثلاثاء، أمام ديوان عام محافظة الغربية، وقاموا بإحضار الحيوانات النافقة المصابة بمرض الحمى القلاعية، وألقوا بها أمام بوابة المحافظة. وقام المتظاهرون بقطع طريق البحر الرئيسي أمام
الديوان، احتجاجًا على نفوق أكثر من 7 آلاف رأس من مواشيهم، متهمين الإدارة البيطرية بإعطائهم تحصينات وتطعيمات منتهية الصلاحية، ما أدى لنفوق عدد كبير من الماشية، ومنعوا مرور السيارات بسبب تجاهل المسؤولين، على حد تعبيرهم لهذه الكارثة التي أصابت الماشية. وكان مرض الحمى القلاعية، قد انتشر بين مواشي محافظة الغربية، لعدم تحصينهم بالتطعيمات المناسبة، وقيام مديرية الطب البيطري بإعطاء تطعيمات منتهية الصلاحية وفاسدة، حسبما قال الأهالي، ما أدى إلى نفوق الحيوانات، وإصابة الآلاف بالمرض وإشرافها على النفوق. وأكد مدير مديرية الطب البيطري أن هناك عيادات متنقلة بالقرى للكشف على الماشية المشتبه في إصابتها وعلاجها، مؤكدًا أن مرض الحمى القلاعية لم يظهر في قرى الغربية، فقط بل على مستوي الجمهورية، وهناك استعدادات مكثفة للقضاء عليه مازالت الأوبئة تتحدى الإنسان في العصر الحديث وتستنفر قدراته للبحث عن وسائل فعالة لمغالبتها، وفي الفترة الأخيرة نال وباء الحمى القلاعية في بريطانيا وأوربا اهتمام الإعلام العالمي، فما هي أبعاد هذا الوباء؟
وفيروس الحمى القلاعية يمكن حفظه بالتبريد والتجميد ويمكن تعطيل نشاطه برفع درجة حرارته فوق 50م أو تعريضه لوسط قلوي أو حامضي ( كحامض الستريك 0.2% ) ولكنه لا يتأثر بمطهرات كالفينول، ويعيش الفيروس في الغدد الليمفاوية ونخاع العظام ولكنه يتحطم في العضلات عندما تزداد درجة حامضيتها، ويمكنه العيش عالقاً في الأماكن الملوثة لمدة قد تصل إلى شهر اعتماداً على درجة حرارة وحموضة الوسط، ويمكن العيش كامنا في منطقة الفم والحلق لمدة 30 شهراً في الجاموس والأبقار وتسعة أشهر في الأغنام بدون ظهور أعراض مرضية على الحيوان نفسه ومن هنا يمكنه نقل المرض وإصابة القطيع بدون اكتشافه، وفي فترة الحضانة يمكنه كذلك الانتقال للحيوانات السليمة قبل ظهور الأعراض على الحيوان المصاب، وتنتقل العدوى بطرق عديدة مباشرة وغير مباشرة منها الهواء والأدوات المنقولة بين المزارع بالإضافة إلى رذاذ العطاس واللعاب واللبن والمواد الإخراجية للحيوانات المصابة أو الحاملة للمرض بدون إصابة ظاهرية. ومرض الحمى القلاعية FMD قديم واستناداً إلى المصادر العربية يمكن القول بأن العرب القدامى قد عرفوه ووصفوا هلاك حيوانات الرعي به، وجاءت الأبحاث الحديثة المتعلقة بالفيروسات وميزته وميزت بينه وبين المرض الذي وصفته تلك المصادر ويصيب الفم أيضاً في الصبيان HFMD، ومرض الحمى القلاعية مستوطن endemic يظهر كحالات فردية من حين لآخر في بقاع كثيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط ونادراً في استراليا وأوربا وأمريكا الشمالية، وهو مرض وبائي يأتي في نوبات غير دورية كلما سنحت ظروف تفجره بهيئة وباء epidemic ينتشر سريعاً كالنار في الهشيم لا يعبأ بالحدود السياسية. وقد أصابت نوبة تايوان في مارس عام 1997م فامتنعت اليابان عن استيراد أي شيء منها يشتبه في نقله للمرض، وأصيبت الصين في أبريل عام 1999م وذبح في مدينة شانغهاي وما حولها حوالي 2000 رأس، وأعلنت كوريا في 27 مارس 2000 عن ظهور الوباء فهبطت صادراتها من اللحوم والألبان، وكانت النوبة الأخيرة التي أصابتها عام 1934م، وفي 23 أغسطس عام 2000م أبلغت البرازيل عن بعض الحالات المصابة بعد آخر إصابة عام 1993م، وفي مدى السنوات الأخيرة أصابت نوبات الوباء روسيا وإيطاليا وأستراليا وتركيا والشرق الأوسط واليابان ويوغسلافيا وفرنسا وكوريا والباكستان وسيريلانكا ونيبال وبنجلاديش والهند، ولكن الأخيرة رفضت ذبح الأبقار المريضة أو المعرضة بسبب اعتقاد البعض قدسيتها.
ولقد ذاقت الولايات المتحدة الأمريكية الوباء 9 مرات كان أبلغها عام 1914م حيث غزا الوباء 22 ولاية وكان آخرها عام 1929م في ولاية كاليفورنيا، وآخر نوبة في أوروبا عام 1989م، وفي بريطانيا قد سجل المرض للمرة الأولى عام 1839م، وكانت آخر نوبة في بريطانيا عام 1967م أصيب خلالها حوالي 2000 حيوان، ولكن يبدو أن العدوى الوبائية هذا العام ( 2001 ) أكثر سرعة في الانتشار وأبلغ عنفاً مما قد يلحق بالاقتصاد البريطاني أضراراً ليست باليسيرة ويصيب في المقام الأول العاملين في تجارة الحيوانات الحية واللحوم والألبان والصناعات ذات العلاقة وإذا ظهرا لمرض في مجموعة مزارع متقاربة تعزل تماماً ويحجر على المنطقة حولها بعمق حوالي 20 كم، فالحجر الصحي خلال الأوبئة يفرض قيوداً شديدة على المزارع القريبة من مصدر الوباء ويحد من نشاط العاملين في تجارة الحيوانات الحية واللحوم والألبان ومنتجاتهما فيقل الإنتاج وربما يفقد السوق الخارجي، وقد أعلنت الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية في مارس هذا العام ( 2001 ) منع استيراد الحيوانات واللحوم وجميع ما يتعلق بهما من دول الاتحاد الأوروبي. ولا يوجد علاج فعال لفيروس الحمى القلاعية هذا حتى الآن والمشكلة في اللقاحات هو مدة فعاليتها المحدودة نتيجة لقدرة الفيروس العجيبة على التغير مناعياً بسرعة وإذا وافق اللقاح سلالة الوباء مناعياً تؤخذ جرعة إضافية بعد ستة أشهر من جرعتين أوليين، وتأثير اللقاح لا يستمر طويلاً لذا ينبغي تكراره، وتعتمد فكرة اللقاح بالأمصال على حقن حيوانات سليمة بجرعات مخففة من الكائنات المعي بعد توهينه أو قتله واستخدام بروتيناته كبصمة مناعية تميزه، وبعد فترة تتولد أجسام مناعية في دماء الحيوان قادرة على التصدي للكائن المعدي السليم إذا حقن المصل في حيوان آخر، لكن حملات اللقاح الواسع عند الأوبئة باهظة التكاليف، وربما احتوى اللقاح على فيروسات نشطة قد تصيب الحيوان أو على الأقل تجعله حاملاً للمرض، والحيوان الذي تناول الجرعة المصلية يمكن أن يصاب بالفيروس كغيره وحينئذ يمكنه نقله بدون أن تظهر عليه الأعراض، ولهذا فإن اللقاح بالأمصال يقلل نسبة المرض ولكنه لا يمنع العدوى، والحيوانات التي حصلت على المصل يصعب تمييزها عن الحيوانات الحاملة للمرض حيث توجد الأجسام المناعية في كليهما، ولذا عند إجراء الفحص المناعي على الحيوانان المستوردة ستكون النتيجة إيجابية كذلك في الحيوان الحاصل على المصل وسيعتبر كذلك حاملاً للفيروس، وبسبب كل تلك المحاذير تجنبت بريطانيا حتى الآن الأمصال، ولكن مع اشتداد الوباء مالت التصريحات الرسمية في بداية هذا الشهر ( أبريل عام 2001 ) إلى قبول اللقاح بالأمصال لجميع الحيوانات المعرضة كإجراء أخير للحد من الإصابة، وهو ليس بالخيار السهل لأنه قد يؤخر عودة بلدان الاتحاد الأوروبي إلى سوق التجارة الدولية في هذا المجال ولذا على بريطانيا أولاً أخذ موافقتها. والنوبة الحالية في بريطانيا المهتم الأول فيها هو الخنازير نظراً لطبيعتها الأصيلة في تناول الرمم والفضلات الملوثة بخلاف المواشي والأغنام والماعز والجمال، والقصة كما يرويها المسئولون البريطانيون هي استقدام مطعم صيني في شمال بريطانيا لحوماً ملوثة من الشرق بطريقة غير رسمية واستعمال الفضلات كغذاء للخنازير في مزرعة قريبة انتشر منها الوباء إلى كل بريطانيا وهكذا أعلنت معظم الدول النفير العام، وقد بلغ عدد الضحايا من المواشي أكثر من 1000 رأس قبل نهاية الأسابيع السبعة الأولى من بداية الوباء، والحالات المعلنة رسمياً حتى الخميس 12 أبريل هذا الشهر ( أبريل عام 2001 ) هي 1259 حالة مؤكدة مع قتل أو ذبح حوالي 1.5 مليون حيوان، وحوالي 0.5 مليون مشتبه فيه ينتظر الذبح، واستناداً إلى الإحصاءات الرسمية يبدو أن المعدل في ازدياد ولم يصل المنحنى بعد لقمته: 19 ألف حالة في الأسبوع المنتهي في 18 مارس و 31 ألف في الأسبوع المنتهي في 25 مارس و34 ألف في الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، وقد بلغ عدد المزارع المصابة 624 مزرعة وفق الإحصاءات الأخيرة، والوباء خرج عن السيطرة وفقاً لبعض المختصين ومنهم بروفيسور مارك ولهوس من جامعة أدنبرة، نوع آخر من الحرب تعيشه بريطانيا اليوم وتخشى دول الاتحاد الأوروبي المشاركة فيها، وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية كل حيلة لمنع دخول فيروس الحمى القلاعية خلسة إليها، وقد استدعت بريطاني بالفعل قوات من الجيش للمشاركة في التخلص من الحيوانات المريضة والمشتبه فيها واستخدمت المعدات الثقيلة لحفر قبور جماعية وطمر جثث الحيوانات النافقة والمذبوحة والمقتولة أو حرقها، وفي بداية هذا الشهر قامت قوات الجيش بمذبحة جماعية في منطقة واحدة لحوالي 400 ألف حيوان مشتبه في إصابته وطمر حوالي 500 ألف جثة مصابة، وربما لو تجنب المربون وتجار اللحوم الخنازير واكتفوا بالحيوانات النظيفة لأمكن تجنب الكارثة.
--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
ورئيس تحرير جريدة صوت المصريين الالكترونية
وعضو الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية
ورئيس لجنتي الحريات والشئون القانونية بنقابة الصحفيين الالكترونية المصرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.