لا أجد أفضل من عنوان أغنية "اضحكي يا ثورة" التي كثيرا ما غناها المطرب الشاب رامي عصام في ميدان التحرير خلال الأيام الثمانية عشرة الأولى للثورة؛ تعليقا على تصريحات عدد من "مناضلي" الثورة الذين تحولي إلى "مناهضي" الانتخابات البرلمانية الجارية، و"معارضي صندوق الانتخابات"، بعد أن وضع الشعب المصري حزب "الحرية والعدالة" في مقدمة السباق الانتخابي. • "اضحكي يا ثورة" إذ يفتي المناضل الثوري إبراهيم عيسى بأن البرلمان المقبل ليس برلمان الثورة... لماذا يا رفيق ؟ لأن الثورة - لا فض فوه - ستظل في ميدان التحرير، ولأن الثورة شئ والبرلمان شئ آخر، ولأنه "لن يكون برلمانا للثورة، ولو حلفوا على المصحف"! • "اضحكي يا ثورة" إذ يؤكد الليبرالي الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد - قبل الانتخابات بيوم - أن حزبه لن يدخل في ائتلاف حكومي، وسيشكل الحكومة منفردا، في حالة فوزه بالأغلبية في الانتخابات، بينما يقول الدكتور محمد مرسي (غير الليبرالي) إنه في حال فوز حزبه (الحرية والعدالة) بالانتخابات سيقوم بتشكيل حكومة ائتلافية. • اضحكي يا ثورة إذ يقول البطل الثوري الدكتور ممدوح حمزة إن الأميين والفقراء هم من أعطى الأغلبية للإخوان في الانتخابات البرلمانية.. دون أن يقدم تفسيرا لفوزهم في انتخابات النقابات.. فمن هو بالفعل: "الأمي في الوعي.. الفقير في العقل والإحساس"؟! • "اضحكي يا ثورة" إذ يدعو الليبرالي النجيب: نجيب ساويرس الغرب إلى التدخل في حالة وصول الإخوان إلى الحكم في مصر! • "اضحكي يا ثورة" إذ يصف الدكتور محمد المخزنجي الفرح بالانتخابات بأنه "فرح مجروح".. مع أنه - بالتأكيد - "ممدوح". • "اضحكي يا ثورة" إذ يسخرون من الإخوان فيقولون: "عندما يمسك الإخوان البلد سيتم تغيير الطريق الدائري الي الطريق المستقيم، وأقوى شتيمة ستكون ''ثكلتك أمك"، وستتم إضافة "إن شاء الله" بعد كلمه "إنتر" في الكيبورد، وهيشيلوا التفاحة بتاعة اى فون، ويضعوا بلحة"، و"سيصبح مطعم "مؤمن" "الدليفري" الوحيد في مصر"! • "اضحكي يا ثورة" إذ يستعدي بعض الكتاب الليبراليين المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الإسلاميين بقوله - كما كتب السيد البابلي في الجمهورية -: "هل يتركهم المجلس يشكلون حكومة دينية أم سيقف حائلا للحيلولة دون ذلك"... استعداء وإفلاس ليس لهما مثيل، بادعاءات موهومة وكاذبة. • "اضحكي يا ثورة" إذ بدلا من تهنئة صاحب الفرح، والبطل الحقيقي، وهو الشعب المصري، في الانتخابات.. يقوم الإعلام المصري بتجاهل هذه الحقيقة، ويمارس سياسة الفرز الطائفي (إخوان.. سلفيون.. أقباط) .. ويلجأ إلى مانشيتات من عينة (الإخوان يدقون طبول النصر) - كما فعلت جريدة "الشروق"- كأنها حرب! • "اضحكي يا ثورة" إذ يوجهون إساءات بالغة للشعب المصري.. بإطلاق تسمية الأغلبية الصامتة عليه، والواقع أنها أغلبية ليست صامتة، ولكن يُراد لها أن تصمت.. أو أن يقولون عنه: "حزب الكنبة"، متناسين أنه هو من صنع الثورة بنزوله بالملايين إلى الشوارع متحديا الطاغية مبارك، وها هو يخرج ثانية بالملايين ليمارس حقه المشروع في الانتخابات. • "اضحكي يا ثورة" إذ ابتلانا الله بفئة تنسب نفسها إلى الليبرالية، والليبرالية منها براء.. تتصدر الفضائيات، وتقصي الآخر (الإسلامي غالبا)، وتعمل على تشويهه، وتحقيره.. في حين أن ليبراليي الفضائيات ليسوا هم الليبراليين الحقيقيين في مصر، فهناك ليبراليون محترمون، ويقبلون بالتعايش السلمي مع الآخر، حتى لو كان هذا الآخر إخوانا أو سلفيين. [email protected]