الحكومة تلاعب المعارضةعلى طريقة اللعبة الشهيرة "الفأر طلع بعياله.. الفأر نزل بعياله".. هذا المدخل الذى بدأ به النائب محمد العمدة حواره وفى باقى الحوار يكشف محمد العمدة حقائق أخرى هامة تتعلق بالتعديلات الدستورية الأخيرة التى أقرها مجلس الشعب وتخصيص دوائر خاصة للمرأة.. والتوريث وما أثير مؤخرا عن حل مجلس الشعب وعدد أخر من القضايا. * ما حقيقة ما يثار حاليا حول حل مجلس الشعب؟ - بالفعل هناك اتجاه قوى داخل الحكومة الآن لحل المجلس وهو ما توقعنا بالفعل كنواب مستقلين ومعارضين بعد تمرير التعديلات الدستورية الأخيرة خاصة التعديل الخاص باستبعاد رأى الشعب كشرط لنفاذ قرار رئيس الجمهورية فيما يتعلق بحل مجلس الشعب. * هل تمت الموافقة على هذا التعديل؟ - أعضاء الحزب الوطنى فقط وافقوا عليه ولم يوافق أى عضو من المعارضة أو المستقلين بل لم يستمع المجلس لآراءنا حول هذا التعديل بالذات الذى يلغى إرادة الشعب فلا يصح حل مجلس تكّون بإرادة جموع الشعب بقرار من "فرد" مهما كانت صفته أو موقعه. * فى رأيك ما هى الأسباب التى جعلت الحكومة تفكر فى حل المجلس؟ - كلها أسباب واهية مثل اقتراب موعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى العام القادم وهو سبب لا مبرر له لأن الانتخابات القادمة ستجرى فى يوم واحد وليس على مراحل كما حدث فى الانتخابات الماضية وبالتالى ليس من المتصور أن يترتب على اقترابها بفارق شهر أو شهرين أية آثار. * وهل تعتقد أن هناك أسباب غير معلنة ؟ - بالتأكيد.. وحقيقة الأمر أن مجموعة شباب لجنة السياسات الذين يعيشون حلم انتقال السلطة إليهم فى شخص جمال مبارك يتعجلون الأمور من خلال حل المجلس والإتيان بمجلس جديد تكون فيه الأغلبية المطلقة للحزب الوطنى حتى يبارك لهم مخطط التوريث.. بل إن التعديلات الدستورية التى أقرها نواب الوطنى فى مجلس الشعب مؤخرا جرت فى هذا السياق فقد تمت الموافقة على عدم الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات ووضع حجر الأساس لقانون مكافحة الإرهاب ليكون بديلا لقانون الطوارئ وإعطاء رئيس الجمهورية سلطة حل المجلس دون استفتاء شعبى كما أعطته سلطة إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية. * وهل الحكومة تخشى المعارضة الموجودة فى المجلس الحالى؟ - الحكومة طوال تاريخها لم تشهد معارضة حقيقية داخل المجلس مثلما شهدت خلال الفصل التشريعى الحالى، فقد نجح نواب المعارضة والمستقلون فى كشف فساد التشريعات وفضح آلاعيب الحكومة. * وهل تتوقع أن يأتى المجلس القادم بدون معارضة ؟ - سيأتى المجلس القادم بمعارضة ومستقلون لكنهم جميعا صناعة الحزب الوطنى.. فالحزب الوطنى سيختار بعض الوجوه فى بعض الدوائر ويدفع بهم فى الانتخابات بعضهم معارضة وبعضهم مستقل وسيسعى كل السعى لإنجاح هؤلاء حتى وإن كان عن طريق (التزوير) لأنهم بهذا سيكملون الديكور السياسى وسيكونون كومبارس فى العملية التشريعية وتتحقق الأغلبية المطلقة التى يسعى إليها الحزب الوطنى. * هل تعتقد أن التوريث قادم؟ - التوريث يكاد يكون حقيقة واقعية وبذوره الأولى وضعت بالفعل وكل سياسات الحكومة حاليا تفرز هذا الاتجاه. * وما رأيك فى تخصيص دوائر برلمانية للمرأة؟ - كنت من أوائل الذين عارضوا هذا القانون ليس اعتراضا على وصول المرأة لمجلس الشعب بل على طريقة الوصول فهذا الوضع مخالف للدستور فى مادته رقم (1) ورقم (40) فتخصيص دوائر خاصة للمرأة تمييز على أساس الجنس وهو أمر غير دستوى. * هل ترى أن هناك أسبابا خفية وراء ذلك ؟ - طبعا.. فهذا القانون معناه الحقيقى إضافة 64 مقعدا جديدا للحزب الوطنى. * ولماذا لا تنجح سيدات تابعة للمعارضة؟ - أتحدى لو نجحت سيدة واحدة من خارج الحزب الوطنى، إنها سياسات كما قلت لك تكرس مبدأ التوريث والأغلبية المطلقة. * هل سيحقق الحزب الوطنى اكتساحا فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ - قيادات الحزب الوطنى تسير على نفس طريق الجهاز الأمنى وهى جاهزة لكل الإحتمالات خاصة أنه من المتوقع أن تتدخل الجماهير بفاعلية فى الانتخابات القادمة لمنع التزوير فالناس بدأت (تضجر) من الكبت ومن الظلم. * وما رأيك فى الإجازة الطويلة التى يأخذها المجلس؟ - هى إحدى الطرق والآلاعيب لتحجيم الدور التشريعى للمجلس بل إنهم وضعوا قواعد فى اللجنة العامة تقضى بعدم نظر أكثر من استجواب واحد فى الشهر على أن تسقط جميع الأعمال الرقابية والتشريعية بنهاية دور الانعقاد وهو ما يعنى أن يقوم النائب فى كل دورة بتجديد أعماله من جديد.. إنهم يحاولون (إجهاض) جهود المعارضة والمستقلين. * وهل قدمت استجوابات خلال الدورة البرلمانية المنقضية؟ - نعم قدمت أكثر من استجواب بعضها تمت مناقشته والباقون ذهبت مع الريح. * وما نتيجة الاستجوابات التى تمت مناقشتها ؟ - الانتقال إلى جدول الأعمال. * وفيما تفكر الآن؟ - فى الاستقالة.. لقد أصبت بالإحباط ومعى كل زملائى من المعارضين والمستقلين.. لقد سئمت لعبة الفأر نزل بعياله.. الفأر طلع بعياله.. لقد سئمنا النفخ فى القرب المقطوعة فى الوقت الذى مات الشعب فيه إكلينيكا وترك الملعب للحكومة تفعل فيه ما تشاء؟ * وما الحل من وجهة نظرك؟ - لابد أن يتحرك المثقفون من مختلف طوائف الشعب سواء كانوا أحزابا أو مجتمع مدنى أو أفراد أو جماعات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن أشرف بالفعل على الإنهيار التام.