لا شك أن التراجع والتخاذل في الموقف الدولي والذي شكل وصمة عار في جبين الإنسانية إزاء الوضع في سوريا والجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل، لا يقبل أي تبرير أو حجة مهما كانت سيما وان جرائم النظام السوري تعدت مرحلة الشك والاتهام وأصبحت واقعا ملموسا تثبته الصور الحية التي تبثها المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية على الشبكة المعلوماتية ويراها العالم اجمع. ولكن هنالك حقيقة لا بد من تناولها في هذا الصدد، وهي أسباب هذا الصمت وهذا التراجع من قبل المجتمع الدولي وتحديدا الدول التي تمتلك زمام القرار في المنظومة الدولية سواء في جانبها السياسي أو القانوني وخصوصا أنها ترفع شعارات الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وتتضمنها دساتيرها وتدعي أنها الإطار العام الذي يحدد سياستها على الصعيدين الخارجي والداخلي إلا أنها في الحقيقة -ومن خلال الممارسة العملية لهذا الدول- لا تعدو أن تكون عصا موسى التي تستخدمها لتنفيذ أجنداتها الخاصة خدمة لمصالحها. وبناء على ذلك يبدو أن مصالح تلك الدول لا تتوافق ولا تتطابق مع مصلحة الشعب السوري بل وتخالفها كيف لا وهذا النظام والذي ظل طوال فترة حكمه بدا من حافظ الأسد وصولا إلى بشار جارا بارا وسمحا للكيان الصهيوني ولا يخفى على احد ما يشكله هذا الكيان من قوة سياسية واقتصادية نافذة على الدول الكبرى ولم تظهر قوة ودهاء النظام السوري إلا على جيرانه وخصوصا لبنان والتي عاث بها فسادا على مدى أعوام خلت ولا زال يلعب دورا خبيثا في الشأن اللبناني. أما على صعيد المعارضة السورية والتي لم تتفق ولم تستطيع التوصل إلى إطار عام يجمعها لأسباب عديدة أهمها من وجهة نظر البعض وجود أزمة ثقة سببتها وخلقتها أجهزة المخابرات السورية حيث نشطت في الآونة الأخيرة في بث وإصباغ نظرية المؤامرة على بعض أركان المعارضة السورية ومعلوم أن الأجهزة الأمنية السورية مشهورة في رسم سيناريوهات المؤامرة ونصب المكائد واستخدام أبشع الطرق والوسائل واخسها لخدمة مصالح النظام والذي رسخ بحق مقولة ن الغاية تبرر الوسيلة. إلا انه وبالرغم من واقع المعارضة السورية المشتت وتقاطع مصلحة الشعب السوري مع مصالح دول مركز القرار الدولي إلا أن الله سبحانه وتعالى قدير على نصرهم وتخليصهم من ظلم بشار ونظامه. يقول تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) صدق الله العظيم يا أيها السوريون قولوا ربنا الله