شاهدت أحد نواب الحزب الوطنى بعد إحدى الجلسات غاضبا من الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية، سألته ما السبب؟.. أجاب الدكتور عبد الأحد يأخذ مساحة كبيرة من الحديث وأحيانا بلا فائدة، والأفضل أن يتم تقسيم الوقت الذى يستغرقه فى الكلام إلى أكثر من نائب يتحدث بطريقة أفضل، سألت النائب: هل تعرف الأساس التنظيمى الذى يجعل الدكتور عبد الأحد يتحدث باسم الأغلبية، أجاب: لا أعرف شيئا عن مستويات الحزب التنظيمية أنا نجحت مستقل وانضممت إلى الحزب بعد ذلك من أجل عيون أحمد عز.لم يكن هذا المشهد هو الوحيد الذى يدل على أن نواب الحزب يتهامسون فيما بينهم عن حزبهم بالسلب خذ مثلا رئيس لجنة شاهدته يخرج غاضبا من الجلسة العامة خلال مناقشة أحد القوانين، فسألته عن سر غضبه الحاد فأجاب: شوية فلاحين وسباكين قاعدين يناقشوا هو ده مستوى ناس فاهمة فى الاقتصاد، سألته: تقصد مين؟.. أجاب هو فيه غيرهم نواب الوطنى طبعا.. والمؤكد أن صفة الفلاحين والسمكرية ليست سبة فى حق أحد عامة والنواب خاصة، فالفلاحة مهنة شريفة ومنها نأكل ونحصد ويقوم عليها عماد الاقتصاد، والسباكة مهنة شريفة أيضا طالما يحكمها الضمير.وحين وجهت إليهم سؤالى الحالى كان رد فعل معظم النواب ينطوى على خوف شديد وبادروا بالتأكيد على أن الحزب زى الفل ومفيش حاجة أفضل من كده، قال لى بعضهم "أوعى تكون بتسجلى فى التليفون".والمسألة لا تقف عند روايات يذكرها النواب أثناء نشاطهم البرلمانى، وإنما تمتد إلى ما هو خارج ذلك، فمثلا حين انتهت الانتخابات البرلمانية عام 2005، واكتشف الحزب خسارته الفادحة فيها قام باتباع أسلوب "ذهب المعزوسيفه"، وذلك من أجل ضم نواب من المستقلين إلى صفوفه حتى تزداد قوته العددية، فكان يعرض على المستقلين الانضمام مؤكدا لهم أن ذلك سيساهم فى توفير الخدمات للدائرة وفى المقابل كان بعض هؤلاء المستقلين يتمادون فى فرض شروطهم.