طالب خبراء في المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا بمصر بإعادة النظر في المقررات الدراسية بالمعاهد وكليات الجامعة الأزهرية، وخاصة التي تعرض أمور الدين المشتملة علي المعاملات والآداب والأخلاق حتي يواكب محتواها واقع الحياة وتطورها وأحداث المجتمع بما يتفق وموقف الدين الإسلامي منها. وأكدوا في تقرير حديث تحت إشراف المجالس القومية المتخصصة علي أهمية فتح قنوات اتصال جيدة وفعالة بين جامعة الأزهر وبين المراكز الإسلامية العالمية المعروفة التي نشأت حديثا في بعض دول الغرب بهدف تزويد الطلاب بجميع ما يتصل بوسطية الإسلام. ودعا الخبراء علي أهمية تخريج جيل من العلماء المتفقهين في الدين يجمعون بين الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح بجانب الكفاءة العلمية والعملية التي تربط بين الدين والحياة. وحذروا من مخاطر الغزو الثقافي والأخلاقي الذي يعمل علي النيل من العقيدة والتراث الإسلامي، في ظل الظواهر السلبية للعولمة. وطالبوا باستحداث وظيفة فى الهيكل التنظيمي للمعاهد والكليات بمسمي "رائد دينى" على ان يتم اختياره بدقة وعناية علي اساس من الثقافة الدينية الواسعة، التي تؤهله للقدرة علي الإقناع ومناقشة جميع الاتجاهات الفكرية وذلك بمعدل رائدين أو أكثر فى معاهد وكليات البنين والبنات. وأوصي الخبراء بضرورة تطوير البرامج الدراسية بكليات وأقسام الدعوة وتوحيد مصادر اعداد الدعاة ضمانا لتجانسهم الفكري بما يسهم في تحقيق وحدة المجتمع وتماسكه والاهتمام بالمرأة الداعية والنهوض بإعدادها لما لها من أثر ايجابي في محيط أسرتها وبيئتها. وفى هذا السياق طالب التقرير بتفعيل العلاقة بين الأسرة والمجتمع المحلي من ناحية ومجالس الأمهات والآباء والمعلمين من ناحية أخري لتبادل جميع المعلومات المتصلة بسلوكيات الطلاب من خلال دور فاعل للأخصائى الاجتماعي بالمعهد أو الكلية أو الرائد الديني. ودعا الخبراء إلى تنظيم ندوات ودورات تثقيفية مكثفة وملزمة لحضور الطلاب في الفرق النهائية وأن يكون الإلزام بوضع درجات علي الحضور والالتزام بتنفيذها، علي أن يحاضر فيها كبار المفكرين الإسلاميين وإيجاد قنوات اتصال جيدة وفعالة مع وسائل الإعلام المختلفة لتبصير المواطنين بما يدور فى هذه الندوات. كما دعا الخبراء الى انشاء مركز عالمي لترجمة معاني القرآن الكريم وآخر لتعريب العلوم بحيث يمكن من خلالهما إبراز التراث العربي والإسلامي، وإعداد جيل من الطلاب الأزهريين ليكونوا قادرين علي تصحيح صورة الإسلام فى الخارج بعد تعرض الإسلام لحملات تشويه بعد 11 سبتمبر الشهيرة وتعرض الهوية الإسلامية والثقافة العربية الي أخطار جسيمة جراء آثار ظاهرة العولمة. وطالبوا بالتوسع في نشر كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في مختلف ربوع مصر بما يتيح التنشئة السليمة والرعاية التربوية للأطفال قبل المدرسة وأن تقوم كليات التربية التابعة لجامعة الأزهر بإعادة النظر في برامجها الخاصة بإعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة بما يمكنه من "النمو المهني" حتي ينهض بطلابه.