أسعد "لا بد من الفصل بين موقع البابا الدينى وآرائه السياسية بعد أن حدث اختلاط شديد وخطير بينهما".. بهذه الكلمات استهل المعارض القبطى جمال أسعد عبد الملاك تصريحه ل"مصر الجديدة"، تعليقا على التصريحات السياسية الأخيرة للبابا شنودة، التى أيد فيها ترشيح وانتخاب جمال مبارك رئيسا للجمهورية، خلفا لوالده، وأضاف أسعد: المناخ الطائفى الذى نعيشه جعل الأقباط يهاجرون للكنيسة جسديا ونفسيا ومعنويا، وأعطى القيادة الدينية بعدا آخر غير البعد الدينى، ومن التصريحات التى نسمعها من البابا بشأن التوريث، نجد البابا يستغل المناخ الطائفى السائد للتأثير على الأقباط ليتخذوا موقفا سياسيا يراه صحيحا، بشكل شخصى، رغم أن ذلك الموقف الشخصى غير ملزم للأقباط، ولا علاقة له بالتبعية الروحية للبابا، ومعنى فرض ذلك على الأقباط أنهم اختزلوا فى شخص البابا وسلبوا حقوقهم الدستورية والقانونية، التى تجعل الانتخاب حقا شخصيا للمواطن، أيا كان دينه ومذهبه، ويعنى فى الوقت ذاته وجود علاقة تحتية بين البابا والنظام الحاكم، تدفعه لاتخاذ تلك المواقف السياسية البعيدة عن وظيفته الدينية والكنسية!! وأشار أسعد إلى أن النظام الحاكم اختزل الأقباط فى شخص البابا بالفعل، وتنازل عن مواطنيه المسيحيين ليكونوا رهينة بأيدى البابا والكنيسة، اعتقادا من النظام بأن البابا يتحكم فى آراء المسيحيين، بما يضمن انتخابهم لجمال مبارك فى حال التوريث، أو انتخاب مبارك فى حال التمديد، ومشاركة البابا فى هذه اللعبة السياسية والكلام لأسعد هى ضد الدستور والقانون، وضد مبدأ المواطنة، وضد المسيحية، وإرادة المسيح الذى قال: إن مملكتى ليست فى هذا العالم، وهى فى النهاية لعبة خطيرة تهدد مستقبل الأقباط، وتهدد وجود الدولة المصرية ذاتها، والأخطر أن البابا يريد للطائفية التى نعانيها اليوم أن تظل قائمة، لأنه يستفيد من ذلك المناخ، فمن خلال الطائفية يظل البابا شنودة رئيسا روحيا للأقباط، ويحتفظ بموقعه ومكانته بينهم ..