أعلن المحامى المصرى القبطى ممدوح رمزى أمس، اعتزامه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية خلال الانتخابات التى ستجرى عام 2011. وقال رمزى الذى يشغل منصبى نائب رئيس الحزب "الدستورى الاجتماعى الحرّ" ورئيس المنظمة المصرية لمناهضة التمييز، فى تصريحات لصحيفة "الجريدة" الكويتية إن ترشحه سيكون "صفعة قوية على وجه المشككين فى قيام مصر بانتهاج سياسة التفرقة بين المسلمين والأقباط". وأشار رمزى إلى أن "كل الشروط الواردة فى الدستور المصرى متوافرة فيه"، وموضحاً أنه سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة حملة من أجل حشد التأييد، كما سيقوم خلال الفترة المقبلة بوضع برنامجه الانتخابى الذى سيخوض على أساسه الانتخابات. وأبدى رمزى تفاؤله بهذه الخطوة التى تدلّ فى رأيه على أن "مصر قد قطعت شوطا كبيرا فى مجال تقبّل الرأى والرأى الآخر"، مؤكدا أنه يعد ل "مفاجأة كبرى" خلال الأيام المقبلة، اذ سيقدم فى برنامجه كثيراً من الأفكار التى "تخدم مصر". يذكر ان فترة الحكم الخامسة للرئيس مبارك تنتهى فى عام 2011 , حيث من المقرر أن تجرى انتخابات رئاسية على أساس المادة 76 من الدستور المصرى التى تم تعديلها مرتين الأولى عام 2005 والثانية عام 2007 والتى فتحت الباب أمام ترشيح المستقلين والمعارضين للرئاسة وفق شروط معينة. ويشترط الدستور المصرى حصول المرشح المستقل على موافقة نحو 250 نائباً بمجلسى الشعب والشورى (جناحى البرلمان) والمجالس البلدية على الترشح، لكنه يستثنى مرشحى الأحزاب من تلك الشروط بصورة "مؤقتة". ويرى العديد من الأقباط الكاثوليك إن ترشيح رمزى لهذا المنصب هو أمر مخالف للدستور الذى يشترط فى المرشح أن يكون من أب و أم مسلمين. ويقولون إن ما يفعله مجرد فرقعة إعلامية، ولن ينتخب، فهو ليس له دور فعال وهدفه البحث عن الشهرة. تصريحات مثيرة للبابا وكان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قال فى حوار سابق له مع برنامج "مانشيت" على فضائية "on tv، حول ترشيح قبطى لرئاسة مصر : "الغالبية العددية ليست قبطية إذ لا يصح أن يأتى قبطى من الأقلية العددية يرأس الغالبية". ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن البابا قوله: "إذا كان القبطى لا يستطيع أن يكون عضوا فى نقابة المحامين سيكون رئيسا للجمهورية كلها.. كلام غير منطقى وغير عملى.. أو قبطى مش قادر يبقى عضوا بالانتخاب فى مجلس الشعب من 444 عضوا والآن أصبحوا أكثر من 500 عضو فى مجلس الشعب سيكون رئيسا للجمهورية". وعن رأيه فى تولى جمال مبارك نجل الرئيس المصرى لرئاسة الجمهورية، قال: "لدينا قواعد قانونية لاختيار رئيس الجمهورية فمن تنطبق عليه القواعد يرشح نفسه ومن يوافق عليه الشعب هو اللى ح يختاره.. ربنا يعطى طولة العمر للرئيس الحالى". واضاف البابا: :"غالبية الشعب المصرى يحبون جمال مبارك ويفضلونه على غيره إن وجد غيره، ولما ييجى الوقت المناسب أنا وباقى الأقباط سوف نقول رأينا (فى جمال مبارك) بدل ما أقول رأى ويبدأوا فى الهجوم عليه لأنه صادر من الكنيسة". ثم جدد البابا تأييده لجمال مبارك فى تصريحات لجريدة "الدستور" المصرية، قائلا: "يبدو أن جمال مبارك فعلاً ليس له منافس فى الترشيح لرئاسة الجمهورية ونطلب من الله أن يطيل حياة الرئيس مبارك". وأثار تاييد البابا لجمال مبارك، انتقادات من قبل ناشطين ومفكرين مصريين. حيث أكد النائب السابق بالبرلمان المصرى جمال اسعد أن البابا يصر كل صباح على أن يسيء لشعب الكنيسة من خلال إظهاره للأقباط باعتبار أنهم تابعون للحزب الحاكم ويدينون له بالولاء. واضاف فى تصريحات خاصة لجريدة "القدس العربي" اللندنية،:" ينبغى على قيادات الكنيسة أن يعلموا أن الشعب القبطى يشاطر مسلمى مصر الكراهية للحزب الحاكم لأنه ساهم فى نشر الفساد ". وفى نفس السياق ، أشار المفكر القبطى البارز كمال زاخر إلى ضرورة أن يبتعد أهل الدين عن استغلال الدين من أجل خدمة مآرب سياسية . واضاف إن المصريين مسلمين وأقباطا سواء فى علاقتهم بالنظام الراهن فكلا الطرفين يواجهان مشاكل إقتصادية خانقة. ويشعر المصريون بالارتباك تجاه فكرة التوريث، ويرون أنها تمثل تهديداً حقيقياً لمسار الديمقراطية فى البلاد، وذلك رغم النفى الدائم لجمال مبارك ل "الاشاعات" التى يروجها "مغرضون" حول إمكانية خلافة والده فى رئاسة حكم مصر.