رفعت سيد أحمد ها هى شمس (فلسطين) تطل مجدداً فى سماء العرب ، مع إطلالة يوم النكبة 15 مايو ، وفى ذكراها ال 63 ، تطل مشرقة بنور الثورات العربية الحقيقية ، لتبدد الأكاذيب ، والثورات الأمريكية الزائفة ، وتجمع الأمة على طريق واحد ، هو ذاته الطريق الذى أوصلنا إلى ثورة 25 يناير ، طريق العداء المشروع لإسرائيل والولايات المتحدة شريكها الاستراتيجى فى ذبح العرب وتهجير 7 ملايين فلسطينى فى ال 63 عاماً الماضية ، إذ لم يكن نظام مبارك المخلوع ، نظاماً مستبداً أو فاسداً فحسب لكنه كان (كنزاً استراتيجياً) للكيان الصهيونى ، كنزاً لا يمكن أن يعيش استبداده وفساده الطاغى دونما حماية أمريكية / إسرائيلية كاملة ، وهو ذات الأمر الذى يقال عن باقى حكام العرب الذين تصالحوا مع العدو ولم يتصالحوا أبداً مع شعوبهم، لقد جاءت شمس الذكرى ال 63 للنكبة ، لتكشف ، وتعرى الأكاذيب ، وترتب من جديد أجندة الأولويات للأمة ، وكان يوم 15 مايو (الأحد الماضى) يوماً لتأكيد عروبة سوريا ، ولبنان ، والأردن ومصر ، حين انطلقت الجماهير الثورية بحق ، وليس جماهير العميل عبد الحليم خدام الذى اعترف أول من أمس على شاشة تليفزيون العدو الصهيونى بأنه تلقى دعماً إسرائيلياً لإحداث القلاقل فى سوريا وفى تمويل (المرتزقة) من المتظاهرين أمام سفارات سوريا فى بعض العواصم العربية ، ومنها بالدرجة الأولى مصر ، لقد كشفت الجماهير الحقيقية التى استشهدت فى الجولان ومارون الراس ، أو جرحت عندما فرقتهم فى الأردن أو فى رفح وأمام سفارة إسرائيل بالجيزة ، أجهزة الأمن الجاهلة أو المتواطئة (بمعنى أدق) مع العدو الصهيونى والسفارة الأمريكية ضد الثورة ، أجهزة أمن مبارك ، التى يزعمون الآن (أنها والشعب أيد واحدة) ، إذ كيف يكونون (أيد واحدة) وهم يمارسون مع الثوار المحبين لفلسطين نفس سياسات أجهزة حسنى مبارك ؟! على أية حال أثبتت جماهير الثورة الحقيقية فى سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والأردن ، حقائق جلية دعونا نسجلها : أولاً : أن فلسطين هى القضية المركزية للأمة العربية ، وأنها لم تمت ، وأنه بمقدار موقف الثائر منها بمقدار معرفتنا لثوريته الحقيقية ضد (الفساد والاستبداد) ومن لا يملك موقفاً من فلسطين ، وفى يوم النكبة تحديداً ، فهو وبكل موضوعية ، ليس بثائر ، بل هو (تاجر ثورات)، وانتهازى ، وسرعان ما سينقلب على كل قيم الثورة ؛ صدقونى ، هذه حقيقة يقولها لكم ، رجل عاش 35 عاماً من عمره فى العمل السياسى القريب من فلسطين وقضايا المقاومة. ثانياً : إن الدماء الذكية التى سالت على هضبة الجولان ، وفى جنوب لبنان ، لهى قربان صدق على عمق التواصل السورى – اللبنانى مع فلسطين ، وبقدر ما كانت تلك الدماء الذكية ، مؤثرة ومؤلمة فى مشهدها وهى تضحى ، بقدر ما كانت كاشفة لأولئك (المرتزقة) الذين أطلقت عليهم أمريكا لفظ (الثوار) سواء فى ليبيا أو سوريا ، إن هؤلاء الثوار المدعين أو الدجالين ، من أمثال (مرتزقة عبد الحليم خدام) لا وظيفة لهم سوى تلقى الدعم بالدولار فقط من أجل مخططات واشنطن وإسرائيل ، هذا هو الفارق ، وهو فارق يدفعنا إلى التأكيد مجدداً على دعوة شعبنا المصرى الثائر ألا ينخدع فيمن تسميهم (الجزيرة) و(العربية) بثوار ليبيا وسوريا فهم ليسوا كذلك ، إنهم مجموعة من التجار ، تجار دماء ، وتجار أسلحة ومخدرات فى الساحل الشمالى المصرى (وهذا موضوع آخر سنتحدث عنه فى المستقبل لعل الجيش والسلطات المصرية تنتبه قبل أن تفاجىء بالمصيبة القادمة) ، أما الثوار الحقيقيون فهم أولئك الذين ذهبوا إلى الحدود مع فلسطين ، وقدموا فى ذكرى احتلالها ، دمائهم ، ذكية مخلصة ، هؤلاء هم ضمير الأمة ، ومن عداهم فهو زائف ، فتحية لهم ، وتحية لشعبنا الفلسطينى المعلم ، والعار لمن صار فى ركب ال C.I.A وإسرائيل ، وأحدث القلاقل فى بلده من أجلهما ، العار لمن منع شعبنا من أن يحيى ذكرى النكبة ، والمجد لشهداء مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، فهم شمس الحقيقة ، والثورة التى سطعت ولن تغيب أبداً بإذن الله .