قال حزب التحرير في بيان صحفي اليوم ، بأنّ هناك سياسة أوروبية منهجية اعتمدها العديد من ساسة أوروبا، وتصاعدت بقوة في العقد الأخير، تقوم على تصوير الإسلام والشريعة كعدو للشعوب الأوروبية، وتحويل وجود المسلمين في أوروبا إلى "مشكلة أمنية"، و"كبش فداء" عبر تحميلهم مسئولية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات الأوروبية. وعزا الحزب السبب في ذلك إلى رغبة هؤلاء الساسة في رفع شعبيتهم المتدنية وصرف الأنظار عن التحولات القاسية في النظم الأوروبية تجاه الرأسمالية والتي وصفها "بالمتوحشة" في شتى المجالات الاقتصادية والمالية والصحية والتعليمية. يأتي هذا التصريح على إثر الجدل الدائر في ألمانيا حول الإسلام واندماج المسلمين في المجتمع الألماني، وبعد تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقول "إن ألمانيا مطبوعة بقيمها المسيحية واليهودية منذ مئات السنين"، و قولها "يتعين على المسلمين أن يطيعوا الدستور وليس الشريعة، إذا أرادوا أن يعيشوا في ألمانيا". وهو ما دفع حزب التحرير إلى اعتبار تصريحات المستشارة الألمانية دليلاً على الاستعلائية المتحكمة في عقول ساسة الغرب بعد أن فشلوا في إقناع المسلمين بالتخلي عن مفاهيم الإسلام وقيمه والاندماج في الحضارة الغربية، فلجئوا إلى سياسات القهر والإجبار والقوانين المتشددة والضغوط الأمنية لحملهم على الخضوع للقيم والمفاهيم الغربية. وهو ما اعتبره الحزب تأكيداً على هشاشة الفكر الغربي ومفاهيمه وقيمه، ودليلا على ما أسماه بنفاق هؤلاء الساسة في حديثهم عن قدسية "الحريات الدينية والشخصية والفكرية" و"حقوق الإنسان" و"حقوق الأقليات"، واتهمهم باستخدام هذه الشعارات أداة للتدخل في شئون العالم الإسلامي، وبث النزاعات بين أبناء الأمة الواحدة والبلد الواحد. هذا وحذر حزب التحرير شعوب الغرب من الوقوع فريسة لتضليل حكامهم، ودعاهم إلى الإقبال على دراسة الإسلام دراسة واعية منصفة ليتبين لهم الحق بعيدا عن افتراءات الأجهزة الحكومية ودسائس أجهزة المخابرات الغربية.