صورة أرشيفية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ منتصف الليلة الماضية حتى هذه اللحظات عملية عسكرية واسعة في جبل جوهر بمدينة الخليل المحتلة، قتلت خلالها مواطنين واعتقلت عددا آخر، فيما أقدمت على هدم عدد من البيوت بزعم تحصن مطلوبين بداخلها. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا جثماني شهيدين وهما على الأرض، في حين لا زالت قوات الاحتلال تمنع وصول طواقم الدفاع المدني إلى المكان، فيما تتحدث وسائل إعلامية عن أن الشهيدين عضوين بارزين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وهما نشأت الكرمي ومأمون النتشة. وتوغلت قوات الاحتلال إلى المنطقة بعشرات الآليات ترافقهم عدة جرافات عسكرية، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع وعلى ارتفاعات منخفضة. وقدرت عدد الآليات العسكرية بحوالي 40 آلية عسكرية تحاصر المكان، بينما قدر عدد الجنود الإسرائيليين بحوالي 600 جندي. من جانبها، اعتبرت حركة حماس العملية تصعيد خطير وثمرة من ثمرات التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والاحتلال الإسرائيلي وثمرة من ثمرات المفاوضات. وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري في بيان مكتوب تلقت "مصر الجديدة" نسخة عنه الجمعة: "إن هذه الجريمة تفرض ضرورة إطلاق العنان للمقاومة ورفع يد السلطة عنها". وحذر أبو زهري السلطة الفلسطينية في رام الله من الاستمرار فيما أسماها "ملاحقة المقاومة إلى جانب الاحتلال وتزويده المعلومات عنهم"، عادا أي ممارسات من هذا النوع "خيانة وطنية مع تأكيدنا أن التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال لن يُفلح في إجهاض المقاومة". وأكد على أن "هذه الجريمة الخطيرة تبعث برسالة للمجتمعين في سرت بأن الاحتلال لا يريد سلاماً"، مطالباً برد فعل عربي يناسب الجريمة بإعلان وقف المفاوضات بشكل نهائي "لأن الاستمرار فيها يشجع الاحتلال ويوفر له الغطاء لمواصلة هذه الجرائم" كما قال.