نجاد أكد الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، فى أول مؤتمر صحفى يعقده عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية استمراره فى خطه السياسى فى ما يتعلق بالملف النووى والعلاقات مع الولاياتالمتحدة والتعاطى مع التهديدات الإسرائيلية. كما رفض نجاد التشكيك فى العملية الانتخابية التى أدت إلى اعادة انتخابه بأغلبية كبيرة، مؤكداً أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة وأنها عبرت عن السيادة الشعبية. وفى ما يتعلق بالسياسة الخارجية لإيران فى المرحلة المقبلة قال الرئيس الإيرانى ندرس حالياً مواقف دول العالم من نتائج الانتخابات ونقيم سلوك هذه الدول ازاء إيران، هناك قضايا مهمة فى العالم يجب أن تعالج عبر الاحترام المتبادل، ونحن على استعداد لتكريس كافة قدراتنا لتحقيق السلم والأمن على أساس العدالة. وعن علاقة إيران مع الدول العربية، قال الرئيس الإيرانى علاقاتنا مع الدول العربية جيدة، وهناك أمور مع بعض الدول ناتجة عن التدخلات الأجنبية. وكشف أحمدى نجاد عن عزمه حضور قمة عدم الانحياز التى تستضيفها مصر، ما لم يحدث طارئ، موضحاً حاولت إخراج العلاقات مع مصر خلال السنوات الماضية من دائرة التدخل الأجنبي، وسعيت إلى زيارة مصر فى السنوات الماضية. وقال نجاد إن إيران تتحرك بوتيرة أوسع لتنمية وتوسيع العلاقات مع الدول العربية، وإنها تعيش الاعتدال مع الدول المعتدلة ولا توجد هناك خلافات بين إيران ودول الاعتدال العربية، ولكنه أضاف ان إيران بالطبع لا تعيش الاعتدال ذاته مع الدول الكبرى المتغطرسة. وأشار نجاد إلى علاقات إيران مع الدول العربية الخليجية، فقال إننا نتطلع إلى اقامة أفضل العلاقات مع الدول الصديقة العربية والإسلامية. وفى رسالة موجهة إلى القوى الغربية، اعتبر نجاد أن نتائج الانتخابات الإيرانية شكلت صفعة على وجه قوى الاستكبار التى تحكم العالم. وقال إن نسبة المشاركة التى بلغت 84% من الناخبين تشكل صفعة قوية فى وجه نظام الاستكبار الذى يحكم العالم. وحول الموضوع النووي، قال نجاد ان هذا الملف ليس مطروحاً للبحث، مجدداً تأكيداته السابقة على ان الملف النووى الإيرانى أصبح من الماضي. وقال نجاد ان بلاده تؤيد إيجاد آلية لنزع السلاح النووى فى العالم، مضيفاً ان إيران تعلن استعدادها للمساعدة على تثبيت الأمن والسلم فى المعمورة. وتطرق إلى العلاقة بين إيرانوالولاياتالمتحدة فقال إنه يكرر طلبه باقامة مناظرة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الأممالمتحدة لمناقشة مختلف القضايا. وفى رسالة إلى القوى الكبرى، قال نجاد إن العهد الذى كانت تتحكم فيه دول قليلة بمصير العالم قد ولى إلى غير رجعة، وإن الشعوب اليوم واعية ويقظة. وفى إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، أكد نجاد من دون ذكر إسرائيل بالاسم ان أية دولة تجرؤ على مهاجمة إيران ستندم ندماً شديداً. وقال من يجرؤ على الاعتداء على إيران؟ ليس هناك أى قدرة لأحد أن يشكل تهديداً لإيران، والشعب الإيرانى يعرف كيف يحافظ على مصالحه وسيحمل الندامة لمن يهدده. وفى ما يتعلق بالعملية الانتخابية التى جرت يوم الجمعة، رفض نجاد تشكيك خصومه فى نتائجها، قائلاً إن الانتخابات عبرت عن السيادة الشعبية. وندد أحمدى نجاد بنزول المحتجين إلى الشوارع منذ السبت تنديداً بنتائج الانتخابات. وشبه الانتخابات بمباراة كرة قدم بين فريقين، داعياً الفريق الخاسر إلى التسليم بالأمر. وقال فى اشارة إلى أنصار خصمه الأبرز فى الانتخابات المحافظ المعتدل مير حسين موسوى ان كون البعض يحتج ويطعن فى النتائج هو أمر طبيعي، كانوا يعتقدون ان فى وسعهم الفوز واستعدوا لذلك، وبالتالى فهم مستاءون. ودافع الرئيس الإيرانى عن الانتخابات، قائلاً النظام الانتخابى فى إيران يتسم بالدقة والشعب نفسه راقب الانتخابات.. أعداء الشعب الإيرانى منزعجون من تمكن الناخبين من التعبير عن إرادتهم. وقال من لديه أدلة تعزز شكوكه فى الانتخابات الرئاسية فعليه التقدم بها للمؤسسات القانونية، وأوضح أحمدى نجاد أنه بعد 30 عاماً من قيام الجمهورية الإسلامية أضحى هناك تأثير شعبى أعمق وأوسع فى الحياة السياسية فى إيران مما كان عليه الوضع سابقاً. وأشاد أحمدى نجاد بالشعب الإيراني، مؤكداً انه بمنأى عن الألاعيب السياسية.