فى أول مؤتمر صحفى له بعد إعلان فوزه بولاية رئاسية ثانية، اعتبر الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، أن الشعب الإيرانى «عبر عن إرادته»، وأن نتائج الانتخابات شكلت «صفعة على وجه قوى الاستكبار التى تحكم العالم»، بينما تجددت الاشتباكات فى العاصمة طهران والتى ينظمها أنصار مير حسين موسوى، مرشح الرئاسة الخاسر، وأعلنت الشرطة اعتقال 170 شخصاً على خلفية أعمال الشغب. وأشاد نجاد خلال المؤتمر الصحفى بالشعب الإيرانى، مؤكداً أنه «بمنأى عن الألاعيب السياسية»، وأكد الرئيس الإيرانى مجدداً أن الملف النووى الإيرانى «أصبح من الماضى»، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة فى المقابل لإطلاق «دراسة شاملة لنزع الأسلحة النووية فى العالم»، فيما أكد نجاد أنه «لا يجرؤ أحد على مجرد التفكير فى الهجوم على إيران ولا أحد لديه القدرة على ذلك»، موضحا أن أى دولة تقدم على تلك الخطوة «ستندم ندماً شديداً». وفى غضون ذلك، تجمع نحو 200 من أنصار موسوى فى ساحة «والى» عصر أمس، احتجاجا على اعادة انتخاب نجاد ورددوا «الموت للديكتاتور» وقذفوا الشرطة بالحجارة، وردت قوات الأمن مطلقة قنابل مسيلة للدموع وكذلك النار لتفريق المتظاهرين. وأثار الاعلان الرسمى عن فوز نجاد بولاية رئاسية ثانية اضطرابات عنيفة، إذ نزل انصار موسوى إلى الشوارع فى قلب طهران، فيما صدرت اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات. وتواصلت الصدامات خلال ليل أمس الأول ولم يعد الهدوء النسبى إلا فجر أمس بعد انتشار قوات الأمن وأعضاء فى الباسيج (الميليشيا الإسلامية). وبعدما قطعت خطوط الهواتف الخلوية أعيدت صباح أمس. جاء ذلك فيما أكد نائب قائد الشرطة الإيرانية أن قواته اعتقلت 170 شخصاً على الأقل على خلفية أعمال الشغب فى طهران، وذلك بعد أن كان إصلاحى بارز أعلن أن أكثر من 100 إصلاحى إيرانى، بينهم محمد رضا خاتمى شقيق الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى، «ألقى القبض عليهم من منازلهم» أمس الأول، بينما قال متحدث باسم السلطة القضائية إنهم «لم يعتقلوا بل جرى استدعاؤهم وتحذيرهم كى لا يؤججوا التوتر»، وتابع أنه تم الإفراج عنهم فيما بعد. ونفت الشرطة الإيرانية تقارير أشارت إلى وضع موسوى وزوجته قيد الإقامة الجبرية. من ناحيته، دعا موسوى أنصاره إلى مواصلة اعتراضهم على نتائج الانتخابات بشكل «سلمى» وذلك فى بيان على موقع حملته الالكترونى، وفى الوقت نفسه، دعا رضا بهلوى النجل الأكبر لشاه ايران السابق محمد رضا بهلوى الذى أطاحت به الثورة الاسلامية، المجتمع الدولى إلى دعم «سيناريو عصيان مدنى» فى إيران، معتبرا أن التغيير فى بلاده لا يمكن أن يأتى إلا من الخارج. فى تلك الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أمس أن طاقم لتليفزيون إيطالى تعرض للهجوم وللإصابة على يد شرطة مكافحة الشغب فى طهران، وذلك أثناء تغطيته للمصادمات التى أعقبت إعلان نتائج الانتخابات. كما أعلنت قناة «العربية» التابعة لمجموعة مركز تليفزيون الشرق الأوسط (إم بى سى) أنها أبلغت من السلطات الإيرانية بإغلاق مكتبها فى طهران لمدة أسبوع دون توضيح أسباب. عالمياً، أكدت الولاياتالمتحدة أنها تتابع الوضع عن كثب بعد الإعلان عن فوز نجاد الذى أثار ردود فعل متفاوتة فى العالم. وقال عدد من المسؤولين الأوروبيين أنهم أخذوا علما ب«المخالفات» فى الانتخابات، بينما عبرت البلدان والحركات الحليفة لإيران عن ارتياحها لاعادة انتخاب نجاد، بينما دعت إسرائيل إلى وضع حد ل«الإرهاب الإيرانى». وأعلن مسؤولون فى الإدارة الامريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما مصممة على المضى قدما فى جهودها للتعامل مع الحكومة الايرانية، رغم «الوساوس» بشأن المخالفات التى شابت عملية إعادة انتخاب نجاد رئيساً لإيران، فيما صرح جوبايدن نائب الرئيس الأمريكى بأن هناك «شكوك جادة» فى نتيجة الانتخابات. وأعربت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبى عن «قلقها» من «المخالفات المفترضة» التى سجلت خلال الانتخابات، وأعمال العنف، التى تلتها، وقالت إن «الاتحاد الأوروبى يأمل ان تشكل نتيجة الانتخابات الرئاسية فرصة للحوار حول المسألة النووية».
