"بوسى المرسى محمد" 25 عاما من قرية المعصرة - بلقاس - الدقهلية.. عاد زوجها من العمل فى المملكة السعودية إلى مصر يوم 21 أغسطس الماضى حيث اشتكى بعد ثلاثة أيام من عودته من ارتفاع فى درجة الحرارة، لكنه تناول لعدة أيام علاجاً مخفضاً للحرارة حصل عليه من صيدلية قبل ظهور الأعراض على زوجته، التى سارعت بالذهاب لمستشفى بلقاس العام التابعة لمحافظة الدقهلية، ليعطيها الأطباء علاجاً للبرد بعدما لاحظوا ارتفاع حرارتها، وبعد تدهور حالتها أشتبه الأطباء فى إصابتها بأنفلونزا الطيور،فنم حجزها فى مستشفى الصدر بمدينة المنصورة لعدة أيام حدث خلالها مزيد من التدهور فى حالتها إلى أن أفاد تحليل عينة فى معامل وزارة الصحة أنها مصابة بأنفلونزا الخنازير.. لكنها توفت لتسجل ثانى حالة وفاة بفيروس أنفلونزا الخنازير فى مصر، وليعلن محافظ الدقهلية سمير سلام عن إحالته لعدد من الأطباء إلى التحقيق بتهمة الإهمال. هذا ببساطة ما حدث قبل الإعلان عن وفاة ثانى حالة بأنفلونزا الخنازير فى مصر ، وهو ما سوف يفتح ملفات الأهمال التى يعانى منها من يصابوا بهذا الفيروس، حيث الإهمال التى واجهته "بوسى" من الأطباء، وعدم المتابعة الحقيقية من وزارة الصحة التى تخرج علينا ليلاً ونهاراً بحملاتها للتحذير من خطورة المرض، ولكن مصابين كثيرين، قد لا تعلم عنهم الوزارة شيئاً ! وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن وفاة ثانى حالة بفيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 وأكد د. عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية فى بيان صحفى أن الحالة الثانية واسمها "بوسى المرسى محمد" 25 عاما توفيت فى مستشفى الصدر بمدينة المنصورة، وأن العدوى ربما انتقلت إليها من زوجها العائد من العمل فى المملكة السعودية. وقال والد "بوسى" وهو يبكى "بنتى أصيبت بارتفاع فى درجة الحرارة، وتم الكشف عليها عند دكتور فى البلد، وحولها مستشفى بلقاس العام، ولم يكتشف الأطباء إصابتها بالمرض، وأعطوها علاج للبرد ثم تدهورت حالتها، وتم نقلها للمستشفى مرة ثانية فشخصها الأطباء على أنها اشتباه فى مرض أنفلونزا الطيور، وتم حجزها بمستشفى الصدر بالمنصورة عدة أيام، وأخذت عينات منها وأرسلت لمعامل وزارة الصحة وخلال يومين تدهورت حالتها أكثر". وأضاف قائلا "عندما جاءت نتيجة التحاليل ارتبك الأطباء بالمستشفى لأنها كانت مفاجأة لهم، حيث أن النتيجة أكدت إصابتها بمرض أنفلونزا الخنازير، وليس الطيور، وبدأ الأطباء يسألوني: هو فى حد عندكم كان بره؟ فقلت لهم أنا كنت فى السعودية وراجع قبل رمضان، وتم نقل إبنتى لمستشفى حميات المنصورة لتلقى العلاج الجديد، ولكن حالتها كانت قد تدهورت وتوفيت فى اليوم التالى من نتيجة العينة". وحمل الأب الأطباء بمستشفى بلقاس ومستشفى الصدر مسئولية وفاة ابنته قائلا " كل الأطباء شخصوا الحالة غلط، وأعطوها أدوية غلط، لحد ماماتت منهم لله، وحسبى الله ونعم الوكيل". ورفض الدكتور عبد الكريم على السيد وكيل وزارة الصحة فى الدقهلية الرد معللا بأنه فى اجتماع طارئ لدراسة الحالة. ومن جانبه أكد الدكتور فتحى البيلى، مدير مديرية الطب البيطرى بالمحافظة، أن الحالة عندما شخصها الأطباء فى البداية على أنها اشتباه فى أنفلونزا الطيور، تم إرسال لجنة لمنزلها لفحص الطيور المنزلية، وتبين عدم وجود طيور بالمنزل، وهو ما نفى شبهة إصابتها بالمرض، حتى جاءت التحاليل لتؤكد أنها مصابة بمرض أنفلونزا الخنازير وليس الطيور. وعلى الصعيد نفسه أحال اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، أطباء بإدارة الطب الوقائى ومستشفى الصدر وبلقاس للتحقيق للإهمال فى اكتشاف طبيعة المرض. وقال مصدر فى وزارة الصحة أن السلطات الصحية فى الدقهلية حجزت زوج المتوفاة الذى يدعى "الشحات عبد العزيز عطية" (29 عاماً) وابنه (خمس سنوات) فى مستشفى الحميات أمس عقب وفاتها. وكان الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة قد أعلن فى وقت متأخر من مساء السبت عن اكتشاف 9 حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير لترتفع بذلك حالات الإصابة إلى 783 حالة وأوضح شاهين أن 9 حالات مصريين الجنسية من بينهم 6 حالات مرتبطة وبائيا بحالات إيجابية مؤكدة ، 3 حالات غير مرتبطة وبائيا بحالات ايجابية مؤكدة وأنه تم إعطائهم العلاج المناسب وحالتهم الصحية جيدة. وعلى جانب أخر فان حالة الوفاة الثانية هذه قد تؤدى الى حالة من الانقسام بخصوص علاج المرضى فى المنازل بدون حاجة الى العزل فى المستشفيات المختصة، وكانت وزارة الصحة المصرية تدرس امكانية العلاج المنزلى منذ وقت طويل حتى اعلنت عنه فعلا منذ ايام ليلاقى معارضة شديدة على المستوى الشعبى والجماهيري. وكانت الوزارة قد أعلنت أنها من بساطة أعراض مرض أنفلونزا الخنازير فى شكله الحالى لمعظم الحالات التى أصيبت به وعدم حدوث أية مضاعفات لهم، ولأنه من المتوقع حدوث زيادة كبيرة فى أعداد الحالات خلال الفترة القادمة مما قد يشكل عبئا على المستشفيات فى استقبال حالات لا داعى لحجزها أو علاجها بالمستشفيات.. فقد شددت الوزارة فى خطاب وزعته على جميع مديريات الشئون الصحية بمحافظات الجمهورية بتنفيذ تعليمات بشأنها رفع العبء عن المستشفيات والسيطرة على المرض. يذكر أن أول وفاة بالمرض كانت فى يوليو الماضى لسيدة قادمة من الأراضى السعودية عقب أداء فريضة العمرة.
