دخل الجزائريون في حرب إعلامية ورياضية مع المصريين من أجل الصعود إلي كأس العالم.. وحطم الجزائريون الشركات المصرية العاملة في بلادهم تحت مرأي ومسمع رجال الأمن.. بل وفي حراستهم.. وقامت الدنيا ولم تقعد.. وفي النهاية لقيت الجزائر أولي هزائمها أمام فريق متواضع رياضيا.. بل ويعد أضعف فريق بين الدول المشاركة في البطولة .. فهل كان هذا هو ثمن الفرقة والعداوة بين بلدين سالت دماء كل منهما دفاعا عن الأخري.. هل كان ذلك الذي حدث وحتي لو فازت الجزائر علي سلوفينيا يستحق ما حدث بينهما من قبل ومازالت آثاره قائمة حتي اليوم؟ هذه الآثار والتوابع لن تمحي من ذاكرة الأمة لوقت طويل. خاصة أنه لا أحد يعمل علي إزالة الفجوة بين البلدين.. اللهم الا اللقاء الحميم بين الرئيسين مبارك وبوتفليقة في مدينة نيس الفرنسية خلال قمة فرنسا افريقيا الخامسة والعشرين.. والذي نتمني أن تحذو حذوه حكومتي وشعبي البلدين.. فنحن جزء من الجزائر والجزائر جزء منا.. وكفانا تمزيق في الأمة العربية.. وأرجو أن تذيب لقاءات البلدين الكروية الجليد ويعود الدفء للعلاقات الجزائرية المصرية. الغريب في الموضوع أن قناة الجزيرة وموقعها علي الإنترنت تواصل دورها المرسوم وفحيحها المسموم لبث الفرقة بين العرب.. وإظهار كراهيتها وحقدها علي مصر.. جاء تعليقها علي مباراة سلوفينيا والجزائر باهتا مثل سياستها المغرضة حيث قالت ¢ خسارة غير مستحقة للجزائر بالمونديال ¢.. هل تعليقها سيكون كذلك لو كانت مصر هي التي خسرت أمام أضعف فريق في البطولة.. أشك في ذلك.. ولا أعرف ما السبب في أن الجزيرة تهدف في المقام الأول إلي مصر.. وفي المقام الثاني إلي بث الفرقة بين الأشقاء العرب.. وهذا يدعو إلي وقفة لمعرفة بواعث هذه القناة؟ ولصالح من تعمل؟ هذه القناة مازالت تنتقد مصر وتتهمها بالمعاونة في حصار غزة.. رغم قوافل المساعدات اليومية من مصر ومن مختلف دول العالم.. مع أن مصر قادرة علي منع هذه القوافل من المرور في أراضيها.. ولكن واجبها وإحساسها بالمسئولية يمنعانها من ذلك.. ولكن عملية الدخول والخروج من دولة إلي أخري له نظام وقواعد واتفاقيات.. وليس فوضي.. وهل يمكن لدولة الجزيرة ¢ قطر ¢ أن تفتح حدودها لكل من هب ودب؟ هل يمكن أن تتحمل قطر ما تحملته من أجل العرب عامة وفلسطين خاصة.. ان الفلسطينيين منذ نكبتهم يعيشون في مصر كانهم مواطنين من الدرجة الأولي.. لا تفريق بينهم وبين الفلسطينيين.. والشئ الوحيد الذي لم يتمتعوا به.. هو الجنسية المصرية.. وذلك يرجع لأننا لا نريد أن يذوب الفلسطينيين في الدول التي لجأوا اليها.. وتضيع قضيتهم. الجزيرة قناة إخبارية كانت انطلاقتها جيدة ولكنها حادت عن الطريق.. أو قد تكون كشفت عن وجهها الحقيقي.. تجيد تغطية الحروب وإدارة الأزمات.. وعندما تنتهي الحروب وتحل الأزمات.. تدير هي الحروب وتفتعل الأزمات. لقد توقفت الحروب العسكرية في العالم إلي حد ما.. وحلت محلها الحروب الإعلامية.. وقد ثبت أن الآلة الإعلامية أقوي أثرا من الآلة العسكرية.. فهي تدمر العلاقات بين الدول وتهدم جهود التقارب بينها.. وتبث الكراهية والبغضاء بين الشعوب.. وتترك في النفوس أثارا لا تمحي بسهولة.. وتهيئ الأشقاء والأصدقاء لذبح بعضهم البعض. ولكن؟؟ ماذا جري للإعلام المصري الذي علم كل إعلامي الدول العربية وكانت له الريادة في هذا الميدان؟؟ ان الإعلام المصري يمتلك مقومات مادية ضخمة تتمثل في عشرات القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية الخاصة والحكومية.. والإذاعات بمختلف اللغات.. والصحف والمجلات.. ولكن ما السبب في عدم مقدرتها علي المنافسة؟ هل هو سوء إدارة أم عشوائية تخطيط؟ أم تخلف تقني ومهني وفني؟ انا لا ألوم الإعلام المصري.. ولا أطالبه بالرد علي مهاترات وتفاهات الجزيرة.. ولكن أبحث عن السبب الذي يجعل الإساءة إلي مصر توجها لهذه القناة؟ وما هدفها من ذلك؟ أهي تبغي إضعاف موقف مصر أمام العرب؟ انني اعترف انها نجحت إلي حد ما في بث روح الكراهية.. ليس بين العرب والمصريين فقط.. ولكن بين أبناء البلد الواحد من البلدان العربية.. ويجب علي الاخوة القطريين العقلاء ان يتنبهوا لما تقوم به الجزيرة من وقيعة بينهم وبين أشقائهم العرب.. وبين الدول العربية بعضها البعض.. واعتقد ان القطريين عرب ويعرفون قدر مصر جيدا.. ومن لا يعرف قدر مصر فليعرف اننا عرب مسلمين ومسيحيين.. في قارب واحد إذا مال أحد جانبيه فسيغرق الجميع.. و كفانا ما نحن فيه من تمزق.. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أخري ضد بلد الجزيرة حاملة لواء الدفاع عن العروبة من خلال القواعد الأمريكية التي انطلقت وتنطلق وستنطلق منها القوات الأمريكية ضد الدول الشقيقة والصديقة.. وبعيدا عن الجزيرة وتحيزها المغرض.. فهي لا تحب مصر ولا تحب الجزائر.. ولكن هدفها الوقيعة فقط.. أود من الأشقاء الجزائريين أن يلقون بالهزيمة وراء ظهرهم.. ويستعدون للفوز علي انجلترا وأمريكا.. لأن فوزهم علي أحد هذين الفريقين بطولة في حد ذاته.. والله معكم.. ومعنا.