أيّها الوطنُ النائم تحت جسر المشاة في وسط عاصمته . المطرود من كلّ البيوت الواقعة على أراضيه بعدما نقلوا إليه كلّ الأمراض المُعدية و سَرقَوا محفظته و لم يستطع الذهاب إلى المستشفى أو شراء الدواء . أيّها الوطن الذي يسعلُ كمدخّنٍ شَرهْ و يرتعدُ كمجرم ٍ فارّ من وجه العدالة و عناصر الأمن على بُعد خطوات منه . أيّها الوطن الذي يبيع اليانصيب "الوطني " في النهار على أبواب الوزارات المفتوحةِ باسمه و على كلّ المَفارق المؤدِّية إلى اللّه و لا أحد يدفعُ له ثمن البطاقة . أيّها الوطن الذي لو كَثرت فيه الأحزاب أو قَلَّتْ لا يُدعى إلى اجتماع ٍ واحد ٍ من اجتماعاتها و لو حضر بدون دعوة يُمنَع من الدخول لأنّه لا يلبس " السموكن " و لا يفهم بالموضة و لا يتكلّم لغات أجنبيّة و ليس له " صاحبة " ليجلبها معه . أيّها الوطن الذي يبصقُ في وجه الصوت كلّما سمعَ أغنية ً " وطنيّة " و يبدأ بِكَيلِ الشتائم للمغنّي , والملحّن , وكاتب الكلمات , و" الدَّبيكة " و يتّهمهم بالسخرية منه و المتاجرة به و عمل " البزنس " على قفاه العاري . أيّها الوطن الذي يرتجفُ من البرد هذا المساء تحت هذا الجسر العتيق و يدعو ربّه ألاَّ تُمطر هذه الليلة كي لا يغمره الوحل يا وطني البائس : معَك ولاّعة ؟؟ أريد أن أشعل سيجارة و لا أذكر أين نسيت ولاّعتي . * * * * * * كلّ الأعلام العربيّة المرفوعة على الصواري على أسطحة المؤسّسات الرسمية على أبنية المخابرات على مشافي الحكومة على مقدّمة سيارة الوزير أو النائب أو مؤخّرتها . الواقفة على أسطح الأحزاب العشائريّة و الطائفيّة جنباً إلى جنب مع العلم الحزبي البائس كلّما رأيتها واقفة في الهواء على هذا النحو و دون أيّ مغزى أو فائدة أتذكر أمرَين اثنين : النشيد الوطني و العضو الذكري .... الوطني . عضو الحكومات .. الوطنيّة ذاك الذي , ليس عضواً في أيّ مؤسسة أو منظمة تُعنى بالإنسان و الأوطان . ذاك الذي ينتصبُ على لحن النشيد و يُعلِّمنا الوطنية على الطريقة العثمانية على .. الخازوق . * * * * * الثورة ليست قادمة ليست قادمة و هذا ما يُشعل ألف ثورة في دمائي * * * * * أيتها العتمةُ الشاردة أنا مُضاء ٌ تماماً . الحاكمُ أشعلَ بئر نفط ٍفي عيد ميلادهِ السبعين و الشعبُ كلّه يحتفل . * * * * * أيتها البلاد التي لم تعد تعرفني و ما عادَ لي فيها رقم هويّةٍ ولا سطر صغير في سجلّ مدنيّ أو عقاريّ أو جنائيّ يا بلادي لعنة ُ القلبِ عليكِ .