- حمينا أتيلية القاهرة من أيدي اليهود ومعركتنا لم تنهِ - أسأل "ساويريس" هل يسمح الصهاينة لمصري بامتلاك عقار واحد في "تل أبيب"؟! - مليارديرات يهود استغلوا الخصخصة لاستعادة أملاكهم القديمة في مصر عندما تصدى لخوض معركة "أتيلييه القاهرة" لم يكن يعلم أنه سوف يضع يده في عش الدبابير، وأنه بمجرد أن يتحول من مجرد عضو عامل، إلى فرد مقاتل من أجل حماية تراث وطنه الفني والمعماري، سوف يكون هدفا للسهام المسمومة من كل حدَبٍ وصوب، إنه د. صلاح عنانى - فنان بدرجة مقاتل حاورناه على خلفية الأحداث الساخنة التي تصدرت الساحة الفنية خلال المرحلة الماضية فوجدناه أشد بأسا ضد أعداء هذا الوطن مما تصورنا، وإلى نص الحوار: - ما الذي دفعك إلي الدفاع عن أتيلييه القاهرة الذي يعتبره الكثيرون مجرد رمز لأرستقراطية الفنون في مصر؟ = دعني أختلف معك في هذا التوصيف، لأن الأتيلييه كان فى يوم من الأيام منتدى لأصحاب المقام الرفيع من المثقفين والتشكيليين الكبار، ويعتبر من الرموز الثقافية القليلة الباقية التي لم تمتد إليها بعد يد الهدم التي طالت العديد من المواقع الثقافية التقليدية والتاريخية بحجة التطوير، ومن هذا المنطلق كان من واجبى أن أقف جنبا إلى جنب مع المصريين المخلصين لفنهم وثقافتهم وتاريخهم، وقد كان هدفنا جميعا هو حماية هذا المكان – الرمز – من أيدى خبيثة حاولت تحويله إلى بضاعة رخيصة مهما كان ثمنها غاليا، عندما تواطئ أصحاب تلك الأيدي مع اليهود من الملاك القدامى للعقار، بهدف تسهيل انتقال ملكيته إليهم مجددا وذلك بعد أن امتنعوا – عمدا – عن دفع إيجار المكان لمدة تربو على العامين، مما يعنى أن الخطوة التالية كانت تتمثل في طرد الفنانين من الآتيليه. - وماذا كانت النتيجة؟ = النتيجة أننا استطعنا وقف المؤامرة اليهودية على الأتيلييه وتمت الإطاحة بالمجلس القديم ألا يكفى. - ولكن اختيارك كرئيس لمجلس إدارة الأتيلييه انتهى بمأساة بالنسبة لك، بعد أن تمت الإطاحة بك من منصبك على خلفية اتهامات مالية قد تنتهي بك لإدانتك قضائيا؟ - لا أخفى عليك أنني أعلم أن معركة قد انتهت لصالحنا ولكن الحرب لم = تنته بعد، ولا أحد منا كيف سوف تكون هذه النهاية، فى ظل الضغوط العارمة التي يمارسها أولئك الذين نسجوا خيوط المؤامرة السابقة، من أجل تنفيذ مخططاتهم وأنا أملك الدليل على ذلك. - وما هو؟ = لا ليس الآن، ولكن يكفى أن أذكر لك أن العقار الذى يضم بين جنباته أتيلييه القاهرة يتعرض بأكلمه لمحاولة قتل بطئ، ونظرة واحدة لمحل "هانو" الشهير والمطل على شارع طلعت حرب، تكفى للتأكد من محاولة القتل هذه، حيث لا يخفى عن أى عين تدخل هذا المحل كم الإهمال الغريب والمريب الذى يملأ جنباته، لدرجة أن التراب يبدو وكأنه طبقات فوق طبقات على معروضات المحل من ملابس وأثاثات وأجهزة كهربائية وغيرها، والمعروف تاريخيا أن "هانو" كان مثله مثل غيره من المحال التجارية الشهيرة فى منطقة قلب القاهرة التى كانت تمتلكها عائلات يهودية مثل "عمر أفندى" و"صيدناوى شملا" و"شيكوريل"، والمعروف أيضا أن هناك مستثمرين من فئة المليارديرات من اليهود يحاولون الآن استغلال مناخ الخصخصة السائد فى البلد حاليا بصورة عشوائية، بهدف استعادة ملكيتهم لهذه الممتلكات مرة أخرى. - هل تعنى بذلك أن الأصابع الخفية التي حركت خيوط المؤامرة على أتيلييه القاهرة، استطاعت الوصول إلى آخرين داخل الأتيلييه لتنفيذ المخطط ذاته؟ = بالتأكيد هذا صحيح، فاليهود قد باتوا الآن هم الأقوى نفوذا وملاءة مالية فى العالم كله، وهم يسخرون إمكاناتهم ونفوذهم من أجل تحقيق أغراضهم وأجندتهم الخاصة بهم وهى الأجندة التى تقف على طرف النقيض من مصالحنا وأمننا القومى، الذى بات مهددا فى ظل إصرار الكيان اليهودى العالمى على تصفية أعدائه فى العالم كله، وبالذات فى أهم منطقة للصراع الدولى، وهى منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها مصر بالطبع. - تعنى بذلك أنك من المؤمنين بنظرية المؤامرة؟ = بالتأكيد ولكن ليس بالمعنى التقليدي لهذا المفهوم، بل بالمعنى الذى تعضده الأسانيد والبراهين الموضوعية، فلا يخفى عن أحد الآن أن الملاك اليهود هم الذين تحركوا قضائيا وقاموا بتوكيل مكتب محاماه شهير استهدف نزع ملكية العقار المقام به الآتيلييه، فى إطار مخطط أوسع وأشمل لضم جميع العقارات المماثلة فى منطقة وسط البلد وهى بالمئات، وللأسف هناك من المتواطئين فى مصر الكثيرون ممن يمدون يد العون لأعدائنا وصولا بهم لتنفيذ مخططاتهم، وليس بعيدا عن ذلك، تلك الشركة الكبرى المتخصصة فى الاستثمار العقارى والتى قامت خلال أعوام قليلة بحملة شراء واسعة النطاق للعقارات القديمة فى شوارع رئيسية بوسط البلد، وهى حاليا تقوم بعمليات ترميم شامل لها من أجل بيعها باضعاف أضعاف سعرها الحالى، أما المشترى فهو غالبا ما لن يكون مصريا بل سيكون إما عربيا أو أجنبيا ليكون بمثابة مجرد واجهة لمستثمرين صهاينة، وهذه هى عادتهم دائما وما حدث فى أراض سيناء مؤخرا كنموذج ليس أيضا ببعيد. - أحد رجال الأعمال ممن اشتروا عقارات تاريخية بوسط البلد عللوا ذلك بأنهم اشتروها ليتاجروا فيها بغض النظر عن هوية من يمتلك المال للشراء حتى ولو كان يهوديا، فهل هناك رابطة ما بين هذا وتلك؟ = آه تقصد تصريحات رجل الأعمال "سميح ساويريس" بالتأكيد هذه صراحة منه على عكس آخرين يتحايلون من أجل العمل فى الخفاء، ولكن "ساويريس" يبدو أنه قد نسى أن لحرية رأس المال حدود، بل أن فى أكثر دول العالم ليبرالية هناك قيود على تملك الأجانب لعقارات على نطاق واسع، حرصا على أمن هذه البلاد، وأنا أسأل "ساوريس" بالمقابل، هل يمكن للكيان الصهيوني أن يسمح لمصري حتى ولو كان قبطيا أن يشترى عقارات بهذا الحجم فى تل أبيب؟؟ والإجابة مستحيل بالطبع، بالرغم أن الوضع هنا يماثل الوضع هناك من حيث وجود معاهدة السلام ونفس السياسات الاقتصادية المتحررة من أية قيود بناء على الهوية أو غيرها. - وما خطتك في ظل تهديد صلاح الراوى لك بتوجيه اتهامات جنائية ضدك؟ = أخشى أن "الراوى" قد سمح لنفسه ربما دون أن يدرى بتحويل نفسه إلى مخلب قد فى أيدى آخرين بهدف تحقيق الأهداف ذاتها التى عجزوا عن تحقيقها عن طريق آخرين، وهو ما لن نسمح أنا وزملائى الوطنيين من الفنانين والمثقفين بحدوثه مهما كان الثمن، حتى ولو انتهي الأمر بنا جميعا خلف القضبان.