أعربت الكاتبة الكبيرة د. سلوى بكر عن دهشتها وامتعاضها- في آن- من التصريحات التي أدلى بها الملياردير "سميح ساويرس" مؤخرًا، مؤكدا فيها استعداده لبيع العقارات التي قام بشرائها في منطقة وسط البلد والتي تمثل قلب العاصمة، لأي مستثمر أجنبي مهما كانت هويته، حتى ولو كان من اليهود الصهاينة. وقالت: إن هذا يمثل خطرا بالغا على الأمن القومي والتراث الثقافي المصري، في ظل حقيقة أن كثيرا من عقارات هذه المنطقة كانت مملوكة لليهود عندما كانوا مواطنين مصريين، وقبل تحولهم إلى أعداء للوطن بانتمائهم للكيان الصهيوني حتى ولو كانوا قد غيروا جنسيتهم من المصرية إلى أخرى أوروبية أو أمريكية. وذكرت د. سلوى أنها كانت لها تجربتها الخاصة في القضية ذاتها، عندما تصدت- ومعها نخبة من المثقفين الوطنيين- للمؤامرة التي قام بها ملاك مبنى أتيلييه القاهرة، وهم ورثة اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر قبل الثورة، وحاولوا من خلالها إخلاء المبنى من الأتيلييه ووضع أيديهم عليه بالتواطؤ مع عدد من أعضاء مجلس إدارته السابق، مؤكدة أنه لولا تدخلها لتحول الأتيلييه إلى مؤسسة تابعة للسفارة الصهيونية فى قلب القاهرة. وأوضحت د. سلوى أن تصريحات "ساويرس" قد أتت لتعمق المخاوف من استيلاء اليهود على مناطق شاسعة وحيوية من أراضي العاصمة، بعد أن نجحوا بالفعل فى شراء أراض أخرى فى الريف المصرى خصوصا فى محافظة البحيرة وفى سيناء، وذلك من خلال شركات استثمار عقاري ذات رأس مال مجهول الهوية ويتستر وراء رجال أعمال عرب وأجانب، وكل ذلك بالطبع يتفق والأهداف الصهيونية- التلمودية، الرامية لبسط نفوذ اليهود على الأراضي الممتدة من الفرات إلى النيل. وطالبت د. الدولة بأن تتدخل لمنع انعقاد مثل هذه الصفقات المشبوهة التي من شأنها تهديد الأمن القومي المصري، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنه وبرغم معاهدة السلام مع إسرائيل فإن ذلك لا يعنى إلا أننا فى حالة سلام مؤقت وليس دائم مع هذا الكيان العدواني والمسلح حتى الأسنان. وأخيرا وجهت د. سلوى حديثها ل"ساويرس"، قائلة: فليعقد ما شاء من صفقات فإنه كرجل أعمال لا يهمه سوى البيع لأعلى سعر بغض النظر عما يبيع حتى لو كان قطعة من أرض وطنه لأعداء هذا الوطن، ولكن الأهم أن نحاول منعه بالطرق القانونية لمنعه من التحول لأداة في أيدي أعدائنا سواء كان يقصد ذلك أم لا.