أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى أفغانستان ستيفان دي ميستورا أن المنظمة الدولية تدعم محادثات السلام التي تجريها الحكومة الأفغانية مع «الحزب الإسلامي» المتمرد الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار والمقرب من حركة «طالبان»، في وقتٍ قتل جنديان أحدهما تركي من قوات حلف «ناتو» جنوب البلاد، فيما لقي 35 أفغانياً حتفهم في انهيارٍ جليدي في الشمال. وقال دي ميستورا في تصريحاتٍ صحافية: «المحادثات مفيدة وينبغي دعمها»، مضيفاً إن «حواراً مع المتمردين من أجل إيجاد حل سياسي للحرب المستعرة منذ ثمانية أعوام هو خطوة في الطريق الصحيح». لكنه قال إنه «لا يمتلك خططاً فورية للمشاركة في محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع المتمردين» مثل سلفه كاي إيد. ولفت إلى أنه «واثق من أن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي يعمل على إصلاح العملية الانتخابية حتى لا تكون الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل نسخة مكررة من الانتخابات الرئاسية التي شابتها عمليات تزوير العام الماضي». وأفاد دي ميستورا أنه تلقى «ضمانات قوية بأن تعديلاً كبيراً وبناءً للجنة الانتخابات التي يديرها الأفغان أمر وشيك»، مشيراً إلى أن قرضاي أبلغه أن الأممالمتحدة «ستختار الأعضاء الدوليين في لجنة الشكاوى الانتخابية والتي تشرف على الانتخابات الأفغانية وتقضي في صحة الأصوات الانتخابية». وتعرض تشكيل كلا اللجنتين إلى انتقادات واسعة في الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس الأفغاني. وأردف دي ميستورا: «لنكن صريحين.. نحن لسنا في سويسرا. نحن في أفغانستان، لذا فعلى الأرجح ستظل الانتخابات غير مثالية، لكنها يجب أن تكون ذات مصداقية وشاملة حتى يشعر الأفغان أنهم جزء منها حقاً». إلى ذلك، قتل جندي تركي في تحطم مروحية للوحدة التركية العاملة في إطار القوة الدولية التابعة لحلف «ناتو» في ولاية وارداك جنوب البلاد. وأفادت مصادر محلية أن مروحيتين تابعتين لفريق تركي لإعادة إعمار الولايات كانتا تستعدان للهبوط حين تحطمت أحداهما على تلة ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بالغة. وتنشر تركيا 1750 جندياً في أفغانستان، فيما يرتفع بذلك عدد الجنود القتلى هناك منذ مطلع العام الجاري إلى 132 ما يمثل ضعف حصيلة الفترة ذاتها من العام الماضي. كما لقي جندي آخر حتفه إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة جانب الطريق جنوبأفغانستان. ولم يشر بيان «ناتو» إلى جنسية الجندي أو المكان الذي وقع فيه الانفجار بالتحديد. من جهةٍ أخرى، صرح الناطق باسم حاكمية ولاية بدخشان عبد المعروف راسخ أمس أن انهياراً جليدياً اكتسح خمسة منازل وقتل 35 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وأفاد أن الكارثة وقعت في منطقة أرغو بانجخوا في الولاية الشمالية النائية والوعرة التي تقع على الحدود مع الصين وباكستان وطاجيكستان.