لقي جندي من قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مصرعه عندما تعرضت دورية حراسة تابعة للحلف إلى هجوم بمديرية بنجواي بولاية قندهار جنوبيأفغانستان. ولم يعلن حلف الأطلسي عن جنسية الجندي القتيل. فيما أفاد شهود عيان أن خمسة مدنيين بينهم طفلان قتلوا في قصف جوي لقوات الناتو على قرية نال الليلة الماضية. هذا وقد أعلنت الشرطة الأفغانية – الموالية للاحتلال – أن صحفيين ألمانيين لقي مصرعهما عندما أطلق مجهولون النار عليهما في شمال أفغانستان مشيرة إلى أن القتيلين هما رجل وامرأة كان يعدان فيلما تسجيليا في أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماراي باشاري إن مجهولين قتلوهما بالرصاص أثناء سفرهما ليلا من ولاية بغلان إلى ولاية باميان بوسط البلاد. وعلى سياق علميات المقاومة الأفغانية أعلن المتحدث باسم حركة طالبان محمد حنيف أن فدائيا من الحركة يدعى محمد عمر فجر نفسه في قافلة احتلال أميركية في مديرية يعقوبي قرب خوست شرقي أفغانستان مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الجنود الأميركيين إلى جانب تدمير عربتين. وأعلنت الحركة كذلك أن عناصرها تمكنت من قتل 15 جنديًا من عناصر قوات الناتو في محافظة باجلان يوم أمس الجمعة. ونقلت وكالة 'الأنباء الأفغانية الإسلامية' عن الدكتور محمد حنيف الناطق باسم طالبان قوله: هاجمت عناصر طالبان قافلة تابعة لقوات الناتو في منطقة 'باراك' بمحافظة باجلان يوم أمس الجمعة. وأضاف حنيف: أسفر الهجوم عن مقتل 15 جنديًا من عناصر القوات الدولية، إضافة إلى تدمير خمس عربات عسكرية تابعة لقوات الناتو، فيما لم يصب من عناصر طالبان سوى ثلاثة فقط في المعركة التي دارت بين الجانبين. وطالبت الحركة قوات الاحتلال بالانسحاب من أفغانستان، مستبعدة في الوقت ذاته إجراء محادثات مع حكومة حامد كرزاي. وفي لقاء مع 'وكالة الأنباء الأفغانية الإسلامية' قال الملا عبد الحي مطمئن أحد قادة طالبان الكبار: ليس لدينا أي نزاع أو خلاف مع أي أحد خارج أفغانستان، ولكن الغزاة هم من هاجمونا، وقد أظهرنا مقاومة قوية. وأضاف مطمئن: الولاياتالمتحدة لم ترغب في ظهور حكومة إسلامية في أفغانستان، لذلك شجعت الاقتتال بين مجموعات المجاهدين، وهاجمت طالبان بذريعة أحداث 11 سبتمبر، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة خططت للهجوم على أفغانستان قبل هذه الأحداث بثلاث سنوات. ونفى مطمئن تورط طالبان في مقتل أحمد شاه مسعود زعيم تحالف الشمال، وقال: نحن كنا نحاربه، ولكننا كنا نجري معه محادثات كذلك. واستبعد مطمئن إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية الحالية قائلا: لا يمكن إجراء محادثات مع هذه الحكومة، يجب أولاً أن تنسحب قوات الاحتلال من أفغانستان وبعد ذلك سوف نتخذ القرار المناسب. وأشار مطمئن إلى عدم معرفته بمكان 'أسامة بن لادن' زعيم تنظيم القاعدة، فيما أكد أن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان موجود بأفغانستان منذ الاحتلال الأمريكي. وعن المزاعم بدعم باكستان لطالبان، قال مطمئن: قدمت باكستان أرضها ومواردها اللوجستية للولايات المتحدة من أجل الهجوم على الطالبان ومن الحماقة الزعم بأن باكستان تدعم طالبان. وأضاف مطمئن: كما أنه من الحماقة التفكير في الانضمام إلى الحكومة، لأن أفغانستان ليست بلاد حرة ولا ذات سيادة. وكشف مطمئن عن أن قوات الاحتلال اقترحت بمنح المناطق التي تسيطر عليها طالبان الحكم الذاتي إلا إن طالبان رفضت تلك الاقتراحات باعتبارها طريقًا لتقسيم أفغانستان. وفي نهاية اللقاء، قال 'عبد الحي مطمئن': نريد أن نحرر أفغانستان ويحكمنا نظام إسلامي، رسالتنا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي أن تترك أفغانستان هي وقوات الاحتلال. من ناحية أخرى أعرب محللون غربيون عن قلقهم من فشل القوات الأمريكية والغربية في مواجهة هجمات طالبان، والتي باتت على وشك استعادة الجنوب الأفغاني. ونقلت وكالة 'أسوشيتد برس' عن 'بروس هوفمان' خبير مكافحة ما يسمى ب 'الإرهاب' بجامعة 'جورج تاون': الوضع في العراق سيئ بما فيه الكفاية، وأعتقد أن الجبهتين اللتين تشهدان العمليات العسكرية لا تنجح، الأمر الذي يستدعي استجواب إستراتيجية الولاياتالمتحدة في مكافحة 'الإرهاب'. وتنقل 'أسوشيتد برس' عن 'قارئ محمد يوسف' الناطق باسم طالبان قوله: نحن نصبح أقوى في كل محافظة وفي كل منطقة وكل قرية، ليس لدينا مروحيات ومقاتلات نفاثة، ولكننا نمنح أمريكا وحلفاءها وقتًا صعبًا عبر العبوات الناسفة والعمليات الفدائية والكمائن، إخواننا المسلمون في العراق يستخدمون الأساليب نفسها. وتشير 'أسوشيتد برس' إلى أن التشابه بين أفغانستان والعراق لا يتوقف على ذلك، بل إن طالبان بدأت في تصوير هجماتها بالفيديو وبثها عبر شبكة الإنترنت، كما أن إستراتيجية الغرب العسكرية في أفغانستان تشبه تلك المتبعة في العراق. ويرى المراقبون الأفغان أن وسائل الاستجواب الأمريكية التي استخدمت في العراق وأفغانستان، ساعدت طالبان على تجنيد أعضاء جدد. غير أن قوات الاحتلال ترى أن هناك فرقًا بين أفغانستان والعراق، يتمثل في وجود دعم لعناصر طالبان في باكستان وهو ما لا يوجد مثيله في العراق. يقول 'كريستوفر ألكسندر' نائب رئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان: لن يكون هناك نهاية لهذا 'التمرد' حتى يتم التعامل مع الدعم الخارجي القادم له. وتقدر القوات الأمريكية أعداد طالبان بقرابة 6000 عنصر، بينما يؤكد 'قارئ يوسف' أن عدد طالبان يبلغ عشرات الآلاف. وتشير 'أسوشيتد برس' إلى أنه بينما ركزت طالبان عودتها على الجنوب والشرق الأفغاني، إلا إنها بدأت في الآونة الأخيرة بنقل عملياتها العسكرية إلى العاصمة الأفغانية كابول. ويرى الناطق باسم قوات الناتو 'لوك كنيتيج' أن الأمر سوف يحتاج ما بين اثنين إلى خمس سنوات قبل هزيمة طالبان في جنوبأفغانستان. وفي سياق آخر أعلنت الشرطة الباكستانية أنها اعتقلت 45 عنصرا بزعم الاشتباه في أنهم ينتمون لطالبان في ولاية بلوشستان عند الحدود مع أفغانستان. وأوضحت الشرطة أنها اعتقلت نحو ثلاثين أفغانيا من طالبان في كويتا عاصمة الولاية التي تقع جنوب غرب باكستان، كما أوقف 15 آخرون خارج المدينة. وتأتي هذه الاعتقالات في حين دعا الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إسلام أباد إلى تكثيف حربها على المسلحين الذين يشنون عملياتهم انطلاقا من باكستان.