أكد النائب محمد دحلان مفوض الإعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح أن الرئيس محمود عباس سيشارك شخصيًا بالقمة العربية المقبلة في ليبيا وأن الأزمة مع ليبيا انتهت، معربا عن أمله في أن تتحول القمة لقمة دعم حقيقي للشعب الفلسطيني. وقال في مؤتمر صحفي عقده بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد "انتهت مهنيًا" بعد أن تفاوضنا على كل شيء مثل القدس والحدود وتفاصيل التفاصيل الأخرى ولم تعد هناك نقطة واحدة لم نتفاوض عليها أو نتحدث فيها، مشددًا في هذا الصدد على أن المطلوب لاستمرار عملية سلام ذات جدوى هو أن تتوفر الإرادة السياسية التي تلزم إسرائيل بقبول حل الدولتين وفق حدود 67. وقال دحلان : نوجه سؤالا واحدًا للحكومة الإسرائيلية والجانب الأمريكي وهو: " هل توافقون على قيام دولة فلسطينية على حدود 67 أما لا؟ فإذا أجبتم بنعم، فإننا مستعدون فورًا أن نذهب إلى المفاوضات ثم نتفق بعد ذلك على الجداول الزمنية وكافة التفاصيل الأخرى"، مؤكدا أن كلمة السر في نجاح أية مفاوضات هي الاعتراف بحدود 1967. وأضاف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعى أنه يقبل حل الدولتين وإذا كان كلامه صحيحًا وقبل بذلك فإننا مستعدون أن ندخل في التفاصيل الأمنية أما أن نبدأ في مفاوضات دون الاتفاق على أساسها وعلى أساس قيام دولة على حدود 67 فهذا أمر لا ولن نقبل به أبدًا. وتابع دحلان: ما زلنا متمسكين بحل الدولتين وإذا فشل المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل بحل الدولتين قد يكون حل الدولة الواحدة هو الأمر محل النقاش لكن هذا لا يعنى الاستمرار في زمن مفتوح إلى ما لا نهاية بانتظار حل الدولتين فحل الدولة الواحدة قد يكون أحد الخيارات المطروحة للنقاش". وأضاف: إن الاحتمال الثالث المطروح هو عدم تحقيق أي من الحلين أي أن يبقى الاحتلال موجودًا، وهذا ما لا نقبله ، وفى هذه الحالة فهناك خيارات أخرى أمامنا. ورأى دحلان أن الموقف الأمريكي الأخير يشجع على انطلاق حل الدولتين، كما أن اللجنة الرباعية الدولية سوف تجتمع بعد غد فى موسكو وقد أرسلنا في السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الرباعية مطالبنا بأنه إذا لم تستغل الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية هذه الأجواء، فإنها ستكون هناك فوضى كبيرة ولن نترك فرصة من أجل تجديد مسار المفاوضات ووضع سقف زمني واضح، فإذا اعتقد نتنياهو بأنه سيحظى بالدعم الأمريكي دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه فهذا خطأ كبير منه، مؤكدا أن هذه الألاعيب الإسرائيلية مرت علينا عبر سنوات طويلة ونحفظها عن ظهر قلب. وردًا على سؤال حول موضوع المفاوضات غير المباشرة، أجاب النائب دحلان: إن عملية الاتصال والحوار والتواصل بيننا وبين الجامعة العربية والقوى العربية المؤثرة وكل الدول التي ساهمت ودعمت عملية السلام وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والأردن قد توجت بالتوصل إلى آلية تنسيق جادة من خلال لجنة مبادرة السلام العربية والتي أقرت إمكانية تجديد المفاوضات غير المباشرة ووضعت شروطا منطقية ولكنها قاسية من وجهة نظر نتنياهو. وأضاف : الجانب العربي استجاب بإعطاء الولاياتالمتحدةالأمريكية فرصة من أجل استكمال جهودها لمدة أربعة أشهر، لكن نتنياهو عندما اكتشف أن هناك موقفًا عربيًا جادًا، فاجأ الجميع وصفع نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن صفعة قوية تتلاءم مع الطريقة الإسرائيلية وقام بوقاحته المعهودة بالإعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس خلال زيارة بادين إلى إسرائيل. وقال: إننا نتابع الاتصالات الحالية، ولكنني واثق من أن الموقف العربي وصل إلى الإدارة الأميركية وهذه المرة هو موقف لا يقبل التأويل بأن الدول العربية لن تدعم عملية المفاوضات إذا لم يسحب نتنياهو قراراته ببناء الوحدات الاستيطانية الجديدة بل وإذا لم يوقف الاستيطان تماما. وشدد دحلان على ضرورة تراجع نتنياهو عن قراراه الأخير، وقال: لدينا معلومات تؤكد أن إسرائيل تخط لبناء 50 ألف وحدة استيطانية في القدس لكي تقضى على القضية الفلسطينية تمامًا، محذرًا من أن نتنياهو يقوم دائمًا بعمليات خداع مستمرة، حيث قد يعلن عن سحب قراراه الآن، ويقوم غدًا بمزاولة نشاطه. وأكد أن الموقف الفلسطيني واضح تمامًا وهو التجميد التام للمستوطنات، لكن قناعاتي الشخصية هي أن نتنياهو ليس لديه أي نية في العيش في سلام، لكن إذا قررت الإدارة الأمريكية إنجاح عملية السلام فإنها تستطيع أن تلزم الحكومة الإسرائيلية بمتطلباتها. وأضاف: لدينا نماذج تاريخية تؤكد قدرة أمريكا على الضغط على إسرائيل، فمثلا في حرب الخليج عندما كان إسحاق شامير رئيسا لوزراء إسرائيل، وهو كان أكثر قسوة من نتنياهو وكانت حكومته من أسوأ الحكومات الإسرائيلية، لم يتمكن من إطلاق صاروخ واحد على العراق لأن الإدارة الأمريكية ألزمته وألزمت حكومته بذلك. وتابع : في مفاوضات "واي رايفر" ألزم كلينتون إسرائيل بالتوقيع على الاتفاق، وكل هذا يجعلنا ندعو الإدارة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن تلزم واشنطن نتنياهو بأسس عملية السلام والنماذج التي تم الاتفاق عليها في السابق حتى يمكن أن يكون هناك مجال للمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة. وحول موضوع المصالحة الفلسطينية، قال دحلان: إن حماس تماطل على الدوام، ولا يوجد شك في أننا اختلفنا على أكثر من مسألة خلال جولات الحوار الفلسطيني وكان خلاصة هذا الجهد بوساطة ورعاية مصرية إلى أن توصلنا إلى الورقة المصرية التي كانت واضحة في كل بنودها وتأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني. وأضاف: إننا في حركة فتح وافقنا على الورقة ووقعنا عليها حرصًا منا على إنجاح الحوار الفلسطيني ولقناعتنا بأن المصالحة هي السبيل الوحيد أمامنا، داعيًا حماس أن تتراجع عن موقفها وتنظر إلى المستقبل بعين مصالح الشعب الفلسطيني لأن مصالحنا الدينية والدينية تقتضى الوحدة. كما طالب دحلان حركة حماس بنبذ عقلية الماضي وأن يقوموا بتوقيع الورقة المصرية ونذهب يدًا بيد وكتفًا بكتف إلى المصالحة في ظل حكومة إسرائيلية تدمر كل فرص السلام، مؤكدا في الوقت ذاته على أن كل الملاحظات التي أبدتها حركة حماس بشأن الورقة المصرية صغيرة أمام المقدسات الإسلامية والدم الفلسطيني، وقال: لا نريد أن نفتح جروح الماضي ولذلك يجب أن ننحى ذلك جانبا وننظر إلى المستقبل بصف فلسطيني موحد. وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس ومعه كل القوى الوطنية في حركة فتح يواجه عملية تشهير ومعركة سياسية شرسة، ونحن بحاجة لدعم الرئيس أبو مازن من جميع كل الأطياف الفلسطينية بما فيهم حركة حماس، وهو الموقف الذي عبرنا عنه بتعليق عودتنا إلى المفاوضات غير المباشرة بعد أن ضرب نتنياهو عرض الحائط بكل القرارات الدولية، مجددًا الدعوة إلى حماس تقبل على المصالحة حتى لا يبقى الوضع الفلسطيني مستعصيا وننطلق نحو مستقبل مليء بالمحبة. ودعا دحلان الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن موقفها السياسي إزاء دعم إسرائيل على حساب مصالح الشعب الفلسطيني والمصالح العربية، واستطرد قائلا ": ما يهمنا الآن هو الموقف العربي والذي عبرت عنه لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في ظل هذا الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل". وحول القمة العربية المقبلة وما هو المطلوب منها في ظل الانقسام الفلسطيني، قال دحلان: "نأمل أن توقع حركة حماس على الورقة المصرية قبل القمة حتى لا تتحول القمة إلى جدل حول الانقسام الفلسطيني وتنتهز والفرصة وتوقع الورقة ونبحث جدولا آخر فى قمة فاعلة للعمل العربي المشترك". وأضاف : نتنياهو يتحدث بعشر لغات وليس بلغة واحدة، فإذا جاء للرئيس مبارك يكون ناعمًا، وحينما يعود إلى شاس يقول كلامًا غير ذلك، وبالتالي الاعتذار غير كافٍ، ويجب أن يعتذر للشعب الفلسطيني ويوقف إجراءات الاستيطان وهذا ما نريده، وإذا اعتقدا أننا سننجر إلى مفاوضات غير مجدية فهو مخطئ. ودعا مفوض الإعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح كل القوى الوطنية الفلسطينية إلى مؤتمر وطني شامل حتى تصوغ سياسة واحدة ندافع بها عن المقدسات الإسلامية، ونتمنى أن تفاجئ حماس الشعب الفلسطيني وتنضم إلى هذا الجهد الجماعي بعيدا عن الشعارات والمناشدات وتنضم إلينا دون الاكتفاء بمناشداتها للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بالانتفاضة. وطالب دحلان حماس بأن تعطى رسالة على جديتها في المصالحة وتترفع عن جميع الصغائر، ونحن في حركة فتح نوجه هذه الدعوة إلى حركة حماس من القاهرة ونأمل أن تستجيب من أجل الوحدة وإذا توحدنا نستطيع أن نعزز صمودنا أمام إسرائيل وأمام سياسة الاستيطان من أجل إنقاذ الأقصى. وقال: إن هناك محاولة لتقسيم القدس القديمة وتحديدًا المسجد الأقصى، كما قسمت إسرائيل مسجد الخليل إلى جزء إسلامي وآخر يهودي، وهي سياسة الأمر الواقع لتعزيز الوجود اليهودي فى الأماكن الإسلامية وتعزيز الاستيطان في القدس لفصلها عن الضفة الغربية وإلغاء حل الدولتين لأن نتنياهو يرفع شعارًا كبيرًا بحل الدولتين، ولكن السلوك الإسرائيلي اليومي يمنع تحقيق هذا الحل لأن توسيع الاستيطان فى القدس وإصدار قرارات متكررة من خلال الحكومة الإسرائيلية من خلال باراك ونتنياهو الهدف منه هو عزل أي فكر أو إمكانية لتعزيز فكرة السلام العربية بإمكانية حل الدولتين. وبشأن تعطل صفقة جلعاد شاليط، أوضح دحلان أن تأييد محمود الزهار لإتمام الصفقة قد أعجبه، وأن ما عطل الصفقة أن خالد مشعل تحدث عن وجود أفراد من بين من ستفرج عنهم إسرائيل وقد أبلغ عائلاتهم بذلك، ولكنه اتضح لاحقًا عدم صحة هذا الكلام.