سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناشطون سياسيون: الالتفاف حول "البرادعي" ليس حبًا فيه ولكن كرهًا فى الأوضاع.. و"الفساد" هو المنظومة الوحيدة الناجحة ولابد من ثورة العمال والفلاحين.. ومواطنون يحلمون بالتنازل عن الجنسية المصرية ورؤية أحفاد سعد زغلول ومصطفى كامل
تتوالى الحكومات على الشعب المصري, وتتعاقب التغيرات الوزارية, بينما تظل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مرضًا مزمنًا لا شفاء له, ويبقى "طيف" صراع غير متوازن على سلطة تحكم ساحة سياسية أقل ما توصف به ب"العرجاء" لتراعى شئون دولة لم يبقَ لها من العظمة والريادة إلا موقع شرفى اكتسبته بالأقدمية والتاريخ المشرف، وبعيدًا عن تلك الساحة يقبع المواطن المطحون ويلاقى عذابات يومه فى صمت واستسلام.. ويقاوم بالفهلوة والنكتة الحلوة منغمسًا فى ساقية الحياة دون أن يقف مرة ليفكر.. هل يحب النظام؟ وهل هو راضٍِ عن الحكومة؟ ولكن هذه الأسئلة لاتهمه فى شيء لأن أقصى ما يتمناه هو ان يضمن رغيف عيش من غير إهانة، وأنبوبة بوتجاز من غير مذلة "ومواصلة" يركبها دون أن تتعطل أو تنقلب، وأن يشعر بالأمان هو وأسرته، وأن يطلب الستر لا أكثر من ذلك. يقول هاشم فؤاد- 26 عام- محاسب: السبب وراء انتقاد النظام من مواطنيه هو أنه أثبت فشله فى توفير سبل الراحة للمواطن الذى أُهدِرَ حقه, مما خلق حالة من اليأس العام لدى الشباب, مؤكدًا أن الكثير من الشباب المصرى سوف يجدون عرض السفر للخارج والتنازل عن الجنسية المصرية عرضًا مغريا لإنقاذهم من عناء الفقر وضياع العمر, مضيفًا أن أكثر من نصف ال80 مليون نسمه سوف يوافقون بلا تردد, لأن النظام الحالى جعل معظم الشعب يفقد انتماءه. ويستطرد "فؤاد" قائلا: إن الغلاء أكل كافة آمال المواطن وأن العالم كله يخطو للأمام ويتقدم بينما نعود للخلف, فضلا عن حقيقة تلاشى الطبقة الوسطى فى المجتمع ليصبح المصريون بين شديد الثراء أو شديد الفقر, فلا يوجد وسط. وأضاف خالد فاروق- 28 سنة- مدرس: ملفات الفساد فى مصر حدث ولا حرج بدءًا من العبارة والدم الفاسد مرورًا بفضائح قطاع الصحة والخصخصة, ورغيف العيش, ووصولا إلى البطالة والفقر والجهل, مما جعل الشباب إما منحرفين أو مغيبين أو محبطين, فالانحراف تعدد وتنوع بين انحراف فكرى أو دينى أو سلوكى بالمخدرات أو الجريمة, فى ظل الأزمة الاقتصادية الشديدة. أما محمد سالم - 31 سنة- فأكد أن تزايد معدلات الجريمة والانحراف والرشوة أمر يدان فيه النظام أولا وأخيرًا, لأنه ترك المواطن بين مطرقة الفقر وسندان المرض, فالموظف قليل الحيلة أمام احتياجات تعليم أولاده وضرورة الدروس الخصوصية وسط نظام تعليم "فاشل" وصعوبة وغلاء المواصلات والطعام والشراب وقائمة الفواتير الشهرية, ولا يجد أمامه إلا أن يمد يده للرشوة. فيما قال ممدوح فودا - 34 سنة: الشعب المصرى "ده مش مهدور حقه وبس ده مهدور دمه", مضيفًا أن المصريين شعب شديد البساطة فى كل شيء إلا انه يعيش فى سعادة ورضا بقضاء الله, ومعظمهم يكسب "قوته يوما بيوم, ومع كل مشاكل الحياة تلاقيهم "مش شايلين" همّ وعندهم أمل وثقة لا حدود لهما فى الله سبحانه وتعالي, فهم على يقين من أن الله لن يضيعهم أبدًا. واستطرد ممدوح قائلا: إن التغيير سوف يحدث عندما يكف الجميع عن الحياة لأنفسهم وأهوائهم وشهواتهم وخاصة القائمين على مسئولية الشعوب, وأن حلمه الحقيقى هو أن يطالب الجميع بحقه, وأن يرى مظاهرة حاشدة تشبه تلك التى أخرجت الملك فاروق من مصر, ويرى أحفاد مصطفى كامل وسعد زغلول. ويقول المهندس عبد العزيز الحسينى - القيادى فى حزب التجمع إن السؤال عن حب الناس للنظام الحالى وحكومته لا يحتاج إجابه!! ويكفى أن نتوجه للمواطنين ونسألهم عن آرائهم فى الأحوال العامة لحكومة وعن تقيمهم للحزب الوطنى ومدى رضاهم عن أداء رجال الوطنى فى الحكومة، وأضاف إن وزراء الجباية هم أفضل مثال لأداء الحكومة ورجال الوطنى محملهم السبب فى شعور المواطن أنه لا يعيش فى بلده, فضلاً عن ثقافة ومشاعر الاغتراب التى انعكست على نفسية الشباب, فأصبحنا نسمع عبارات "البلد دى مش بتاعتنا" و"يارب نخرج منها على خير". وأكد الحسينى أن الحل هو اجتماع الجميع على صالح مصر, فيجتمع العمال الذين لا يجدون قوت يومهم فى هيئات وروابط حتى وإن كان النظام لا يسمح لهم بنقابات مستقلة, وكذلك يجتمع الفلاحون والطبقة المتوسطة للمطالبة بحقوقهم ليحدث التغير, الذى يكون أبدًا بالنخبة والنشطاء والمناورين. ويشير الدكتور يحيى القزاز- القيادى فى حركة كفاية إلى أن أى نظام حاكم لابد وأن يملك مؤيدين ومعارضين وتنكعس فى نتائج الانتخابات العالمية التى لا تتعدى نسبة المرشح الفائز بها النصف, بينما نجد الحال فى مصر تحول الى اعتقال معنوي لكل من يعاونه وجسدى لمن يعارضه بشكل بعيد عن منطق التعددية الحزبية فى أى دولة أخرى. وأكد القزاز أن المنظومة الوحيدة الناجحة فى مصر هى منظومة الفساد التى استطاعت تفكيك القانون وتفصيله وفقًا للمصالح الخاصة, لاختيار رموز من اهل الثقة لا الكفاءة بعيدا ان المفهوم الحقيقى للعمل السياسى. أما الدكتور وحيد الأقصرى- رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى فيرى ما وصفه بظاهرة "البرادعي" كأبلغ تقييم شعبى للنظام والحكومة, مؤكدًا أن هناك نوعا من الغضب على النظام السياسى المصري, وأن الالتفاف حول "البرادعي" ليس حباً فيه ولكنه كرة فى النظام الحالي, رغم أن هناك تحفظات كثيرة على "البرادعي" ظهرت جلية فى رئاسته للهيئة الطاقه الذرية إبان الحرب على العراق. ويقول "الأقصري" إن النظام البديل القادر فى التغيير وفقًا لوجهة نظره لابد وأن يطبق الاشتراكة الديمقراطية ويعيد بناء القطاع العام من جديد ويقضى على الفساد والرشوة والمحسوبية ويضع الرجل المناسب فى المكان المناسب ويعيد القدوة الصالحة والقرار الغائب ويعيد كرامة المصرى فى الداخل والخارج ويحقق نهضة مصرية كاملة على كافة الاتجاهات مستجيبًا لآمال وطموحات هذا الشعب. وتطرق "الأقصري" بالحديث حول النظام إلى دور الحزب الوطنى فى مساندة أهل الثقة دون أهل الكفاءة, مشيرا إلى أن "الوطني" يفضل كل من خلفه الثروة والنفوذ بعيدًا عن فكرة النزاهة والجدية, مطالباً بانتخابات نزيهة وحقيقية.