تجتاح أغلب دول العالم حالياً الدعوة إلي إقامة مدارس متخصصة لتعليم الشباب المقبلين علي الزواج معني الزواج ومسئولياته والاختيار السليم وأيضاً مفاتيح السعادة الزوجية وذلك بهدف الحد من نسبة الطلاق خاصة في السنوات الأولي من الزواج. ففي إيران قدمت لجنة برلمانية لشئون الأسرة مشروعاً لانشاء مدرسة للزواج يحصل فيها الخطيبين علي شهادة تؤهلهم ليصبحوا أزواجاً مثاليين في مؤسسة الزواج وتبدأ المدرسة بتعليم الغزل فلا حياء في العلم ولا حياء في الزواج طالما أن المهمة نبيلة وهي تكوين أسرة سليمة. وهناك أكايمية فرنسية في باريس تعلم شئون الغزل واختيار الزوجة المناسبة ويقبل عليها جميع الخجولين في فترة خطوبتهم. وفي تركيا اقترح أحد نواب حزب العدالة انشاء مدارس يتعلم فيها الشباب متطلبات ومسئوليات الزواج للحد من نسبة الزواج المرتفعة في المجتمع التركي ويقوم اقتراح النائب علي تنظيم دورات يجتازها الشباب من الجنسين حول كيفية معاملة الشريك وادارة الحياة الزوجية والتصدي للمشكلات التي تؤدي الي الطلاق مثل الشك والغيرة والفتور العاطفي وأول درس في هذه المدارس هو الفحص الطبي للعروسين قبل الدراسة. كما بدأت الصين حركة جديدة باسم (التفاح الأخضر) تهدف اقامة فصول لتزويد الشباب من الجنسين بأصول الحب والزواج والثقافة الجنسية وذلك في الجامعة الطبية بمدينة داليان شمال شرق الصين وتقوم الجامعة بالرد علي استفسارات الشباب في كل ما يتعلق بالحب والزواج وذلك بعد تزايد حالات انتحار الشباب والأمراض النفسية بسبب المشاكل العاطفية. وأخيراً في أمريكا اقيمت مدرسة لتعليم فن التقبيل للمقبلين علي الزواج وتحمل صاحبتها ذكري سيئة لأول قبلة أخذتها من زوجها وتقول انها احست بعدها بالاشمئزاز من زوجها مما دعاها الي التفكير في انشاء مدرسة متخصصة لتعريف فن القبل ويصل ثمن الدورة 572 دولاراً. أم في مصر فقد افتتح مؤخراً د. مدحت عبدالهادي الباحث في النفس البشرية »مدرسة الزواج« التي تبدأ فصولها بالتدريب علي كيفية اختيار شريك الحياة وتوعية الفتاة بأعباء الزواج ومسئولياته. يقول د. مدحت عبدالهادي ان فكرة المدرسة جاءته بعد تزايد اخبار احصائيات صادرة عن المركز القومي للبحوث بوجود حالة طلاق كل 6 دقائق في مصر مشيراً الي ان تزايد النسبة يرجع الي أننا أصبحنا مجتمعاً أنانياً كل فرد فيه مشغول بنفسه فقط فانعدم الضمير وغابت لغة الحوار المهذبة بين الرجل والمرأة والأكثر من ذلك أن أكثر من 60% من حالات الطلاق تمت في السنة الأولي مؤكداً أن الدروس بالمدرسة تستمر الي ما بعد الانجاب. وأضاف عبدالهادي إنه اسس من قبل جمعية المعلقين التي تدرس توابع مشكلة الطلاق علي الابناء وعلي الزوج والزوجة وكيف أن عدم فهم الطرف الآخر هو السبب الحقيقي للتعاسة الزوجية. ومن المعروف ان د. هبة قطب اخصائية الطب الجنسي أسست منذ سنوات مدرسة السعادة الزوجية تقوم علي تثقيف العروسين بأسس العلاقة الزوجية الصحيحة ومشكلات ليلة الدخلة وكيفية التغلب عليها ثم تقديم النصح عن طريق جلسات وفي مواعيد محددة يحضرها مجموعات صغيرة من الأزواج والزوجات بدلاً من اللجوء الي نصيحة الأصدقاء والجيران التي تتسبب في اخطاء يقع فيها الزوجان. أيضاً أسست الكنيسة الكاثوليكية ومراكز المشورة الأسرية (مدرسة المخطوبين) وتقوم علي تأهيل المخطوبين للدخول إلي القفص الذهبي بالنصائح لزواج مثالي قوامه المحبة والاخلاص ومن خلال دورات منظمة يحصل الخطيبان في نهايتها علي شهادة صلاحية للزواج وتدرس معاني الشعور بهيبة الزواج وقيمه السامية