رئيس وزرائنا أحمد نظيف درس وهو طالب الاتصالات والألكترونيات على ما أظن، ثم حصل على الماجستير فى هندسة الكهرباء والدكتوراه فى الكمبيوتر، على ما أظن.. وهى كلها كما ترى مجالات ليس لها علاقة بالطب. ولأن ذلك كذلك فلم أستغرب أو أندهش من أجابته على الطالب الجامعى الذى وقف يسأله أول أمس عن القمح الفاسد ليرد عليه رئيس الحكومة، فيقول إنه سأل جميع الخبراء المختصين حول إمكانية وجود قمح فساد أو مسرطن وأن من سألهم من خبرائه أكدوا له جميعا أنه لا يوجد فى العالم قمح فاسد أو مسرطن، ثم أضاف قولة ربما تصبح مرجعا فى الأيام القادمة فقال: "هاتولى واحد جاله حالة تسمم من أكل رغيف العيش". وحسب معلوماتى المتواضعة جدا فى الطب فإن هناك فارق كبير من التسمم الغذائى اللحظى وإصابة خلايا الجسم بالسرطان والتى تحدث على مدى زمنى كبير. أما مسألة أنه لا يوجد قمح فاسد أو مسرطن فى كل الدينا فهذه أيضا مسألة محل نقاش وادعو فيها السيد رئيس الوزراء لأن يقوم بزيارة شون (جمع شونة) التخزين الخاصة بالقمح فى مصر ربما يكتشف بنفسه غابة الحشرات الزواحف التى ترعى فيها بدء من السوس وحتى الفئران. وأحيل سيادته إلى دراسة د. يوسف عبد العزيز الحسانين, أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية التى استخدمت التحليل الكرومانوجي وأثبتت أن خلط القمح بالحشرات عند طحنه ينتج عنه العديد من المركبات السامة والمسببة للإصابة بالسرطان والفشل الكبدي والكلوي ونقص المناعة. ويا ليت الأمر يقف عند القمح الردئ الذى لا يعرف خبزه الدكتور نظيف ولكن يعرفه عشرات الملايين من المصريين الذين يستكثر عليهم البنك الدولى أن يملأوا بطونهم وبطون أولادهم بهذا العجين المغموس فى طعام لا يقل عنه رداءة فى تصنيعه أو تخزينه، والنتيجة أننا أصبحنا نسمع عن الإصابة بالسرطان أكثر مما نسمع عن الإصابة بالأنفلونزا التى تحولت هى الأخرى إلى وباء. .. يكفى هذا يا دكتور نظيف ولن أعلق على كلام الطالب الذى قال لسيادتك يقصدك أنت وحكومتك إنكم بعتم كل شىء ولم يبق إلا شرفنا.. فهل نبيعه؟.